منوعات

“وأني فضلتكم على العالمين”.. هل فضل الله بني إسرائيل حتى على المسلمين؟.. عالم أزهري يجيب


02:57 م


الجمعة 21 أكتوبر 2022

كتبت – آمال سامي:

يقول تعالى عن بني إسرائيل: “يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (48)”…بخصوص هذه الآية تلقى الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، أستاذ التفسير والعميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، سؤالين من متابعيه عنها، أولهما: كيف وجه الخطاب إلى المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم وهم لم يشهدوا تلك النعم التي كانت على آبائهم في عهد موسى عليه السلام ؟ والثاني: هل يلزم من ذلك تفضيلهم على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟

ليجيب مرزوق عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك عن أول سؤال ذاكرا ما قاله الآلوسي رحمه الله تعالى : قوله تعالى ( وأني فضلتكم على العالمين ) ﻋﻄﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻣﻦ ﻋﻄﻒ اﻟﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻫﻮ ﻣﻤﺎ اﻧﻔﺮﺩﺕ ﺑﻪ- اﻟﻮاﻭ- ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ، ﻭﻳﺴﻤﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻣﻦ اﻟﻌﻄﻒ- ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﻳﺪ- ﻛﺄﻧﻪ ﺟﺮﺩ اﻟﻤﻌﻄﻮﻑ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻠﺔ، ﻭﺃﻓﺮﺩ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ اﻋﺘﻨﺎء ﺑﻪ، وأشار مرزوق إلى خلاصة جواب الآلوسي عن السؤال الأول :

( ١ ) اﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺬﻑ ﻣﻀﺎﻑ، ﺃﻱ ﻓﻀﻠﺖ ﺁﺑﺎءﻛﻢ- ﻭﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ،

( ٢ ) ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﺔ اﻵﺑﺎء ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻗﺎﻝ اﻟﺰﺟﺎﺝ: ﻭاﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:

ﻭﺇﺫ ﻧﺠﻴﻨﺎﻛﻢ ﺇﻟﺦ، ﻭاﻟﻤﺨﺎﻃﺒﻮﻥ ﻟﻢ ﻳﺮﻭا ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻻ ﺁﻟﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺫﻛﺮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻣﻨﻌﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ،

أما تفضيلهم عن أمة محمد بتفضيلهم عن العالمين، فيقول مرزوق أن اﻟﻤﺮاﺩ ﺑ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ، وحسبما ذكر الآلوسي فإن ﺗﻔﻀﻴﻠﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻣﻨﺤﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( ﻭﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻘﻮﻣﻪ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ اﺫﻛﺮﻭا ﻧﻌﻤﺖ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺇﺫ ﺟﻌﻞ ﻓﻴﻜﻢ ﺃﻧﺒﻴﺎء ﻭﺟﻌﻠﻜﻢ ﻣﻠﻮﻛﺎ )

[ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ: 20]، ﻓﻼ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ اﻵﻳﺔ ﺗﻔﻀﻴﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻪ، اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺧﻴﺮ ﺃﻣﺔ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ.

رابط المصدر