منوعات

كيف تقوم بتكوين دافع دائم لتحقيق أهدافك؟

في هذا المقال سنوضِّح لك كيفية تكوين دافع دائم لتحقيق أي هدف:

1. إنشاء أهداف صغيرة لأهدافك الأكبر:

يختلف الناس حول ما إذا كان يجب عليك إنشاء أهداف صغيرة أو أهداف كبيرة لتحفيزك، لكنَّ السرَّ الحقيقي هو أن يكون لديك كلاهما، وإليكم السبب:

  1. تريد أهدافاً وأحلاماً كبيرة بما يكفي بحيث تجعلك متحمِّساً للعمل من أجلها.
  2. تريد أهدافاً صغيرة لأهدافك الكبيرة لإثبات أنَّك تحرز تقدماً.

بعبارة أخرى؛ يجب أن يكون لديك أهداف تجعلك متحمِّساً، وأهدافاً تؤكِّد لك أنَّك تحرز تقدماً، وعندما يكون لديك أهداف تُظهر أنَّك تحرز تقدماً، فهذا يُظهر أنَّه مهما كانت الإجراءات التي تقوم بها لن تذهب سدى، وأنَّك على بعد خطوة واحدة من تحقيق هدفك الأكبر.

لكن ثمَّة مشكلة إذا كنت تفتقد إلى أحد هذه الأهداف، لأنَّه إذا كان لديك أهداف كبيرة فقط، فستفقد الدافع عندما لا ترى أي تقدم خلال 3 أشهر، ونفس الشيء إذا كان لديك أهداف صغيرة، فلن تكون متحمِّساً بما يكفي لمواصلة العمل عليها، لذا حدِّد هدفك الكبير الذي تريده، وأنشِئ أهدافاً صغيرة لهذا الهدف الكبير، لتظهر أنَّك تحرز تقدماً ببطء لكن بثبات.

كما يقول الرسَّام الشهير “بابلو بيكاسو” (Pablo Picasso): “لا يمكن تحقيق أهدافنا إلا من خلال خطة، ويجب أن نؤمن بها بشدة، ونتصرَّف بحزم على أساسها، فلا يوجد طريق آخر للنجاح”.

2. تتبُّع تقدمك:

يتكوَّن الدافع من رؤية التقدم والنتائج من العمل خلال فترة زمنية، وهذا يعني أنَّك عندما تعمل على أهدافك، يجب تدوين وقياس مدى تقدُّمك يومياً وأسبوعياً وشهرياً وسنوياً، فلن تشعر بالفرق سواء مر 3 أشهر أم سنة واحدة، بل ستشعر أنَّ الأمور طبيعية، لكن عندما ترى دليلاً مادياً على أنَّك تطوَّرت بناءً على أفكارك السابقة والتقدم الذي أحرزته، يمكنك أن تتحوَّل إلى شخص آخر؛ لذا يجب أن تحتفظ بمدونة وتسجِّل أهم مقاييس الهدف الذي تعمل عليه.

على سبيل المثال إذا كنت تحاول إنقاص وزنك فيجب أن تسجل:

  1. ما هو وزنك كل أسبوع؟
  2. كم عدد السعرات الحرارية التي تتناولها؟
  3. ما هي أنواع الطعام الذي تتناوله؟
  4. كم مرة تمارس الرياضة في الأسبوع؟

يتيح لك الحصول على البيانات معرفة ما ينجح وما لا ينجح، ويمنحك الفرصة لإجراء تغييرات لرؤية النتائج التي تريدها، فعندما تبدأ في رؤية النتائج التي تريدها تحدث ببطء مع مرور الوقت، فإنَّ هذا سيجعلك أكثر حماسةً لتكون متَّسقاً للوصول إلى أهدافك.

