منوعات

ومضة عن فن الترجمة – مكساوي –


المزيد من المشاركات

ومضةٌ عن فنِّ التَّرجمة!

 

من خلال العنوان الذي اخترناه، يظهر للقارئ أننا حكمنا على الترجمة بأنها فن، في حين أننا سنبين وجهة نظرنا والفكرة الدقيقة التي نراها من زاويتنا.

كانت الترجمة في بداياتها مهارةً في الكتابة، حتى إننا عددنا المترجم كاتبًا ثانيًا للنص، فحصلنا على ترجمات فاقت النصوص الأصلية جمالًا في الأسلوب، وعمقًا في المعنى، أسميناها “الترجمات الجميلة“، وأفادنا الفيلسوف الألماني “فريدريك شلايرماخر” المنتمي لمدرسة “الرومانسيين الألمان“، بفكرة ازدواجية دور المترجم والكاتب؛ حيث يقترح أن يقرب المترجم المؤلف من القارئ، أو يترك المؤلف على حاله ويدني منه القارئ، فيترجم بثقة واقتدار النص الذي بين يديه.

لنا منظرون في الترجمة أمثال الفرنسيين “ماتيو غيدار“، و“بول ريكور“، و”ماريان لوديرير“، الذين برزوا عن طريق مؤلفاتهم، وهي على التوالي “مدخل إلى علم الترجمة“، “عن الترجمة”، “الترجمة- النموذج التأويلي”، وأبدعوا في نصوصهم، ويمكن أن نستبين بسهولة الطابع الفني لكتاباتهم.

رغم أن النصوص المتخصصة تتميز بتحديد المعارف المستخلصة والدقة في المصطلحات الموظفة، فإن لمسة المترجم تختلف في هذه النصوص، وهذا ما أردناه بقولنا: إن الترجمة فن، والحس الترجمي هو مقدرة على اقتناص اللفظة المناسبة، وهي كفاءة تميز بين مترجم ومترجم.

فن الترجمة ييسر لنا تذوق اللغة ومن ثَمَّ استخلاص معنى وقصد النص بسهولة، هذا الفن مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمهارة الكتابة؛ لذلك نحث دائمًا على صقل قلم المترجم بتمارين تطبيقية، تؤهله للارتقاء بمستواه للأعلى، ونصل إلى النتيجة الآتية: الترجمة فن إذا تأملنا في الكفاءة التحريرية للمترجم، وحسه الترجمي في توظيف الألفاظ بنجاح وفق السياقات المطلوبة في نص الوصول.

رابط المصدر