منوعات

ميتافيرس: أطفال لوس أنجلس الذين بدأوا من الصفر وتفوقوا في التكنولوجيا





بي بي سي


نشر في:
الأحد 23 أكتوبر 2022 – 6:48 ص
| آخر تحديث:
الأحد 23 أكتوبر 2022 – 6:48 ص


المزيد من المشاركات

تلطخت سمعة منطقة جنوب وسط مدينة لوس أنجلس في الولايات المتحدة كثيراً، سواء من خلال قصص هوليوود أو بسبب الجرائم التي تقع فعلاً في تلك المنطقة.

ولأن كارلوس أوياربايد الذي يدرّس تطوير اللغة الإنجليزية هناك يتردد على المنطقة كثيراً، فسمعتها مألوفة جداً لديه.

“ثمة حقيقة في الصورة النمطية العنيفة للمنطقة، لكنني اخترت التدريس هناك لأنها تعد بؤرة المهاجرين الذين لديهم إحساس عال بالارتباط بمجتمع يتمتع بروح المبادرة”.

تم تسخير هذه الروح في مدرسة أوياربايد، التي تسمى أكاديمية نافا “Nava College Preparatory Academy”.

كانت المدرسة موقعاً تجريبياً لمشروع استخدام الميتافيرس، للمساعدة في تدريس اللغة الإنجليزية للطلاب الذين لا يجيدون اللغة الإنجليزية.

يستخدم مصطلح ميتافيرس للدلالة على عالم الواقع الافتراضي الذي يمكن الوصول إليه من خلال متصفح أو سماعة بتقنية الواقع الافتراضي (VR).

تكمن فكرة المشروع في تسخير قوة تقنية الواقع الافتراضي، لتجاوز طرق التدريس التقليدية وإغراق الطلاب في عالم من الاحتمالات في عالم افتراضي.

إن فكرة استخدام الواقع الافتراضي لتعزيز التعلم ليست فكرة جديدة. ففي عام 2020 ، وجدت دراسة أجرتها اكاديمية الأعمال PwC أنه من خلال استخدام الواقع الافتراضي، يمكن للطلاب التعلم أسرع بأربع اضعاف مقارنة بالفصول الدراسية التقليدية. كما أن انخفاض سعر سماعات الواقع الافتراضي جعلها الآن وسيلة تعليمية غير مكلفة كثيراً.

بالنسبة لأوياربايد، كانت لإمكانية التركيز الشديد بين طلابه الذين يتشتت انتباههم بسهولة جاذبية كبيرة. ويقول: “أنا مدرّس منذ 12 عاماً، إذا كان بإمكان الأطفال فعل أي شيء، فهو يعود لكيفية تركيز الانتباه! أردت تجربة شيء مختلف والقيام بالتعلم الطبيعي من الكتب لفترة واحدة ثم التحول إلى الواقع الافتراضي”.

من خلال القيام بذلك، اكتشف المدرّس أن بيئة الواقع الافتراضي قد أزالت الحواجز أمام العديد من طلابه الذين يعانون أثناء تعلم لغة جديدة.

ويقول إن هذه التقنية ساعدتهم على ممارسة مهاراتهم اللغوية دون إحراج.

تضمنت المهام النموذجية التي يؤديها طلابه داخل الفصل الدراسي للواقع الافتراضي، بناء متجر ما بينما يتعلمون اللغة الإنجليزية اللازمة من أجل كتابة اللافتات والإعلانات.

يستخدم الطلاب عادةً معدات الواقع الافتراضي لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات في الأسبوع.

“يمكن أن يشعروا بالخوف من التحدث باللغة الإنجليزية، ولكن عندما يكون الأمر كذلك معأفاتار في الواقع الافتراضي فهذا مختلف تماماً”.

وعلى الرغم من التأثيرات الإيجابية لتقنية الواقع الافتراضي على أساليب التعليم التي اتبعها أوياربايد، إلا أنه لم يكن من المسحورين بعالم تقنية العالم الافتراضي التي تروج لها فيسبوك (غيرت اسمها إلى ميتا مؤخراً) رغم الضجة الهائلة التي رافقت حملة الترويج لها.

ويقول إنه لا تزال هناك مزايا كبيرة للفصول الدراسية التقليدية.

“النهج القديم في التدريس من خلال الكتب لا يختفي، كما أنك لن تضع سماعة على رأسك لمدة أربع ساعات في اليوم، ولكنها تسمح بتقليل حديث المدرّس وخلق مساحة ملموسة لتنمية ثقة الطالب بنفسه”.

انتقل والدا ماركو فارغاس إلى لوس أنجلس من غواتيمالا. “أنا من الجيل الأول في كل شيء، الجيل الأول من الأمريكيين والجيل الاول من خريجي المدارس الثانوية. تعلمت في المدرسة الثانوية كيفية الخوض في نظام التعليم وكيفية استخدام الموارد بنفسي”.

