منوعات

في برنامجه “الفخ”.. عمرو خالد يرد على المتشككين في خلق الكون: القرآن يدعونا إلى التفكير والتأمل

كتب- مصراوي:

في أولى حلقات برنامجه الجديد “الفح”، يجيب الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، على السؤال الشائك الذي يلح على أذهان الكثير من الشباب، فيما يتعلق بخلق الكون، في ظل حالة من عدم اليقين التي قد تعتريهم لبعض الوقت، دون أن يمتلكوا الجرأة على الإفصاح عما يدور بداخلهم، أو يستطيعوا أن يصلوا إلى إجابة تبدد الشكوك التي تنتابهم من وقت لآخر.

ويستضيف خالد ثلاثة شباب، تتراوح أعمارهم ما بين 15 عامًا إلى 17 عامًا، الذي يسألون فيما بينهم حول “ما إذا كنا نكون نعيش في كذبة كبيرة؟”، وأن هذا الكون بكل ما فيه نشأ عن طريق الصدفة؟، كأحد الأفكار التي دائمًا ما تتبادر إلى أذهانهم غير أنهم لا يستطيعون الحصول على إجابة مقنعة من داخلهم.

ووسط تردد وخوف الشبان الثلاثة من عدم وجود من يسمع إلى أفكارهم الخارجة عن حدود التفكير الطبيعي في الحياة، وخشيتهم من سخرية من يسألونه عن إجابات لهذه الأسئلة المتعلقة بالوجود، أو اتهامهم بالجنون، تتبادر إلى أحدهم فكرة التواصل مع الدكتور عمرو خالد للإجابة على أسئلتهم، مع خشيتهم من اتهامهم بالجنون أو الكفر لمجرد السؤال، لأنها تتعلق بالوجود ونشاته.

غير أن خالد عمل على تهدئة مخاوفهم، إلى الحد الذي شجعهم على طرح أسئلة من هذا النوع، قائلاً لهم: “جميل جدّا وأنا فخور بأسئلتكم وتفكيركم، وبحثكم عن الطريق الصحيح وعدم الاعتماد على معلومات سطحية عبر شبكة الإنترنت، والبحث عن الإقناع، ولكن هل تعتقدون أن التوجيه الإلهي في القرآن الكريم يحضنا على السؤال أم لا؟ وهو كلام الله إلى البشر”.

واسترسل خالد في الحديث إلى الشباب الثلاثة، مستشهدًا بأدلة من القرآن تشجع على عملية التفكير والتدبر في خلق الكون، قائلاً: “هل تعلمون أن أول آية في القرآن هي (اقرأ)، وهو أمر بالتفكر بعمق، وقراءة الحياة، والكون، وتفسير كل ما يحيط بك، والقرآن دائمًا يتناول الأسئلة بالإجابات: يسألونك عن الأهلة قل هي، يسألونك عن الشهر الحرام قل، يسألونك عن المحيض قل، وفي الجزء الثلاثين من القرآن تبدأ سورة النبأ بقول الله: (عمَّ يتساءلون) والتي تعني عن ماذا يسألون؟ (عن النبأ العظيم) وهي أسئلة الوجود، (الذي هم فيه مختلفون) وهو إشارة إلى اختلاف الناس حول هذه الأسئلة، ثم يقول الله: (كلا سيعلمون*) وكأن الله يقول لنبيه محمد دعهم يا محمد يسألون؛ فلو سألوا بصدق بحثًا عن الجواب والحقيقة، سيصلون إلى الحقيقة، أي سؤال”..

بل إنه ساق في رده ما يؤكد أن “الأنبياء أنفسهم سألوا الله أسئلة عظيمة؛ فقال سيدنا موسى عليه السلام: «ربِّ أرني أنظر إليك)، وسأل سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قائلًا: (ربِّ أرني كيف تحيي الموتى)، وأثبت الله جل وعلا هذه الأسئلة في القرآن الكريم حتى يحث الشباب أمثالكم على السؤال، وأي سؤال، شريطة أن يكون هناك جدية في السؤال للوصول إلى الحقيقة، فيتفق العقل مع القلب للوصول إلى الحقيقة، وهي حقيقة علمية، فيكون أفضل قرار الذي يتفق فيه القلب والعقل؛ والدليل من القرآن: (لهم قلوب لا يفقهون بها)، والنبي يقول: (استفت قلبك)، فلو كنت جادًا ستهديك الله إلى الحقيقة”.

وفيما يعد أول برنامج من نوعه يخوض بجرأة في الأسئلة الشائكة التي تدور في أذهان الكثير من الشباب حول الفكر الإلحادي، يطرح خالد، برنامجه الجديد “الفخ” عبر قناته على موقع “يوتيوب” ومنصاته المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتقوم فكرة البرنامج غير المسبوقة على طرح الأسئلة العشر الكبرى التي باتت تسيطر على أذهان الشباب، وخاصة بين الفئة العمرية من 15 إلى 20 عامًا، في محاولة لتحصينهم من الفكر الإلحادي، وتوجيه رسائل إلى الأسر من خلال فتح حوار وإدارة نقاش معهم بكل جرأة، دون فرض قيود من أي نوع، أو وضع خطوط حمراء على ما يجول بخاطرهم.

ويعرض البرنامج على مدار عشر حلقات، بمعدل حلقتين في الأسبوع، يومي الأحد والأربعاء (9مساءً)، وستنناول كل حلقة عنوانًا وفكرة مختلفة، يتم خلالها طرح الأسئلة ذات الصلة، والتحليق في الأفكار التي تهيمن على عقول الشباب، والتي يخشون طرحها للنقاش العلني، ويعجز الكثير منهم عن الوصول إلى إجابة شافية وافية.

ويستضيف خالد ثلاثة من الشباب في البرنامج، للاستماع إلى تساؤلاتهم المختلفة، والاقتراب من منطقة الأفكار الملغمة، والحديث إليهم بأسلوب عصري، وتسليط الضوء على الكثير من النقاط الغامضة التي لم يسبق تناولها في أي برنامج سابق.

ويهدف خالد من ذلك إلى التصدي بكل جرأة لتلك الأسئلة التي يعتبرها الكثير من الناس من “المحرمات”، آملاً أن يجد فيه الشباب الحائر ما يروي ظمأ عطشه ويشبع نهمه الفكري، وحتى لايسقطوا في فخ الإلحاد، إذا ما مضوا في طرح أسئلة دون أن يجيبهم أحد بالأدلة المقنعة والمنطق السديد.

وسيتاول خالد في حلقات البرنامج، العديد من القضايا المثيرة للجدل والتساؤلات؛ مثل الأدلة على وجود الخالق؟، وهل الأنبياء اختراع بشري كما يزعم البعض؟، والتشكيك في كون القرآن رسالة معجزة مصدرها السماء؟، وهل الإنسان مسير أم خير؟، وغيرها من القضايا التي يسعى للإجابة عليها بكل هدوء، وباستخدام الأسلوب العقلي والمنطقي في الرد عليها.