منوعات

سر المادة البيضاء.. أخيرا الكشف عن سبب إدمان الهيروين والكوكايين

توصل باحثون إلى السر الكبير الذي يفسر إدمان البعض تعاطي الهيروين والكوكايين، وقالوا في دراسة نشرت بمجلة “نيورون” Neuron، إن هاتين المادتين تؤثران بشكل خطير على التواصل بين أجزاء مختلفة من المخ.

وحسب الدراسة، فإن أدمغة المدمنين تحتوي على قدر أقل من المادة البيضاء وهي إحدى المادتين المكونتين للجهاز العصبي المركزي، مقارنة مع الأشخاص الذين لا يتعاطون الهيروين والكوكايين.

المادة البيضاء الموجودة في المخ تربط كل مناطق الدماغ، وتساعد في نقل الإشارات بين الخلايا العصبية.

كان الباحثون وجدوا سابقاً كمية أقل من المادة البيضاء لدى حيوانات مدمنة على المخدرات في المختبر، ولكن الدراسة الجديدة تعتبر الأولى من نوعها التي تشير إلى أن أدمغة المدمنين من البشر أيضاً تحتوي كذلك الأمر على نسبة أقل من هذه المادة.

ودرس الباحثون الروابط بين قشرة الفص الجبهي، وهي جزء من الدماغ يسمح لنا بأداء المهام اليومية ويؤثر في شخصيتنا من جهة، ومنطقة العنان أو هابينولا habenula، التي تؤدي دوراً بالغ الأهمية في فهمنا المخاطر والمكاسب، من جهة أخرى.

وتتعطل الإشارات المقبلة من “قشرة الفص الجبهي” إلى “هابينولا” لدى القوارض المدمنة على الكوكايين، ما يشير إلى أنها تؤثر في الانسحاب من الإدمان والعودة إليه مرة أخرى.

في هذه الدراسة، استخدم الباحثون فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي MRI لكي يتحققوا من مسار “قشرة الفص الجبهي” لدى مدمني الهيروين والكوكايين، ولدى مجموعة تشتمل على أشخاص أصحاء.

لدى مدمني الكوكايين، وجد الباحثون أن المادة البيضاء قد تدهورت في هذا المسار.

الأشخاص الذين أقلعوا أخيراً عن تعاطي الكوكايين والهيروين كان مسار “قشرة الفص الجبهي” لديهم متضرراً، وفقا لتقرير موقع إندبندنت.

للأسف، “التشوهات التي تشوب هذا المسار ربما تكون منتشرة على نطاق واسع بين المدمنين”، وفق ما أوضحت الباحثة المشاركة في الدراسة سارة كينج.

وأضافت “الأهم من ذلك، وجدنا أنه لدى جميع الأفراد المدمنين، كان الضرر الأكبر مرتبطاً بالاستخدام الأول للمخدرات في عمر مبكر، ما يشير إلى دور محتمل تؤديه هذه الحلقة في عوامل الخطر المتصلة بالنمو أو التي تتبدى قبل بروز حالة صحية جسدية أو نفسية”.