منوعات

لظى التضخّم – مكساوي –

@A_Althukair
تحاصرنا هذه الأيام أصوات غيلان اسمها التضخّم، فما أن تنفَّسنا الصَّعداء من وباء كورونا إلا وأطلّت علينا مخاوف اسمها التضخم المالي أو النقدي العالمي، وتلك مخاوف لم يستطع أهل المال الاتفاق على إعطاء تعريف دقيق لها، وماذا تعني الكلمة.
مرّ عهد كان الناس يعتاضون عن الدفع النقدي بالمقايضة، وارتاح المستهلك لذاك السلوك البشري ردحًا من الزمن لا يعرفون التضخم وسعر الصرف وسعر البرميل.
أذكر أن بعض مسوّقي ومسوّقات البطيخ مثلا يقبلون بأن يدفع الزبون ملء كيس من النوى (العبس)، وهو نوى التمر، لقاء بطيخة أو اثنتين مما يُعرَض.
والمعرفة أوحت إلى البائع بأن النوى ليس قابلًا للتلف مثل البطيخ، ويستطيع بيعه كغذاء مفضّل لمَن يملكون بقرة حلوبًا؛ لأنه فيما كان شائعًا أفضل مدرٍّ للحليب، وليس له تاريخ انتهاء أو طريقة حفظ أو رعاية تخزين (اترك الكيس في أي مكان من المنزل!).
لم تكن المقايضة نتيجة لاختراع فرد واحد، ولم يكن تداولها نتيجة لعقد اجتماعي بين الأفراد، وإنما كان وليد الحاجة إليها. والمقصود بنظام المقايضة أنه نظام يقوم على مبادلة شيء بشيء آخر، فمن يملك شيئًا لا يحتاجه ويريد شيئًا بحوزة شخص آخر يقايض هذا الشخص. لم تظهر الحاجة للنقود في العصور البدائية، التي كان الإنسان يكتفي ذاتيًّا خلال تلك العصور، سواء على مستوى الفرد أو العائلة أو القبيلة؛ حيث كان كل فرد يبادل جزءًا من إنتاجه مقابل السلع التي ينتجها الآخرون أي أن المبادلة كانت تتم عن طريق المقايضة دون وجود فاصل من أي نوع، أي دون تدخل النقود وسيطًا في عملية التبادل. إلا أن هذا النظام أصبح قاصرًا عن مجاراة التطور الحضاري الذي ساد المجتمعات، فالمقايضة ليست الصورة المُثلى للتبادل وإتمام المعاملات الاقتصادية، حيث زادت حاجات الإنسان، وأصبح يتنقل من مكان إلى آخر، وأخذ يدرك تدريجيًّا.
كانت بعض المراكز الإدارية في بلادنا تصرف راتب موظفيها عينيًّا. أحد أولئك الإداريين قال إنه مرة تلقى راتبه الشهري كيس أرز، ومرة تلقى تيسًا (ذَكر الماعز).
زينة الراتب العيني أنه لا يخضع للتضخم ولا لسعر الصرف!!

أخبار متعلقة

حيرة اسمها «زواج» !

مملكة الإنسانية وكفى