التخطي إلى المحتوى

السؤال:

الملخص:

فتاة عزفت عن الزواج لأسباب مرضية، وهي تحب رجلًا يكبرها بثلاثين سنة، وهي تسأل: هل يجوز أن تدعو الله بأن يجمعها به في الجنة؟

 

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في منتصف الثلاثينيات، عزفت عن الزواج، وأريد الزواج في الجنة؛ لأسباب كثيرة؛ منها أسباب مرضية، ومنها أنني أعتني بوالدي، وأنا أحب شخصًا منذ خمس سنوات، وهو يكبرني بثلاثين سنة، ولا يوجد تواصل بيننا إلا كلامًا رسميًّا بين الفينة والأخرى، وهو يعلم أنني أحبه، فقال لي: عليكِ بالدعاء أن تكوني من نصيبي في الجنة، هو ملتزم جدًّا، إذا وجدني مرهقة ومتعبة، ينصحني بالصبر وتقوى الله، لا يوجد بيننا أحاديث أو لقاءات إلا أنني اعترفت له أنني أحبه وأريده زوجًا في الجنة، وهو لم يرفض الأمر، بل كان حريصًا أن يكون لي أملٌ وتعلُّقٌ بالله، أنا أحب دينه وأخلاقه، وأعلم أنكم ستنصحونني بالابتعاد عنه، لكني أعِدُكم أنني لن أتكلم معه إلا في الحدود الرسمية بين الفينة والأخرى، وسأصبر، سؤالي: هل أستطيع أن أدعو الله أن يزوجني هذا الشخص؟ وهل حبي لهذا الشخص حرامٌ؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فرسالتكِ احتوت على سؤال فقهي وليس مشكلة أسرية، وجوابه أنه يجوز لها تمنِّي زوج معين لها بالجنة إن كان غير متزوج، وقد يحصل لها وقد لا يحصل، لكني ألمح في سؤالكِ شيئًا من اليأس بسبب ظروفكِ الصحية، ولا ينبغي للمؤمن اليأس من رحمة الله سبحانه، بل يجب أن يكون قويَّ الثقة به سبحانه وبقدرته عز وجل، كذلك يلحظ استمراركِ في محبة رجل أجنبي والتراسل بينكما، وهذا أمر ينبغي اطِّراحه لِما قد يترتب عليه من محاذير شرعية مستقبلًا، وكذلك يترتب عليه التعلق وتشتيت الذهن في محبة رجل تجدين حاليًّا صعوبة شديدة في الزواج منه، وبدلًا من هذا التعلق الذي لا فائدة منه، عليكِ تقوية صلتكِ بالله سبحانه؛ بالصلاة وتلاوة القرآن، والذكر والعلم النافع؛ فهذه الأمور هي التي تنفعكِ في الدنيا والآخرة.

 

حفظكِ الله، وجمع لكِ بين الأجر والعافية، ورزقكِ قوة الإيمان والتوكل على الله سبحانه.

 

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.