منوعات

10 نصائح بسيطة للتعامل مع العدوانية

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن “جيديون أوغسطين أوبونوجو” (Gideon Augustine Obonugo)، ويقدِّم لنا فيه 10 نصائح للتعامل مع العدوانية.

تحقيقاً لذلك، قد يشعل المعتدي الأجواء المشحونة بأفكار أو مشاعر الغضب، ويوجِّه الكراهية تجاه الشخص المظلوم، وعند التفكير في ذلك يرتفع مستوى الأدرينالين، ويملأ الغضب الأجواء، ويبدأ السلوك العدواني.

في الآونة الأخيرة، اضطررت إلى التعامل مع العدوانية عندما تعرَّضت عائلتي لأزمات وضغوطات ناتجة عن حادث تعرَّض له والدي، والذي أثر في عظم العضد الأيسر لديه وعظم فخذه وساقه، وخلال تلك الفترة أصبحت عدوانياً جداً مع عائلتي وخطيبتي، وحتى مع الأشخاص من حولي في كل لحظة دون قصد، ولقد استغرق ذلك الوقت والتركيز للتخلُّص من هذا الظلام.

العدوانية هي فعل أو سلوك مقصود أو غير مقصود، يهدف إلى التسبُّب في ألم جسدي أو نفسي للآخر، وكذلك عُرِّفت العدوانية وَفقاً للمؤلفين “لودي بنيامين” (Ludy T Benjamin)، و”روي هوبكنز” (Roy Hopkins)، و”جاك نيشن” (Jack R Nation)، أنَّها تصرُّفٌ مُنفِّر يُمارَس مع شخصٍ يرفضه.

يمكن تصنيف العدوانية إلى مدمِّرة ومُقنِعة:

1. العدوانية المدمرة:

هي محاولة ضرب أو الهجوم على شخص بسبب الغضب والكراهية، والتي تؤدي إلى الشعور بالألم وعدم الراحة والاضطراب والقلق.

يمكن أن يمارس البالغون وحتى الأطفال العدوانية المدمرة، وفي معظم الحالات قد لا تؤدي العدوانية المدمرة إلى هجوم على شخص آخر، لكن قد يوجِّه المرء عدوانيته من شخص لآخر، ففي هذه المرحلة قد لا يكون الفرد مستعداً للقتال، لكنَّه يواصل طريقه لإحباط كل من يقف في طريقه.

يمكن في حالة العدوانية المدمرة أن يؤدي حدثاً واحداً إلى سلسلة من الأحداث، والتي تؤدي إلى سلوك مدمِّر موجَّه نحو ضحية مشتبه بها أو بريئة، فتخيَّل أنَّك في تجمُّع عام وزميلك الأكبر سناً والذي يتمتَّع ببنية جسدية قوية قد أحرجك أمام سيدة، ستشعر في تلك اللحظة بالغضب، وقد تنفجر في وجه أي شخص يعترض طريقك، ومن ثمَّ ستنقل غضبك.

2. عدوانية الإقناع:

يمكن لأي شخص مارس هذا النوع من العدوانية أن يجد أنَّها أكثر فائدة، فيستخدمها لجذب الانتباه والتقدير، ويسمَّى هذا النوع من العدوانية بعدوانية الإقناع، لأنَّها تساعد على تعزيز النتائج المرجوة؛ إذ يُحب الأطفال هذه العدوانية من أجل الحصول على ما يريدون من والديهم.

تخيَّل بكاء الطفل أو تذمره أو رميه للأشياء من أجل جذب انتباه والديه، فإذا بقي كذلك، سيضطر والديه بعد فترة إلى تلبية احتياجاته، وبمجرد أن ينجح الطفل، سيرى هذه العدوانية وسيلةً لتحقيق أي شيء يريده من والديه أو أي شخص بالغ يأتي في طريقه، فلا ترتبط عدوانية الإقناع بالعنف، بل بكيفية تحقيق الأهداف.

