منوعات

أساليب لتكوين عادات مفيدة – مكساوي –

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن “داريوس فوروكس” (Darius Foroux)، ويقدِّم لنا فيه 6 أساليب لتكوين العادات الجيدة.

أظنُّ أنَّ هذا ينطبق على عكس التميُّز أيضاً؛ أي إذا كانت عاداتك سيئة فهذا يعني أنَّ حياتك ستكون سيئة، وإذا كانت عاداتك جيدة، فهذا يعني أنَّ حياتك ستكون جيدة؛ إنَّ الأمر بسيط، أليس كذلك؟

لقد كنت شخصاً متذمِّراً، وقد قلتُ كثيراً من الأشياء، مثل:

  • أنا أكره مدينتي.
  • إنَّ الجو باردٌ جداً في الشتاء.
  • إنَّ الناس أغبياء.
  • إن حظي سيِّئ.
  • لا يمكنني الحصول على استراحة أبداً.

لم أرَ أنَّ الحياة هي نتيجةً للعادات آنذاك، وهذا يعني أنَّك تستطيع تغيير حياتك من خلال تغيير عاداتك، لكن كيف تفعل ذلك؟ وكيف تكوِّن عادات جيدة؟

أنا لا أتحدث عن عادات “حيل الحياة” الشائعة، مثل الاستحمام بالماء البارد، أو الحميات الغذائية الغريبة، فإنَّ هذه الأشياء هي مجرد “صَيحات”، لا تناسب الجميع وليس لها تأثيرات طويلة الأمد، بل إنَّني أتحدث عن أشياء مستدامة تغيِّر الحياة؛ أي أشياء مثل ممارسة الرياضة يومياً، وعدم الشكوى، وحل المشكلات، وما إلى ذلك.

شاهد بالفيديو: كيف تحتال على عقلك لتكوّن عادات جيدة

 

إليك 6 أساليب لتكوين عادات جيدة:

1. تحديد ما هي العادات التي تستحق العناء:

يمكنني التحدث معك عن العادات “الجيدة” كثيراً، لكن لا فائدة من ذلك؛ وذلك لأنَّك أنت الوحيد الذي يمكنه تحديد ما هي العادة الجيدة بالنسبة إليه.

فإنَّ تحديد ما إذا كانت العادة تستحق العناء بالنسبة إليك هو أمر هام جداً في تكوين العادات الجديدة، فكثيراً ما نقرِّر القيام بأشياء معيَّنة، مثل الاستيقاظ قبل ساعة من موعد استيقاظنا، أو الاستحمام بالماء البارد، أو الكف عن الشكوى، وما إلى ذلك.

لكن، هل يجب أن تستيقظ قبل ساعة من موعد استيقاظك بحق؟ أو هل يجب أن تستحم بالماء البارد؟ أو هل يجب أن تكف عن الشكوى؟ قد يكون الاستيقاظ مبكِّراً مفيداً بالنسبة إليك، لكن بالنسبة إليَّ عندما أستيقظ مبكراً أتصرَّف كرجل عجوز غاضب يكره الناس.

لذلك؛ اسأل نفسك هذا السؤال:

هل سيؤدي هذا السلوك إلى تحسين حياتي؟

يجب أن تسأل نفسك هذا السؤال؛ لأنَّك تحتاج إلى سبب للتغيير، وهذا يتطلَّب التأمُّل، فإذا فعلت ذلك بطريقة صحيحة، فهذا يعني أنَّك توصَّلت إلى استنتاج مفاده أنَّك لا تستطيع تغيير العوامل الخارجية، لكن يمكنك تغيير نفسك، على سبيل المثال: لا يمكنك تغيير الاقتصاد أو الطقس أو حركة المرور أو الناس أو أي شيء آخر تشكو منه.

كما قال الطبيب النفسي الأسترالي “فيكتور إي فرانكل” (Viktor E. Frankl)، مؤلف الكتاب الذي يحمل عنوان “بحث الإنسان عن المعنى” (Man’s Search For Meaning): “عندما لا نكون قادرين على تغيير الوضع، فإنَّنا نواجه تحدياً لتغيير أنفسنا”.

لذلك؛ لا يمكنك تحسين إلا ما تتحكَّم به، والذي هو نفسك، وبعد أن حدَّدت العادة التي تريد تكوينها، ولماذا تريد تطويرها، فلنبدأ في تكوينها.

