منوعات

يا ليل (قصيدة تفعيلة) – مكساوي –

يا ليل

يا ليلُ طويلٌ أنتَ

وحبلُكَ يوشكُ أن يخنقَني….

يلتفُّ على عُنُقي ثعبانًا يزحفُ فوقَ الصدرِ وفوقَ البطنِ

إنِّــي أحسسْتُ لزوجتَهُ تسري في جسدي وخلاياي

الجرحُ عميقٌ يا ليلي ولأَنتَ الكبريتُ المدفونُ بهذا الجرحْ

أنتَ الحصَّادُ وأنتَ القمحْ

أنتَ المطعونُ وأنتَ الطاعنُ بلْ والرمحْ….

فلماذا يضحكُ هذا القمرُ الأسيان… القمرُ المخدوعُ

يطلُّ علي بعينيهِ الجاحظتينِ

كعَينَيْ دبٍّ أبيضَ!؟

ويراقصُ تلكَ الغيماتِ الولهى

ويعاتبُها ويجرِّحُها مِزَقًا مِزَقا؟

يا ليلُ لقد أدمنْتُ القلقَ الواصبَ في عينيكَ

وأدمنْتُ الأرقا….

أدمنْتُ إعادةَ ترتيبِ الأشياءِ

وأدمنْتُ قراءةَ كفِّ الغيمِ

وأدمنْتُ الإدمانَ

وما اتَّفَقا

****

 

يا ليلُ كأنَّكَ لم تذكرْ يومًا أنِّــي أسندْتُ إلى صدرِكَ رأسي

وبكيتُ

بكيْتُ كثيرًا حتَّى أشجارُ الصفصافِ وأشجارُ اللبلابِ

بكَتْ

بل كانَتْ تذرفُ دمعاتي!!

لكنَّكَ لا تدري أنِّــي سجَّلْتُ على أجنحةِ الطيرِ

أرقَّ الكلماتِ…..

ونثرْتُ الحبَّ أمامَ عصافيرِكَ حتَّى تشدو…

حتَّى يسكرَها الشدوُ

فتروي مأساتي

****

إنـِّـي شاعرْ….

لكنَّ الكلماتِ الولهى لن تفتحَ بابَ مدينتِنا

المرصودِ بآلافِ الحراسِ

وأكداسِ الشعراءْ

فخيامُ الفجرِ قبورُ الموتى

تُضربُ من حولِ الأبوابِ، تمدُّ جسورًا

من خبزٍ ودماءْ

وأنا لا أملكُ إلا الكَلِمَهْ

من يزعمُ أن الكلماتِ القرويَّةَ والخضراءَ

كأجنحةِ الدوريِّ

كحبَّاتِ المطرِ الناعمِ

تقوى أن تحطمَ هذا السدَّ

وتستوطنَ يومًا رَحِمَهْ

من يزعمُ أنَّ الكلماتِ الخضراءِ كأحداقِ العشَّاقِ

تفجِّرُ في الصخرِ عيونًا

أو تطلقُ فوقَ الماءِ الآسنِ

أشرعةً بيضاءْ

وتكبحُ خيلًا منهزِمَهْ…!!