مع أنَّ العدوانية فطرية، فإنَّ اكتشافها يحتاج إلى شخصين، ويجب أن يكون ثمَّة سبب لأن يكون الشخص عدوانياً، فقد اتفق علماء النفس على أنَّه يوجد عديد من الأمور التي يمكن أن تكون مسؤولة عن العدوانية، وعلى الرَّغم من الاتحاد بين علماء النفس، فإنَّ الأسئلة الأساسية عن سبب تصرف بعض الأشخاص بعدوانية في حين لا يتصرف الآخرون كذلك، لم يتم الإجابة عنها إجابة دقيقة.

تشير الأبحاث إلى أنَّه من المرجَّح أن تحدث العدوانية عندما يكون الشخص غير قادر على الشعور بالأذى الذي يشعر به هو أو ضحاياه بعد الهجوم.

شاهد: صفات الشخصية العدوانية وكيفية التعامل معها

YouTube video
 

ويُعتقد أنَّ سبب العدوانية يعود إلى الأسباب الآتية:

الظروف الاجتماعية:

تخيَّل أنَّك غادرت المنزل لحضور اجتماع عمل هام من المقرَّر عقده في الساعة 9 صباحاً واستقليت سيارة أجرة لتأخذك إلى وجهتك، ثمَّ بعد عشر دقائق تنخفض سرعة سيارة الأجرة تدريجياً ويوقف السائق سيارته، ثمَّ يحاول تشغيل المحرك مرة أخرى لكن لا تعمل السيارة.

بعدها يخرج السائق من السيارة ويحاول إصلاح المشكلة، وأنت تحدِّق به بفارغ الصبر، ثمَّ بعد بضع دقائق يعود السائق، ويشغِّل السيارة، فتبدأ في التسارع تدريجياً، وبعد دقائق من الرحلة تتوقف السيارة مرة أخرى، فترفع صوتك على السائق دون قصد وتقول: “ما هو خطب سيارتك! لقد تأخرتُ عن اجتماع هام”، ثمَّ يرد عليك السائق ويتأسَّف، ويحاول مساعدتك على العثور على سيارة أجرة أخرى، حتى لا تتأخر عن اجتماعك الهام.

هذا يدل على أنَّ السائق ودودٌ، وسترغب في الإصغاء إليه والتعاطف معه، لكن ماذا لو قال السائق: “لماذا تصرخ في وجهي! وكيف يفترض بي أن أعرف أنَّ سيارتي سوف تتعطَّل؟” فمن المؤكد أنَّ هذا النوع من العبارات سيثير غضب الراكب، وهذا قد يؤدي إلى تبادل الكلمات النابية أو حتى حصول شجار.

تؤدي مثل هذه المواقف إلى الإحباط، والذي يُؤدي بدوره إلى العدوانية، فلقد عانينا جميعاً من مستوى معيَّن من الإحباط من وقت لآخر في حياتنا الاجتماعية وفي عملنا وما إلى ذلك، فلا يمكن أن يمر أسبوع كامل أو حتى يوم واحد دون أن نعاني من أحد أشكال الإحباط، وقد أظهر الباحثون أيضاً أنَّه عندما نشعر بالإحباط، يمكن أن تزداد عدوانيتنا.

الجنس والعدوانية:

تقول عالمة النفس الأمريكية “كارول جيليجان” (Carol Gilligan): إنَّ الاختلاف الأكثر ثباتاً بين الجنسين هو أنَّ الذكور أكثر عدوانية ونشاطاً من الإناث، ويُعتقد أيضاً أنَّ العوامل البيولوجية والبيئية معروفة بأنَّها مسؤولة عن الفروق بين الجنسين من ناحية العدوانية.

تشمل العوامل البيولوجية الوراثة والهرمونات، وتشمل العوامل البيئية التوقعات الثقافية، والقدوات من البالغين والأقران الذين يكافئون العدوانية عند الذكور ويعاقبونها عند الإناث، ويمكن أيضاً أن تنتج العدوانية عن طريق الاستفزاز الاجتماعي، أو مجرد وجود فعل عدواني، مثل استخدام الأسلحة.

