منوعات

التعلم من خلال الفشل – مكساوي –

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن رائد الأعمال “جايكوب فاينبيك” (Jakob Feinböck)، يحدثنا فيه عن تجربته في اكتشاف أهمية الفشل في رحلة العمل، والتعلُّم منه.

تشعر كأنَّك ستُحدِث ثورةً في العالم، مثلما فعل الرئيسان التنفيذيان “ستيف جوبز” (Steve Jobs)، أو “إيلون ماسك” (Elon Musk)، فتبدو عندها كأنَّك لا يمكن السيطرة عليك أو إيقافك.

فقد كان هذا هو الشعور الذي شعرت به عندما خطرت لي فكرة تطبيق “وانيرنت” (Wannarent) في سن الرابعة عشرة، وقد كانت تلك محاولتي لإحداث ثورة في سوق المشاركة، فقد ظننتُ أنَّه سيكون من المفيد أن يتمكَّن الأشخاص من مشاركة عناصر، مثل الأدوات والمعدات الرياضية التي نادراً ما يستخدمونها مع بعضهم بعضاً؛ إذ سيكون الأمر أرخص من شراء أشياء جديدة، بالإضافة إلى أنَّه سيوفِّر مساحة التخزين في منزلك، ومن ثمَّ يجب أن يكون تطبيقاً تماماً مثل “إير-بي-إن-بي” (Airbnb)، لكن مع فارق أنَّ تطبيقي مخصص للأشياء بدلاً من الغرف.

لذلك حلمت حرفياً ببناء تطبيقٍ أكثر تطوراً من “أوبر” (Uber)، أو “إير-بي-إن-بي” (Airbnb)، لكن لم يكن لدي أدنى فكرةٍ عن المكان الذي يجب أن أبدأ فيه ذلك، فلم أكن أعرف شيئاً عن التطبيقات أو الشركات الناشئة، لا شيء أبداً، ولم أتمكَّن من برمجة خطة عمل أو تصميمها أو كتابتها، لم يكن بحوزتي أي شيءٍ إطلاقاً، والشيء الوحيد الذي عرفته هو أنَّ عرابي “هاري” (Harry)، كان على درايةٍ بالأعمال التجارية؛ لذلك سألته وأصبح منتوري الأول، وبتوجيهاته، بدأت في تدوين الفكرة وتعريفها، وبعد نصف عام قدَّمني إلى مصمِّمتي “دينيس” (Denise)، والتي ساعدتني على تصميم التطبيق، وقد بدا مُذهلاً؛ وبعد ذلك بقليل بدأت بالبحث عن مبرمجين.

كان التأمين من الأشياء التي أردت إدماجها في التطبيق، وبذلك سيتم التأمين على الأشياء في أثناء الإيجار، ولقد ساعدني “هاري” على الاتصال بعدة شركات تأمين كبيرة، وسرعان ما عقدنا اجتماعات مع اثنين من المديرين التنفيذيين من المستوى الرفيع، وبعد ثلاثة اجتماعات مع أحدهم، أصبحت لدينا خطة قوية، وشعرت بشعور رائع، وقد تجاوز غروري كل المقاييس.

بعد أسبوعين، وبعد أن كنت قد قدمت للتو عرضاً تقديمياً أمام لجنة التحكيم عن خطتنا المذهلة، تلقَّيت بريداً إلكترونياً من شركة التأمين، يقولون فيه: “نحن آسفون، لقد ألغى مجلس إدارتنا الأموال المخصَّصة للابتكار، ولا يمكننا الاستمرار في تطبيق “وانيرنت” (Wannarent)”؛ لقد كانت تلك لحظةً مؤلمةً بالنسبة إليَّ.

شاهد بالفديو: 6 دروس يجب أن تتعلمها من الفشل

YouTube video
 

لقد كان عليَّ البدء من جديد، فقد حاولت مع شركات تأمين أخرى لعدة أشهر مراراً وتكراراً، لكنَّ ذلك كان مستحيلاً؛ وكان يجب على الفكرة أن تتكيَّف، فأخرجنا التأمين من خطتنا.

لقد كانت تجربة صعبة، لكنَّني تعلَّمت منها كثيراً، وكان أعظم ما تعلَّمته أنَّه مهما كانت لديك من أفكار، فإنَّ فرص نجاحها على الفور ضئيلة جداً؛ إذ سيتعيَّن عليك تكييف الفكرة الأولية، أو تغييرها، أو حتى التخلُّص منها في مرحلة ما؛ فالاحتمالات ضدك، وهي محفوفة بالمخاطر ومعقَّدة، وتحتاج إلى كثيرٍ من التفاني لتحقيق النجاح، خاصة عندما تبدأ دون أي خبرة، فإنشاء شركةٍ ليس أمراً يسيراً كما يظهر في كل تلك القصص التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعي، بل يتطلَّب الأمر في معظم الأحيان، العمل الشاق، والإعداد، وعليك التخلِّي عن أشياء كثيرة مقابل ما تؤمِن به.

