منوعات

رسالة إلى الدكتور أشرف زكي والفنان مصطفى كامل

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

من أهم: من يقود سيارة أجرة فيها شخصان أو ثلاثة، أم من يقود الملايين؟

ألقت الأحداث المرتبطة بشيرين عبد الوهاب كثيرا من الظلال في الفترة الأخيرة على الوسط الفني، الخوف من الظلال بالمناسبة هو واحد من أبرز المخاوف لدى البشر، فهي توحي بوجود شيء مخيف لا نراه، ونحن نتحدث عن وسط طبيعته أن يعيش تحت الأضواء المبهرة، واعتاد أصحابه تغطية أخطائهم قدر المستطاع لتكون بعيدة عن عيون الناس، الناس الذي يظن بعضهم في الوسط الفني أنه مرتع للآثام، وهو تصور غير صحيح بالمناسبة، التعميم دائما خطأ، وكل وسط فيه الجيد والسيئ، فقط لأن الفنان حياته محل اهتمام تكون أخطاؤه محل تهويل.

أعود للظلال من جديد، هل من المنطقي أن تكون أحد شروط استخراج رخصة قيادة مهنية هو إجراء تحليل للمخدرات بينما استخراج رخصة للعمل في الفن لا يتطلب شيئا؟ ما أتكلم عنه ليس مهينا بالمرة، فالرئيس نفسه تحدث عن الأمر بعد إحدى حوادث القطارات والتي تسببت في مقتل 22 شخصا في مارس 2019 حيث ثبت وقتها تعاطي قائد القطار للمخدرات، وقتها قال الرئيس إنه سيتم فصل أي موظف يتعاطى المخدرات، كما أعلن وقتها الصندوق القومي لمكافحة الإدمان تنظيمه لحملات لفحص تعاطي المخدرات تطال جميع أفراد الجهاز الإداري للدولة، بعدها بعام أصدر البرلمان قانون رقم 23 لسنة 2021 والذي قضى بإجراء تحاليل عشوائية للموظفين ومن يثبت تعاطيه لأي نوع من المخدرات يتم فصله فورا من الخدمة..

كلام جميل، نعود مرة أخرى للفن وناسه، الفنانين هم أبرز أعمدة قوة مصر الناعمة، هم سفراؤنا وواجهتنا في العالم العربي كله، وما حدث مع شيرين ومع من قبلها ألقى بظلال كريهة في العالم العربي كله على عناصر قوتنا تلك، فلماذا لا نقوم بإجراء للحفاظ على العنصر الأهم في تأثير مصر الثقافي ونساعدهم في حماية أنفسهم، أعرف أن المغريات كثيرة والبعض قد يضعف.

كيف هذا؟ يمكن من خلال طريقين، يصبح إجراء فحص المخدرات إلزاميا عند تجديد الاشتراك في النقابة أو تصريح مزاولة المهنة، أيضا يتم تنظيم حملات عشوائية للعاملين في المسلسلات والأفلام والحفلات، أنا لا أبحث عن التشهير، أنا أبحث عن اضاءه أنوار حمراء تخيف ضعيف النفس من الدخول في المستنقع..

هذا الإجراء ليس لقلة الثقة في الفنانين، بل لأنهم ثروة قومية يجب أن نحميها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لأنهم أشخاص مؤثرون بالفعل، كيف نترك الفرصة لمدمن كي يقود الرأي العام، الفنان يتأثر ملايين بكلامه، بالتأكيد الفنان أخطر من الموظف ومن قائد القطار ومن سائق سيارة الأجرة، من ناحية أخرى هذا الإجراء لا يختص بهم منفردين، هناك قانون بالفعل يجب تطبيقه على الجميع..

أحمل تقدير كبير للدكتور أشرف زكي، ليس فقط كفنان، ولكن كواحد من أهم وأنجح من مارسوا العمل النقابي والمجتمعي في مصر، والفنان مصطفى كامل هو الآخر نعول عليه كثيرا في عدل المايله في عالم الغناء وهو من الشجاعة والقدرة على فعل ذلك، ولذلك أدعوهم لتفعيل هذا الإجراء، حماية لسمعة الفن المصري أولا، ولأعضاء نقاباتهم ثانيا، “فنان واعي فايق بالتأكيد أفضل من متعاطي أو مدمن”.

رابط المصدر