كان هو من المجموعة الأولى التي مرت عبر كليات نافا في لوس أنجلس، وكان يفتقر لسماعات الرأس الافتراضية الأكثر حداثة التي يتم استخدامها الآن.

بدلاً من ذلك، كان لدى فارغاس تجربة واقع افتراضي أكثر تجريداً، باستخدام عارض من الورق المقوى متصل بهاتف ذكي وبرنامج غوغل.

لكن يقول إن تبني مدرسته الثانوية للتكنولوجيا كان مهماً لتطوره الأكاديمي.

يروق له جانب الإثارة في التعلم في الواقع الافتراضي، ولكنه ينتقد الطريقة التي يتعامل بها جيله الأصغر سناً مع التكنولوجيا وكأنها أمر مسلم به لانها في متناول أيديهم لفترة طويلة.

“نعم، نحن مواطنون رقميون، لكننا نفتقر إلى الانضباط ونقع فريسة لتشتت الانتباه”.

واثبث قدرته في التغلب على أي تشتت أو ارتباك، وفاز فارغاس بمنحة فولبرايت للدراسة في دارتموث، وهي جامعة مرموقة من جامعة Ivy League.

واليوم، يعمل لدى إكسبونينشل ديستني، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لتعريف طلاب مدارس المناطق المحرومة بالتكنولوجيات الناشئة.

كانت المنظمة هي من قدمت سماعات بتقنية الواقع الافتراضي إلى كلية نافا.

يدير ماركوس شينغلز الشركة. كان مستشاراً تجارياً رفيع المستوى في شركات مرموقة، حيث عرض تقنيات جديدة لقادة الأعمال، ويناقض نفسه بسعادة مع طلابه ويقول: “أنا رجل أبيض غني”.

الآن هو يساعد في رسم طرق في عالم التكنولوجيا للمراهقين الذين لم يفكروا من قبل في أن تكون مثل هذه المهنة مغرية لهم.

“من الواضح أن الإنترنت يتطور، لذا فإننا نأخذ الوقت الذي استثمره الطلاب في إتقان منصات مثل تيك توك، ونوضح لهم أن تطوير المنتجات في ميتافيرس لا يتطلب لغة برمجة صارمة”.

يقول إن انخفاض سعر سماعات تقنية الواقع الافتراضي، جعلت فرصة الحصول عليها اسهل لدى معظم الناس.

يجذب النهج الذي يستخدم تقنيات ميتافيرس في التدريس، الطلاب الذين لا يرون أنفسهم يميلون للتكنولوجيا.

يتم توظيف العديد من الطلاب الذين نجحوا في برنامج إكسبونينشل ديستني، للمساعدة في مدارس أخرى وتوسيع البرنامج.

سامانثا أغيلار أروجو، ابنة أبوين سلفادوريين والأولى في عائلتها التي التحقت بالمدرسة الثانوية، هي واحدة منهم.

“لم أعتبر نفسي شخصاً يميل للتكنولوجيا، بل إلى الجانب الإبداعي أكثر، لكنني سمعت عن فصل دراسي جديد فالتحقت به لأرى الحداثة”.

أصبحت مفتونة بالنهج الافتراضي لبناء برامج الحوسبة التي تتجاوز تقنيات لغة البرمجة التقليدية التي ينفر منها العديد من أولئك الذين ليسوا بارعين في التكنولوجيا.

غالباً ما يُشار إلى طريقة الواقع الافتراضي هذه، التي يغذيها الذكاء الاصطناعي، على أنها التشفير بلا شيفرات.

من المرجح أن يتعامل المزيد من الطلاب في الولايات المتحدة وخارجها مع تقنيات الواقع الافتراضي هذه في الأشهر المقبلة.

لمنظمة أكبشنينل ديستني، مشاريع تعمل في أربع مدارس في الوقت الحالي، مع خطط لتطبيق هذا النظام في مدرستين أخريين داخل الولايات المتحدة وأربع مدارس خارجها.

بالعودة إلى كلية نافا، عاد التلميذ السابق، خوان فيليكس، لأخذ فصل دراسي مكون من 18 طالباً من ذوي المعرفة المحدودة باللغة الإنجليزية عبر متاهة التكنولوجيا.

يكتشف طلابه طرقاً للدخول إلى الكلية أو الحياة المهنية في عالم الواقع الافتراضي حيث يمكنهم الجمع بين كتابة الرسائل الخاصة بطلبات العمل وتعبئة استمارات طلب الوظيفة.

يقول: “إنه أمر لا يصدق. إنهم لا يتحدثون الإنجليزية كلغة أولى ولم يتعاملوا مع التكنولوجيا من قبل، لكن على الرغم من هذه العوائق يتعلمون بسرعة كبيرة”.

رابط المصدر