مع ذلك، هذا لا يعني أنَّه لا يجب عليك المحاولة، فإذا سألتني عمَّا إذا كنت سأبدأ مع تطبيق “وانيرنت” (Wannarent) مرةً أخرى حتى لو علمت أنَّني سأفشل، فسوف أجيبك: نعم، 100%، فلا يمكنك بذلك تعلُّم أشياء لا تتعلَّمها في أي مكان آخر فحسب، بل يمكنك أيضاً التعرُّف إلى أشخاص رائعين، يرغبون في المساعدة وتغيير العالم معك، فلقد قابلت أشخاصاً لم أكن أتصوَّر أنَّني سألتقي بهم، واكتسبت أصدقاء ومنتورز جدد مذهلين، ومع ذلك، إذا نظرنا إلى الوراء، فكنت سأفعل بعض الأشياء بأسلوبٍ مختلف.

إليك 6 نصائح عن كيفية تقليل المخاطر، وزيادة احتمالية نجاحك بصفتك مؤسِّساً شاباً:

1. ابدأ مع صديق:

إذ يكون الأمر أكثر متعةً، وقد أظهرت الدراسات أنَّ الشركات الناشئة التي تضم 2-4 مؤسسين، تكون أكثر نجاحاً.

2. تعرف إلى الأجزاء الأساسية لعملك:

فكيف تريد أن تعرف ما إذا كان شيء ما جيداً، وأنت لا تعرف شيئاً عنه، تعلَّم أساسيات كل جزء من عملك، ويمكن أن يشمل ذلك البرمجة والتصميم والتسويق والتمويل، وابدأ أيضاً في قراءة كتب الأعمال، أو الاستماع للمدونات الصوتية، أو مشاهدة مقاطع الفيديو التي يقدِّمها روَّاد الأعمال الناجحين، وتعلَّم من تجارب الآخرين.

3. اعثر على منتور:

واحضر الفعاليات الاجتماعية، وابدأ في التحدث إلى الناس، واطلب منهم النصيحة، أو حتى أخبرهم أنَّك تريد تلقي المنتورينغ على أيديهم؛ إذ يسعد كثير من الناس بمساعدة الشباب، أخبرهم عن فكرتك، واطلب منهم النصيحة وما إذا كان في إمكانهم مساعدتك بطريقة ما، وتوجد طريقة أخرى تتمثَّل في إرسال رسائل نصية إليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل “لينكد-إن” (LinkedIn).

4. حافظ على التكاليف في حدها الأدنى (في البداية):

إذ لا يجب أن يكون منتجك الأول مثالياً، فأنت لا تحتاج إلى براءة اختراع، أو إلى مجالٍ باهظ الثمن، فهذه أشياء يمكنك شراؤها عندما تعلم أنَّ الناس يحبُّون ما تقدمه.

5. ابدأ بفعل كل شيءٍ بنفسك:

إذا أمكن، لا توظف أي شخص، أو تنفق كثيراً من المال على إنتاج منتجك، فلديك أدوات لبناء أي شيء بنفسك، فبالنسبة إلى التطبيقات، توجد تطبيقات “غلايد” (Glide)، وبالنسبة إلى المواقع على الويب فهناك “ويكس.كوم” (Wix.com)، وفي معظم الأوقات، تكون الأدوات التي تُمكِّنك من العمل بنفسك كافيةً للبدء، وفضلاً عن ذلك، ستتعلَّم الكثير أيضاً.

6. أخطئ وافشل:

فقد قال لي أحد المنتورز “ستيفان” (Stefan) مرةً: “يمكنني أن أخبرك بالأخطاء التي سترتكبها، لكن معظم الأخطاء يجب أن ترتكبها بنفسك، وإلَّا فلن تصدقني”؛ لذا فقط ارتكب الأخطاء، وتعلَّم خلال مسيرتك المهنية.

لا أحد يبني شركةً بنفس طريقة غيره؛ فالأمر مثل معظم مجالات الحياة الأخرى، إذ لا توجد طريقة واحدة مثالية، لكن توجد 100 طريقة جيدة، والشيء الوحيد الهام هو المحاولة.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *