منوعات

أثر “ما وراء المعرفة” على الوعي الذاتي

مهارة أساسية للحياة:

إنَّها مهارة حياتية أساسية تنطبق على عدة جوانب من حياتنا ابتداء من المدرسة والعمل إلى العلاقات الشخصية والصحة، كما قال الفيلسوف أفلاطون (Plato): “عندما يفكر العقل؛ فإنَّه يتحدث إلى نفسه”.

يمكن استخدام “ما وراء المعرفة” لتغيير السلوك؛ وذلك بتحديد نمط التفكير السلبي، وفحص أصوله وعواقبه، واختيار بديل لهذا التفكير لنَيل النتيجة المرجوة، وبإدراك أفكارك ومشاعرك ومعرفتك في أثناء حدوثها، ستتمكن من السيطرة عليها؛ فتوفِّر لنا “ما وراء المعرفة” فرصة للتفكير في أفكارنا وأفعالنا لتحسينها.

العقل ما وراء المعرفي هو قوة عظمى:

كان الطبيب إدوارد دي بونو (Edward de Bono) محقاً عندما قال: “لا يمكن إلا للعقل البشري تغيير التصورات تغييراً مدروساً، وتغيير الأنماط، وابتكار المفاهيم، وتحمل الغموض”.

قد يكون التعرف إلى نفسك أهم شيء تفعله في حياتك؛ أنت الوحيد الذي يعرف ما الذي يجعلك سعيداً وما الذي يجعلك حزيناً وما الذي يدفعك للنهوض من الفراش صباحاً.

يدور الوعي الذاتي حول فهم ما تفكر فيه، ولماذا تفكر فيما تفكر فيه، وكيفية تحسينه، فهو أمر ضروري للعمل والحياة العامة؛ إذ يمكن للجميع أن يتعلموا أن يكونوا أكثر وعياً بأفكارهم ومشاعرهم وسلوكاتهم وعواطفهم.

توجد عدة فوائد لتعلُّم كيفية التفكير في تفكيرك، ومنها: زيادة التركيز، وتحسين مهارات اتخاذ القرار، وزيادة الإبداع، وتحسين النتائج الصحية، وتقليل أعراض القلق والاكتئاب، فإنَّ “ما وراء المعرفة” هو جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية.

لتنظيم أفكارك ومشاعرك وسلوكاتك تعلَّم كيفية تحسين قدرتك على التفكير في تفكيرك، ويمكن أن يساعدك التفكير في تفكيرك على تعلُّم أشياء جديدة بسرعة، وأن تكون أكثر إبداعاً، وكذلك يحسِّن فهمك للأشياء التي تعرفها أو لا تعرفها.

“ما وراء المعرفة” عبارة عن مهارة، ومثل أيِّ مهارة قابلة للتعلم يمكنك تحسين طريقة تفكيرك في تفكيرك من أجل اتخاذ قرارات أفضل وأكثر عقلانية.

تتمثل الخطوة الأولى في إدراك ما تعرفه وما لا تعرفه:

يمكن أن تساعدك هذه المعرفة وحدها على معرفة ما يجب تحسينه، ويمكنك بعد ذلك أن تأخذ الوقت الكافي لتتعلم موضوعات مثل الوعي التام، والوعي الذاتي لتحسين سلامتك العامة، فالتمتع بالوعي الذاتي أصبح أكثر أهمية من أيِّ وقت مضى، لكن ليس من السهل أن تكون واعياً بذاتك؛ الأمر مشابه لأن تكون محققاً يعمل على حلِّ غموضه باستمرار.

يمكن أن يساعدك تعلُّم المزيد عن نفسك وأفعالك على فهم نقاط قوتك وضعفك، وكذلك فهم ما يجعلك سعيداً أو بائساً، فأن تصبح واعياً بذاتك يعني أن تفهم من أنت، ولماذا تتفاعل مع الأشياء بطرائق محددة، وكذلك يتضمن الأمر التعرف إلى أفكارك ومشاعرك تعرفاً أفضل.

يمكنك التدرب على “ما وراء المعرفة” باستراتيجيات بسيطة مثل المراقبة الذاتية والحديث الذاتي، أو باستراتيجيات أكثر تعمقاً مثل ممارسة الوعي التام.

شاهد بالفيديو: 10 حقائق قد لاتعرفها عن العقل البشري

 

إليك كيف يمكن لمهارة “ما وراء المعرفة” تحسين حياتك:

  1. تتعلم بسرعة أكبر؛ لأنَّه يمكنك القيام بالمراقبة الذاتية للخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها لإكمال مهمة ما.
  2. يمكنك تعديل استراتيجيات التعلم الخاصة بك إذا كان أحد الأساليب لا يناسبك، فعلى سبيل المثال، إذا كنت لا تحفظ المعلومات كما تعتقد أنَّك ينبغي أن تفعل.
  3. يمكنك ممارسة الانضباط الذاتي بالتفكير في عاداتك وممارساتك وتغييرها عند الضرورة.
  4. يمكنك أن تكون أكثر وعياً في الوقت الحالي بإدراك ما تفعله، وكيف يؤثِّر في حالتك العقلية.

في الختام:

“ما وراء المعرفة” عبارة عن أداة يمكنك استخدامها باستمرار لتحسين ذكائك العاطفي؛ إنَّها مهارة حياتية سهلة، وقوية في آن واحد، ويمكن أن تساعدك على اكتشاف ما يدور في رأسك.

كان الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو (Albert Camus) محقاً عندما قال: “المثقف هو شخصٌ عقله يراقب نفسه”؛ فبفهم كيفية عمل عقلك، يمكنك أن تصبح نسخة أفضل من نفسك، وتعدُّ مراقبة الأنماط المعرفية الخاصة بك، والقيام بأشياء لتغييرها إذا لم تنفعك من أهم المهارات التي يجب إتقانها مدى الحياة.

يمكنك استخدام “ما وراء المعرفة” في حياتك اليومية عن طريق إجراء تحسينات على عاداتك، وتعلُّم مهارات جديدة، وفهم طريقة عمليات تفكيرك.

المصدر