منوعات

أختي الصغرى تكره الدراسة – مكساوي –

السؤال:

الملخص:

سائلة تشكو كرهَ أختها الصغرى – وهي في المرحلة الابتدائية – للدراسة، والسائلة لا تستطيع التعامل مع مماطلتها في كتابة الواجبات، ولا سيما واجبات اللغة العربية، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أختي الصغرى في الصف الأول الابتدائي، وهي تكره القيام بواجباتها المنزلية، ولا سيما واجبات اللغة العربية، وتحب مادة الرياضيات، وأيضًا تحب الذهاب إلى المدرسة لمقابلة صديقاتها، ولكن عندما أُمليها الدرس تكون متأخرة في الإملاء، ولا تكتُب كثيرًا، وتعاند طول الوقت وتماطل؛ حتى يضيع وقتي مني، فأبدأ بالصراخ في وجهها وضربها، أعلم أن الضرب والصراخ ليس حلًّا، وأني بهذا أدمر أختي؛ لذا أرسلها لأمي لتدرس لها، لكنها تماطل أكثر في الكتابة، فكيف أحل مشكلة أختي، وأجعلها تحب الدراسة أكثر؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكِ الله خيرًا للاهتمام بأمر أختكِ، أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكِ، وأن يرزقكِ الحكمة في التعامل معها.

 

أبشري فبإذن الله الأمر بسيط، وعلاجه سهل جدًّا إن اتبعتِ بعض الخطوات البسيطة التي تبدأ بمعرفة طبيعة الأطفال، فالأطفال بطبعهم يحبون اللعب، لذلك عليكِ التعامل مع أختكِ من منظور كونها طفلة، ومن منظور اهتماماتها واحتياجاتها كطفلة؛ فاحرصي على تعليمها من خلال اللعب وخاصة الألعاب اللغوية المبسطة التي تناسب عمرها، دون أن تشعريها بأنكِ تذاكرين معها، وبإذن الله ستأتي هذه الخطوة بنتيجة جيدة مع الوقت، وتزيل عنها كرهها واستثقالها لمادة اللغة العربية.

 

يفيدكِ أيضًا أن تعلَمِي أن الأطفال يَمَلُّون من الجلوس للدراسة وقتًا طويلًا، وربما وقتًا قصيرًا كذلك، وأنهم ربما يفقدون تركيزهم بعد قليل من الوقت، إذا كانت المادة التي يدرسونها ثقيلة عليهم؛ لذلك اجعلي جلساتها للمذاكرة جلسات قصيرة، وزيدي في المدة تدريجيًّا وفقًا لتقبُّلها لذلك حتى تعتاد الأمر.

 

كذلك يساعدها على إتقان اللغة العربية وحبها أن تقدمي لها بعض القصص المبسطة جدًّا كهدية لها، وتحكي لها بعض القصص، ثم جعلها تقرأ وتحكي لكِ أو لمن هم أصغر منها، دون أن تقفي لها على كل خطأ لغوي يصدر منها وهي تقرأ القصة، ودون إشعارها أنكما في حصة مدرسية.

 

أشعِلي حماسها ببعض المسابقات اللغوية المناسبة لقدراتها التي تتعمدين فيها أن تجعليها فائزة؛ لتزيد ثقتها بنفسها، وتحب اللغة أكثر وأكثر.

 

علِّميها القراءة بشكل تأسيسي مبسط من خلال طريقة نور البيان، أو أي طريقة أخرى تنميها وتطورها في القراءة، وتأكدي أنها حين تتقن القراءة ستصبح الإملاء سهلة ويسيرة بالنسبة لها بإذن الله.

 

توقفي عن نقدها ومقارنتها بمن حولها، وتوقفي عن وصفها بصفات سيئة فيما يخص دراستها، بل أثني عليها كلما أنجزتْ إنجازًا ولو بسيطًا؛ فالإنسان بطبعه يحب الكلمة الطيبة ويتأثر بها فيدفعه ذلك للإنجاز أكثر وأكثر.

 

احتوي أختكِ وصاحبيها، فإن استطعتِ أن تمتلكي قلبها ستكون بإذن الله طوعًا بين يديكِ، وستستجيب لكِ كلما بدر منكِ توجيهًا لها، وأكثر ما يجعلها مطيعة لكِ، منفذة لتوجيهاتكِ كثرةُ احتضانها، وإشعارها بحبكِ وحنانكِ واللعب معها، وعدم الصراخ فيها، والتوقف فورًا عن ضربها.

 

وأريدكِ أن تعلمي أن هذا الضرب والصراخ سيزيدها كرهًا للغة العربية، بل وربما يزيد من ضعفها فيها، فكوني هينة لينة معها، ولا تنسَي أنها طفلة؛ وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إلَّا زانَه، ولا نُزِعَ من شيءٍ إلَّا شانَه))؛ [صحيح الجامع].

 

أسأل الله أن يرزقكِ الحلم والحكمة، والحنان والرحمة، وأن يوفقكِ إلى ما فيه الخير لكِ ولأختكِ.