التخطي إلى المحتوى

هنالك أسماء عديدة ترادف العشق، وتدل عليه، ويعبر بها عنه، وإن كان هنالك فروق دقيقة يختص بها كل اسم على حدة.

من أسماء العشق

وقد ذكر ابن القيم في كتابه روضة المحبين خمسين اسماً للعشق، وهي: 

 المحبة، والعلاقة، والهوى، والصَّبْوة، والصبابة، والشَّغف، والمِقَة، والوَجْد، والكَلَف، والتَّتَيُّم، والعِشْق، والجوى، والدَّنَف، والشَّجو، والشَّوق، والخلابة، والبلابل، والتباريح، والسَّدم، والغَمرات، والوَهَل، والشَّجَن، واللاعج، والاكتئاب، والوصب، والحُزْن، والكَمَد، واللَّذْع، والحُرَق، والسُّهْد، والأرَق، واللَّهف، والحنين، والاستكانة، والتَّبالة، واللوعة، والفُتون، والجُنون، واللَّمم، والخَبل، والرَّسيس، والداء المخامر، والود، والخُلَّة، والخِلْم، والغرام، والهُيام، والتّدْليه، والوَله، والتَّعَبُّد.

ثم شرع في شرح كل اسم على حدة

ولما وصل إلى اسم العشق، قال:  وأما العشق فهو أمرُّ هذه الأسماء، وأخبثها، وقلَّما ولعت به العرب، وكأنهم ستروا اسمه وكَنَّوا عنه بهذه الأسماء، فلم يكادوا يفصحون به، ولا تكاد تجده في شعرهم القديم، وإنما أولع به المتأخرون، ولم يقع هذا اللفظ في القرآن، ولا في السنة إلا في حديث سويد بن سعيد

العشق يقع بين طرفين: عاشقٍ ومعشوق، وقد يكون كلُّ واحدٍ منهما عاشقاً لصاحبه، وقد يكون العشق من أحد الطرفين دون الآخر.

أنواع العشق

وأنواع العشق التي تقع لا تكاد تخرج عن أربعة أنواع وهي: 

  • عشق الرجال للنساء: وهذا هو الأعم، والأغلب، وإذا ذكر العشق انصرف إلى هذا النوع.
  • عشق النساء للرجال: وهذا النوع يقع، ولكنه دون الأول; إذ النساء وصفهن الحياء، والتخفُّر، والتمنُّع.
  • عشق الرجال للرجال: وهذا يقع كثيراً، ولكنه شذوذ، وانحراف، وارتكاس، كحال من يَتَعَشَّق المردان، ويتعلق بهم.
  • عشق النساء للنساء: وهذا لم يكن يعرف في السابق إلا على وجه الندرة النادرة، ولكنه شاع، وانتشر في هذا العصر الذي فتحت فيه الأبواب على مصاريعها; فأصحبتَ تسمع أن هذه الفتاة تعلقت بزميلتها وعشقتها، وتلك أخرى قد هامت بمعلمتها وشغفت بها، وثالثة متيمة بتلميذتها مستهامة بها، وهكذا دواليك.

فتجد الواحدة تَكْلَف بمن تحبها غايةَ الكلَف، وتراعيها أشد المراعاة، وتتمنى الظفر منها بابتسامة، أو نظرة، أو محادثة.

وتجدها تؤمل بالحصول على هدية منها، أو تتمنى لو ظفرت بشيء من مقتنياتها، بل ربما تعمدت الجلوس في مكانها إذا قامت منه، وتسارع إلى المرور في الطريق الذي مرّت به.

والأخبار والوقائع في هذا الباب يطول ذكرها، ويصعب حصرها.

والحديث في هذا الكتاب يتناول هذه الأنواع كلها.