تقليل العدوانية:

يمكن تقليل العدوانية بطرائق عدة؛ لذلك عندما تجد نفسك تتعامل مع أشخاص عدوانيين، ما عليك سوى اتباع هذه النصائح:

1. تحدث عن الأمر:

عندما نكون غاضبين أو محبطين أو في موقف صعب، تكون لدينا عدوانية مكبوتة في داخلنا، ويمكن أن تخفَّ هذه العدوانية إذا تمكَّنا من مناقشة المشكلة مع شخص آخر، على سبيل المثال إذا كان هذا الشخص العدواني شريكاً في علاقة أو صديقاً أو فرداً من العائلة، فمن الأفضل أن تناقش موضوع الخلاف معه، وعندما تكون المناقشة مفتوحة، فمن المؤكَّد أنَّه سيتوصَّل إلى اتفاق لتجنُّب السلوك العدواني في المستقبل.

2. عاقب أي سلوك عدواني:

يجب تشجيع العقوبات، من أجل تثبيط عدوانية الإقناع التي يستخدمها معظم الناس وسيلةً لتحقيق أهدافهم الفردية أو الجماعية.

3. ابقَ هادئاً:

ما يجب فعله عند التعامل مع شخص عدواني هو التزام الهدوء التام، “يقولون إنَّ الصمت هو فضيلة الحمقى”، فإنَّه لا يعني أنَّك خائف أو لا تعرف ماذا تقول، بل يمنحك القوة للتفكير في خيار أفضل للتعامل مع الشخص العدواني.

4. كن صادقاً مع نفسك:

عندما نكون تحت الضغط، فمن المُحتمل أن نصبح أكثر عدوانية، لكن من الممكن إيقاف هذا الأمر بسهولة إذا أشركنا أفراد العائلة والأصدقاء وحتى أحبائنا، فامنحهم الفرصة للاتصال بك لتهدئتك عندما تبدأ في إظهار العدوانية.

5. احمِ نفسك:

نظراً لأنَّ العنف يرافق العدوانية أحياناً، فسيكون من الحكمة الابتعاد عن أي شخص عدائي لإنقاذ نفسك، فإذا كنت في مكان عام ولم تشعر بالراحة فمن الأفضل المغادرة، وطلب المساعدة إذا لزم الأمر، واتصل بالجهات الأمنية إذا دعت الحاجة.

6. افهم جذر المشكلة:

قبل التعامل مع شخص عدواني أو حتى محاولة علاج نفسك من العدوانية، يجب أن تفهم سبب ذلك بالفعل، فعندما تعرف سبب كونك عدوانياً دائماً، فهذا يعني أنَّك اتخذت خطوة نحو مستقبل أفضل.

شاهد أيضاً: صفات الشخصية القاسية وكيفية التعامل معها

YouTube video
 

7. اعرف حقوقك:

إذا كنت على دراية بحقوقك، فستعرف متى يتجاوز الشخص العدواني حدوده وكيفية التعامل معه، فإذا تعرَّضت لحالة يتعيَّن عليك فيها الرد أو اتخاذ موقف عنيف تجاه المعتدي، قد لا تكون قادراً على الحصول على حقك الإنساني الأساسي.

8. ثقِّف الناس:

إذا كنت وسط أشخاص عدوانيين، فأقل ما يمكنك فعله هو تثقيفهم عن سبب حاجتهم إلى إدارة عواطفهم حتى لا يؤذوا أنفسهم وأحباءهم، فجميعنا نتفاعل أو نتصرف وفقاً لمستوى فهمنا، فإنَّ المشورة الحكيمة سيكون لها فائدة كبيرة.

9. ابتعد عن البيئة العنيفة:

إذا عرَّضت نفسك لكثير من العنف، فمن المؤكَّد أن تتبع الأسلوب ذاته؛ لذا ابتعد عن الناس العنيفين أو أي شيء له شكل من أشكال العنف.

10. ابقَ وسط الأشخاص السعداء دائماً:

إنَّ السعادة دائماً ما تولِّد السعادة، فاجعل من مسؤوليتك البقاء وسط الأشخاص السعداء دائماً، ولا تنسَ أن تجعل نفسك سعيداً أيضاً.

10Simple Ways To Deal With Aggression