منوعات

كيف تجعل البدء بالعمل وإنجاز المهام أمراً بسيطاً؟

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويخبرنا فيه عن تجربته في كيفية إنجاز المهام دون تعقيد.

من السهل أن تُخطئ الهدف عندما يتعلق الأمر بالإنتاجية؛ فالغرض من الإنتاجية هو إنجاز الأشياء بفاعلية؛ فقد يكون لدينا المزيد من الوقت لقضائه في الأشياء التي تهمنا، وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يجعل تطبيق استراتيجيات الإنتاجية أداء العمل أكثر متعة.

على الأقل هذا صحيح بالنسبة إلى معظم المهنيين؛ إذ لا أحد يريد أن يكون منتجاً من أجل الإنتاج بحدِّ ذاته فقط، ولا أحد يريد أن يفقد المتعة في عمله.

إذا كنت تقرأ هذا المقال، فأنا أراهن أنَّ هذا ليس أول مقال قرأته عن الإنتاجية، وفي الواقع إنَّ قرَّاء مدونتي هم عموماً أشخاص قرؤوا كتباً متعددة عن هذا الموضوع، فهم يعرفون معظم نصائح الإنتاجية، ومع ذلك يعانون في إتمام مهامهم وإنجازها ويعانون أيضاً من الإرهاق، وهذا شيء أتفهمه تماماً.

المعرفة بحد ذاتها لن تساعدك على إنجاز المزيد:

يمكنني أن أخبرك بصراحة أنَّني قد قرأت عن كل نصيحة متعلقة بالإنتاجية، فلا يمكنني أن أجزم أنَّني أعرف جميع النصائح، لكن في السنوات الـ 15 الماضية قرأت كثيراً عن كيفية إنجاز المزيد.

بالإضافة إلى ذلك لقد طبَّقتُ جميع النصائح تقريباً، فقد جربت حمام الماء البارد منذ سنوات؛ لأنَّني قرأت أنَّه من الممكن أن يكون مفيداً، لكن مثل معظم الناس أدركت أنَّها كانت خدعة أو وسيلة لجذب الانتباه.

الحقيقة هي أنَّ معظم النصائح في هذا المجال هي خدعة؛ إذ يصوغ الناس جميع أنواع القصص لإقناعك بأنَّ نظامهم هو الأفضل؛ لكنَّني اتبعت النهج المناقض وغالباً ما كنت أسخر من تلك الأنواع من المقالات.

بهذه الطريقة جذبت كثيراً من القراء الذين يشبهونني في التفكير، فالحقيقة هي أنَّ إتقان الإنتاجية أمر بسيط للغاية؛ إذ عليك لإنجاز مهامك أن تكون بحالة ذهنية وجسدية جيدة، وألَّا تضحي بنومك، وأن تتناول طعاماً صحياً، وتتجنب الكحول، وتزيل عوامل التشتيت من بيئات عملك، وكي تعمل عملاً مثالياً عليك أن تعمل أيضاً وفقاً لمؤقت أو تقنية بومودورو (Pomodoro) أو “تقنية الطماطم” لتحسين تركيزك.

ثمة أيضاً بعض النصائح الأكثر فاعلية لإنجاز المهام التي أشاركها هنا، إنَّها بسيطة جداً إلَّا أنَّها صعبة التطبيق؛ وهذا هو السبب في أنَّ الحصول على المزيد من المعرفة لا فائدة منه، ولن يساعدك على المزيد من الإنجاز.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح فعالة لإدارة الوقت وتحقيق الإنجازات

 

نحن في صراعٍ دائم:

فكر في الأمر بهذه الطريقة يتصارع صوتان داخل رأسك، فيقول أحدهما: “تباً لكل هذا العمل على أهدافك، فقط استرخ واستمتع بقليل من المرح”؛ في حين يقول الصوت الآخر: “هيا، أنت تعلم أنَّك بحاجة إلى تعزيز مهاراتك، وأنَّ عليك أن تستيقظ، وأن تهتم بشؤونك الخاصة، وأن تنجز مهامك، وتذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، وتتناول الطعام الصحي، وستشعر بتحسن بعد ذلك”، لكن يعلو صوت من داخلك قائلاً: “لنَحلَّ هذا الخلاف لاحقاً، ولنلتفت لما نفعله الآن”.

تستمر هذه الخدع طوال اليوم، ولن تساعدك على إنجاز الأمور؛ فعندما تصغي إلى هذه الأصوات باستمرار تهدر بذلك كثيراً من الطاقة، تلك الطاقة التي يمكنك استخدامها لقراءة كتاب، أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو العمل على مشروع تجد فيه شغفك؛ فمعظمنا على علم بهذه العملية؛ ونتيجة لذلك نشعر بالإحباط.