شاهد: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع

YouTube video
 

3. الاحتفاء بالنجاحات الصغيرة:

كثيرٌ منَّا ممَّن يتتبعون التقدم ​​في تحقيق الأهداف لا يأخذون الوقت الكافي للاحتفاء بالنجاحات الصغيرة، لكنَّها الأساس لتحقيق أهدافنا، فعندما تأخذ الوقت الكافي للتفكير في التقدم الذي أحرزته، والاحتفاء بنجاحاتك الصغيرة، فأنت تضع نفسك في إطار إيجابي؛ إذ تكافئ نفسك على فعل شيء تريده، وهذه أداة قوية للتأكد من استمرارك في الحفاظ على أهدافك، في حين تحتفي بمكاسبك الصغيرة التي تؤدي في النهاية إلى فوزك الكبير، وفيما يأتي بعض الطرائق للاحتفاء بمكاسبك الصغيرة:

  1. الخروج لتناول الطعام مع العائلة.
  2. مشاهدة برامجك التلفزيونية المفضلة.
  3. ممارسة هواية تستمتع بها.

فالنقطة الأساسية هي القيام بما ورد أعلاه باعتدال؛ إذ تريد أن تكافئ نفسك بطريقة لا تصبح عادة، وبذلك تصبح المكافآت أكثر قوة بوصفها أداة لزيادة حافزك، كما يقول الأستاذ الفخري للأدب الفرنسي “ماسون كولي” (Mason Cooley): “النجاحات الصغيرة هي نجاح أيضاً، والإخفاقات الكبيرة هي إخفاق أيضاً”.

4. البحث عن الدافع الداخلي:

ثمَّة سبب وراء تراجع كثير من الأشخاص فجأة عن القرارات التي يتخذونها للعام الجديد بشأن تحقيق أهدافهم، فالناس متحمِّسون لأن يكون لديهم عمل خاص بهم، وإلى كسب كثير من المال، وللحصول على أجساد مثالية وشركاء رائعين، لكن عندما يتعلَّق الأمر بمحاولة تغيير أنفسهم، فإنَّ معظمهم يتوقف في غضون أسبوعين، وهذا لأنَّهم يدركون أنَّ ألم محاولة التغيير أكبر من متعة البقاء في منطقة الراحة الخاصة بهم.

أنت تحتاج إلى الخوض في أعماق نفسك والعثور على الدافع الداخلي الخاص بك؛ أي لماذا تريد أن تتغير بشدة؟ وعليك أن تبدأ في طرح هذا السؤال كلما حاولت تغيير إحدى عاداتك، ستصبح الأمور صعبة لأنَّه من الصعب الحفاظ على ثباتك في فعل الشيء الصحيح كل يوم.

فيما يأتي بعض الأسئلة الأخرى التي تحتاج إلى البحث والإجابة عنها عندما تصبح الأمور صعبة:

  1. هل أنت غير راضٍ عن وضعك الحالي؟
  2. هل أنت على استعداد لتقديم بعض التضحيات من أجل الأهداف التي تريدها؟
  3. هل أنت على استعداد لتغيير عاداتك وفهم ما يتطلَّبه ذلك؟

يجب عليك الإجابة عن هذه الأسئلة بصدق ومعرفة كيفية تحويلها إلى واقع.

في الختام:

يعدُّ انتظار الدافع طريقة غير منطقية لبدء عملك، وبدلاً من ذلك يأتي الدافع الحقيقي من رؤية التقدم والنتائج عندما تبدأ في العمل على أهدافك، وتتمثَّل طريقة تكوين هذا الدافع الدائم الحقيقي في إنشاء أهداف صغيرة وكبيرة وتتبُّع تقدمك في تحقيقها، والاحتفاء بكل إنجازاتك الصغيرة للحفاظ على الدافع ومكافأة نفسك.

عندما تصبح الأمور صعبة عليك الرجوع إلى الدافع الداخلي الذي يمثِّل السبب الحقيقي وراء رغبتك في التغيير.

المصدر