2. التركيز على شيء واحد تلو الآخر:

لقد كتبتُ منذ فترة عن كيفية نجاحي في تكوين عادة ممارسة التمرينات الرياضية يومياً؛ فقد حاولت القيام بذلك لسنوات، وقد كانت لدي عدة أسباب لفشلي، وأحدها أنَّني كنت أحاول دائماً تكوين الكثير من العادات في ذات الوقت.

لا أعرف ما هو السبب، لكنَّني في بعض الأحيان أحاول العمل على تحسين الذات؛ أي أشعر برغبة أكبر في القراءة، والكتابة، والعمل، والعيش بطريقة أفضل، وتناول الطعام الصحي، وما إلى ذلك.

فإذا كنت مثلي، فمن الأفضل أن تكبح حماستك، فعندما تفعل الكثير من الأشياء في ذات الوقت، ستشعر بالارتباك، وإمَّا سينتهي بك الأمر من حيث بدأت، أو سترجع خطوتين للوراء، وعندما تحاول تكوين عادة معينة ولا ينجح معك الأمر ستشعر بالإحباط، وتقول: “تبَّاً لتطوير الذات، سأستلقي في السرير طوال اليوم، ولن أفعل أي شيء سوى مشاهدة التلفاز”، لكن هذا لن يساعدك.

3. الاستعداد فالتغيير صعب جداً:

تبدو الأشياء سهلة في أذهاننا، فنظنُّ أنَّه يمكننا الاستيقاظ في الساعة 5 صباحاً، والذهاب إلى النادي الرياضي، وتناول ما لذَّ وطاب من الطعام، لكنَّ هذا مستحيل، فإذا كانت الأمور صعبة، فهذا لا يعني أنَّه يجب عليك التوقف، بل على النقيض من ذلك، عندما تكون الأمور صعبةً، اجعلها علامة للمضي قدماً.

4. تسجيل رسائل للتذكير:

أنا بطبعي أنسى كثيراً، فقبل بضع سنوات، بدأت بعادة القراءة اليومية، وفي البداية لم ألتزم تماماً؛ إذ كنت أقرأ لمدة خمسة أو ستة أيام متتالية، ثمَّ فجأة أنسى الأمر تماماً وكأنَّ رغبتي في قراءة المزيد قد اختفت، لكنَّ هذا الأمر يحدث كثيراً.

لذا أنا أسجِّل رسائل تذكِّرني بالأشياء الهامَّة في التقويم الخاص بي، فأنا أحتاج إليها، وإلا سوف أنسى الأمر تماماً، ولم أقابل أحداً في حياتي لا يحتاج إلى رسائل التذكير، ففي بعض الأحيان قد أتجاهل رسالة التذكير، لكن في أحيانٍ أخرى أنهض وأقوم بما يجب عليَّ، لكن هذا لا يهم؛ لأنَّ الرسالة ستبقى موجودة، ومن ثمَّ لن أنسى الأمر.

أنا أيضاً أحب تسجيل رسائل التذكير في أوقات عشوائية، لأنَّ ارتباط كل شيء بالوقت يجعلني أشعر أنَّني رجل آلي.

5. المواظبة على ممارسة العادات يومياً:

  • هل تريد أن تصبح رشيقاً؟ تمرَّن يومياً، وليس 3 مرات في الأسبوع.
  • هل تريد أن تتناول الطعام بطريقة صحية؟ افعل ذلك كل يوم، وليس 4 مرات في الأسبوع.
  • هل تريد تغيير سلوكك؟ حافظ على عقلية إيجابية كل يوم، ويمكنك أيضاً الاحتفاظ بعقلية إيجابية خلال الأوقات الصعبة أو الحزينة.

6. وضع معايير منخفضة:

أقابل أشخاصاً يريدون تغيير العالم، وأنا أقدِّر ذلك، لكنَّ هذا المعيار عالٍ جداً، فثمَّة شيء يتطلَّب التغيير أولاً، ألا وهو نفسك، كما قال الكاتب الروسي “ليو تولستوي” (Leo Tolstoy) الذي عاش في القرن التاسع عشر، مؤلف كتاب “الحرب والسلام” (War and Peace): “الجميع يفكِّر في تغيير العالم، لكن لا أحد يفكِّر في تغيير نفسه”.

ما يزال هذا صحيحاً جداً حتى اليوم، ولا بد من أنَّك تسمع كثيراً من الناس والشركات الذين يقولون ذلك، لكن من الأفضل وضع معايير منخفضة، فركِّز على الأشياء الصغيرة، والأشياء الكبيرة تليها تلقائياً.

المصدر