منوعات

استخدم الأسئلة المناسبة لتغيير عقليتك (الجزء 2)

لدينا جميعاً نحن البشر بعض القيود الداخلية، فعلى سبيل المثال لا يمكننا التركيز بشكل فعال إلَّا في عدد محدود جداً من الأشياء في وقت محدد؛ فتلك ميزة هامة لأنَّه يعني أنَّنا عندما نركز في الأفكار التي تؤدي إلى تمكيننا، يصبح التفكير في أفكارٍ تحدُّ من إمكاناتنا أمراً مستحيلاً تماماً.

فهل يمكنك أن تكون سعيداً وحزيناً جداً في ذات الوقت؟ أو هل يمكنك الشعور بالحب الشديد والغضب الشديد معاً؟

لا يمكننا أن نركز اهتمامنا بشكل مكثف في اتجاهين متعارضين في آنٍ واحد؛ وهذا يعني أنَّه عندما نركز بشدة في شيء إيجابي، فإنَّ تفكيرنا تلقائياً سيوقف الأفكار السلبية، وهذه هي طبيعة التركيز.

يمكن للأسئلة توجيه تفكيرنا وتركيزنا ومشاعرنا:

لأنَّ الأسئلة تتمتع بالقدرة على تغيير تركيزنا، فيمكننا استخدامها لتغيير مشاعرنا وعقليتنا في ذات الوقت، فعندما تسأل نفسك: “ما هو الشيء الذي أشعر بشعور رائع حياله الآن؟” لاحظ ما سيحدث بعد ذلك؛ إذ بمجرد أن تنشغل عقليتك الحالية بالإجابة عن هذا السؤال، فلا يمكن للأفكار السلبية أن تراودك؛ وذلك لأنَّ عقلك ببساطة غير قادر على البحث عن أسباب تشعرك بالسعادة وأخرى تشعرك بالحزن في ذات الوقت.

بعض الناس مقتنعون بأنَّهم يستطيعون التفكير في أفكار متناقضة في ذات الوقت، ولكنَّ محاولة القيام بذلك تتطلب مساومة عقلية وعاطفية كبيرة جداً؛ ولتحقيق هذا النوع من التركيز المنقسم سيتعين علينا أن نعطي درجة محدودة جداً من الاهتمام في اتجاهين مختلفين، وهذا ليس بتركيز.

التركيز ليس تجربةً أحادية الأبعاد:

يتطلب التركيز المتمعن أكثر من مجرد عقل حاد؛ فهو ينطوي على مشاعرنا أيضاً، وهذا صحيح بصفة خاصة لأنَّ الأسئلة التي سنطرحها على أنفسنا ترتكز على مشاعر وتجارب إيجابية، وعندما نطرح الأسئلة المناسبة، فإنَّنا نأمر أذهاننا بأن تعطينا إجابات تدعم العقلية الإيجابية وتدفعنا نحو العمل الإيجابي.

العواطف هي محطة توليد قوة الدافع البشري؛ إذ يمكننا استخدام عقولنا في طرح الأسئلة التي من شأنها تسخير تلك القوة، وتركيزها في الاتجاه الذي نريد الوصول إليه.

تدريب على الأسئلة المناسبة لمساعدتنا على تعزيز عقليتنا:

عندما تبدأ مشكلات الحياة بالظهور، فما هي الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا للتفكير بعقلية إيجابية محفزة نحو التعزيز وإيجاد الحلول؟

فيما يلي بعض الأمثلة:

1. كيف تقدم هذه المشكلة أو التحدي فرصة جديدة؟

في البداية قد لا ترى هذه الفرصة؛ لذا استمر في طرح هذا السؤال على نفسك؛ فهو سؤال قوي لأنَّه قائم على افتراض أنَّ المشكلة قد قدمت الفرصة، والآن كل ما عليك فعله هو اكتشاف تلك الفرصة فقط، وسيتعرف عقلك إلى هذا الافتراض على أنَّه حقيقة، وسرعان ما سيقدم لك قائمةً بالفرص المحتملة.

2. ما هي الإجراءات التي يجب اتِّخاذها لتغيير هذا الوضع؟

لاحظ الافتراض المتضمن في هذا السؤال؛ إذ يوجد إجراء سيغير هذا الوضع بطريقة إيجابية، أما الآن فكل ما عليك القيام به هو معرفة ما هو هذا الإجراء، وعندها سيحرص عقلك على مساعدتك، وهذا سيضعك في عقلية إيجابية ومتفائلة للغاية؛ مما سيجعلك أكثر دهاء وحيلة.

3. ما هو الجانب المثير لهذا التحدي؟

نفترض من خلال هذا السؤال مجدداً أنَّه يوجد ما يحمسنا، فنحن طلبنا من عقلنا أن يكشف لنا ماهيَّة هذا الجانب، وعندها قدَّم لنا عقلنا الإجابة؛ وكنتيجة لهذه الأسئلة الثلاثة، فإنَّ تفكيرك سيركز في الفرص والتغيير والإثارة.

شاهد بالفديو: 7 أساليب فعالة يستخدمها الأشخاص الأذكياء لحل المشكلات

 

ما هي القواسم المشتركة بين كل هذه الأسئلة؟

تحمل جميعها افتراضاً ضمنياً ينقل تركيزنا إلى عقلية إيجابية، كما أنَّها تُنشئ إطاراً ذهنياً يتسم بالتمكين؛ ولأنَّنا نستطيع التركيز في اتجاه واحد فقط في كل مرة، فإنَّ هذه الأسئلة تمنعنا عن استكشاف الجوانب السلبية لوضعنا “عقلياً وعاطفياً على حدٍّ سواء”.

إنَّ تطبيق هذه الأسئلة الثلاثة في المواقف الصعبة سيتطلب جهداً واعياً في البداية، وقد يستغرق تطوير نمط لطرح الأسئلة التمكينية وقتاً طويلاً، ولا سيما عندما تستنزف المشكلات المستمرة طاقتنا، ومع ذلك يمكننا بالممارسة أن نكيف أنفسنا للانتقال إلى عقلية أكثر إيجابية ودهاء من خلال طرح الأسئلة المناسبة.

في الختام:

تُعدُّ الأسئلة السابقة فعالة للغاية لتغيير عقليتنا لتكون أكثر إيجابية؛ لذا سنتناول في الجزء الثالث والأخير من هذا المقال تمرينات إضافية يمكننا القيام بها كل يوم لتشجيع استخدام الأسئلة التمكينية.

المصدر