في نهاية اليوم نستذكر ما فعلناه نادمين على بعض التصرفات كقولنا: “لماذا أكلنا لوح الشوكولاتة بالكامل؟ ولماذا قضيت كل وقت المساء أتصفح هاتفي؟ هل كان ذلك ضرورياً حقاً؟” أنا وأنت نعلم أنَّ الإجابة هي “لا”.

لذلك في المرة القادمة التي تشعر فيها بالضيق أو الإحباط من إهدار وقتك، حاول أن تدرك أنَّ لديك خياراً؛ ففي بعض الأحيان نتظاهر بأنَّ تركيزنا خارج عن سيطرتنا، فبعد كل شيء هناك كثير من المشتتات في مكان العمل الحديث كرسائل البريد الإلكتروني، أو رسائل برنامج سلاك (Slack)، أو زملاء العمل المزعجين، أو الرؤساء كثيري الطلب، أو الاجتماعات غير المجدية التي تستمر طويلاً؛ فلا تلُم الآخرين على قلة إنتاجيتك؛ حيث يمكنك ويجب عليك استثمار كامل إمكاناتك.

جرب التقنية الآتية إذا كنت ترغب في إنجاز المزيد من الأشياء:

إنَّها تقنيةٌ بسيطةٌ جداً ما عليك سوى الجلوس أو اتخاذ وضعيتك التي تعمل بها عادةً، وهو الوضع الذي يتخذه جسدك في أثناء العمل، هذا كل ما تقوم عليه هذه القنية، وهذه أيضاً هي الطريقة الوحيدة لإنجاز العمل، وربَّما تعرف هذا؛ لكنَّ الفكرة هي أنَّنا نبذل أحياناً قصارى جهدنا لتجنب البقاء في مكاننا.

فنُعِدُّ القهوة، أو نذهب في نزهة على الأقدام، أو نقرأ كتاباً، أو ندير المهام، أو أي شيء آخر فقط لتجنب هذا الكرسي والمكتب، وأنا أفعل ذلك طوال الوقت، لكن هل تعلم ماذا أفعل أيضاً؟ أجلس إلى مكتبي وأقول لنفسي: “افعل شيئاً واحداً فقط”.

أضع هاتفي بعيداً عني وأغلق متصفح الإنترنت الخاص بي، وبعد ذلك أبدأ العمل على شيء واحد صغير جدولته لذلك اليوم، ثمَّ أكتسب الزخم وأبدأ العمل تلقائياً.

انظر كيف أبالغ في تبسيط هذا الأمر برمته، وأنت تقرأ مقالاً من 1000 كلمة عن الجلوس لإنجاز العمل، أنا متأكد من أنَّك تعرف كل ما قيل فيها، فلماذا لا تبدأ بتنفيذه؟

بصراحة غالباً ما يكون إنجاز المهام سهلاً مثل الجلوس؛ فبالنسبة إلي قبل أن أجلس لكتابة هذا المقال أعدت ترتيب رف الكتب الخاص بي مثل شخص مصاب بالوسواس القهري، وحاولت الهرب، ودفعني الصوت البطيء داخل رأسي لأن أفتح تطبيق “نتفليكس” (Netflix)؛ لكنَّني لم أستسلم وجلست إلى عملي بدلاً من ذلك.

شاهد بالفيديو: أجمل الحكم والعبارات عن العمل والإنجاز

 

في الختام: هل الأمر حقاً بهذه البساطة؟

نعم، إنَّ إنجاز الأمور بهذه البساطة حقاً، لكنَّ هذا لا يعني أنَّ الحفاظ على الإنتاجية أمرٌ سهل؛ فمن الصعب إحراز تقدم في حياتك ومهنتك، والغريب هو أنَّنا نجعل الأمر أكثر صعوبة باستخدام أنظمة الإنتاجية الخاطئة.

لكن في مرحلة ما عليك فقط أن تجلس وتبدأ؛ لذا ضع هاتفك بعيداً، واشرب كوباً من القهوة أو الشاي، أو بعض الماء، واتخذ وضعية العمل، الآن فقط أكمل مهمة واحدة، أقول لنفسي ذلك طوال الوقت وهي طريقة مجدية فعلاً، وإذا كنت لا تصدقني جرب ذلك بنفسك، واتخذ مكان عملك الآن، وانظر فقط إلى ما سيحدث بعد ذلك.

المصدر