منوعات

حاجات الرجل وحاجات المرأة – مكساوي –

حاجات الرجل وحاجات المرأة

 

فطر اللهُ الإنسانَ على حاجات وغرائز معينة يسعى إلى إشباعها، والحاجة هي حالة من النقص والافتقار يصاحبها نوع من التوتُّر والضيق لا يلبث أن يزول عندما تُلبَّى هذه الحالة، سواء أكان هذا النقص ماديًّا أو معنويًّا، داخليًّا أو خارجيًّا.

 

والحياة الزوجية يسودها النزاع المتبادل بين الزوجين عندما يفتقد كل منهما حاجاته الضرورية، ومعظم الأزواج يُهدِرون أوقاتهم في تلبية احتياجات خاطئة؛ لأنهم ينظرون من وجهة نظرهم هم، وليس من طبيعة الشريك الآخر وحاجاته.

 

فإذا فقدت الحاجة عند أحدهما أكمل حياته مكبوتًا، محبطًا، تعيسًا، متوترًا، أو أن يبحث عن بدائل شرعية أو غير شرعية لإشباعها، وحاجات الرجل والمرأة كثيرة؛ لكن لكلٍّ منهما حاجاته الأساسية لا يستطيع التوازن دون إشباعها، وهذه الحاجات تتمثَّل في: الإعجاب والحب والمحادثة والاستقرار والتقبُّل والالتزام العائلي والدعم المالي والأمانة والصدق والانجذاب الجسدي والصحبة الممتعة والإشباع الجنسي.

 

عندما سُئل بعض الرجال عن أهم احتياجات الزوجات، ذكر معظمهم (المال، السفر، الخادمة، الهدية، المطعم) فهل هذا صحيح؟ وعندما سُئلت بعض النساء عن احتياجات الأزواج، ذكرت معظمهن (الجنس، الخدمة، السمع والطاعة، التسلط) فهل هذا صحيح؟ وهنا تكمن المشكلة أن الرجل لا يعرف احتياجات زوجته، والمرأة لا تعرف احتياجات زوجها.

 

وحتى نفرق بين الحاجة والرغبة لنجرب هذا التمرين مع الرجل مثلًا، توقفي أسبوعًا كاملًا عن حضن الزوج، وإرسال الكلمات الرومانسية، وتقبيله، وترقبي نفسيَّته بعد أسبوع كامل، هل سيدخل في حالة توتُّر شديدة؟ هل سيزور الطبيب النفسي؟ هل سيُصاب بحالة اكتئاب؟ إن كان الجواب نعم، فهذه حاجة، وإن كان الجواب لا، فإنها رغبة وليست حاجة.

 

وحتى نصل إلى حياة سعيدة وهانئة، أقول لكل زوجة: إن أهم احتياجات الرجل:

الثقة، في تعاملاته، وفي حبه لها، وفي قدراته، وإمكاناته، وفي أفكاره.

 

القبول، تقبله بضعفه وقوته، بدون محاولة تغييره، وعدم انتقاده، والتجسس عليه، وعدم إرهاقه بالتعليمات المستمرة، وعدم التعالي عليه.

 

الإعجاب، برجولته وشهامته، بأعماله وإنجازاته، بنفقته وتربيته، مع الشكر له، والامتنان على ما يقدمه لها ولأسرته وللمجتمع، وتشجيعه على المزيد.

 

وأقول لكل زوج: إن أهم احتياجات المرأة:

الاهتمام والعناية، بالتعاطف معها وتفهُّم مشاعرها، والإنصات لها، بغض النظر عن قناعة الرجل بما تقول.

 

الحب والتقبُّل، أن تكون أهم شخص في حياته، مع التكرار والتأكيد بالأفعال والكلمات ولغة الإشارة.

 

الاحترام، احترام حقوقها كزوجة، واحترام مشاعرها، وأسرتها، وهواياتها، وأفكارها، ووظيفتها.

 

قد يذكر البعض أن هناك احتياجات لم تذكر، أو أن بعض الاحتياجات مشتركة بين الرجل والمرأة، فهذا صحيح، مع التأكيد على التالي:

تتشابه احتياجات الرجل والمرأة مثل: التقبُّل والاحترام والحب؛ لكنها تختلف في مدى الأهمية، فقد تكون عند الرجل أساسية وعند المرأة ثانوية.

 

توقَّفا في بذل الجهد في الرغبات والاهتمامات، وركِّزا على الاحتياجات الأساسية.

 

أكبر خطأ عندما تقدم وتقدم وفي ظنك أنه احتياج، وهو في الأصل أن الشريك الآخر لا ينظر إليه ولا يهتم به.

 

كل رجل تختلف احتياجاته عن غيره، وكذلك المرأة، بسبب الدين والمعتقدات والبيئة والتربية والعادات.

 

أخيرًا إذا أراد الرجل النجاح في حياته الزوجية، وكذلك المرأة، فليتعرفا على احتياجات الشريك الآخر، وليبذُلا الجهد في تحقيقها.

 

أسأل الله أن يصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم مَن يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لَبِناتِ خيرٍ على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.