منوعات

التلوث الضوئي: ما هو؟ وماهي أضراره؟ وكيف نحد منه؟

للأسف يعيش حوالي 80%؜ من الأشخاص تقريباً في بيئة ملوثة ضوئياً، ويتعرَّض الأغلبية من بشر وحيوانات وحتى نباتات للأضرار نتيجة التعرض لبيئة ملوَّثة بالضوء؛ إذاً، ما هو المقصود بالتلوث الضوئي؟ وكيف يضر المخلوقات الحية؟ وكيف نقلل منه؟

في هذا المقال ستكتشفون المقصود بالتلوث الضوئي وأنواعه الرئيسة الثلاثة، وأضراره، وطرائق للحدِّ منه.

شاهد بالفيديو: أنواع التلوث البيئي وطرق علاجه.

 

مفهوم التلوث الضوئي وأنواعه:

التلوث الضوئي هو الانزعاج الناجم عن الاستخدام المفرط أو الخاطئ للأضواء الاصطناعية، مثل إنارات الشارع الساطعة، ولوحات المطاعم والمحلات المنيرة، والأضواء الخارجية للمنازل التي لا جدوى منها، ويعدُّ التلوث الضوئي أحد أكثر أنواع التلوث انتشاراً.

للتلوث الضوئي ثلاثة أنواع رئيسة، وهي:

١. الوهج:

الوهج هو الانزعاج أو الألم من انعكاس الضوء أو سقوطه مباشرة على العين، مثل سقوط إضاءة إنارات الشارع المتوهجة على العين مباشرة.

٢. وهج السماء:

وهج السماء هو عندما تكون سماء الليل مضيئة بفعل الإضاءات الخارجية، ويحدث هذا النوع عندما ينتشر الضوء عبر الغلاف الجوي فينعكس مرة أخرى على الأرض، ويزيد بزيادة السحب والغيوم، ويؤثر هذا النوع من التلوث الضوئي في السماء ويجعلها مائلة للون الأصفر، ويمنع هذا الشي من رؤية العديد من النجوم والأجرام السماوية.

٣. تعدِّي الضوء:

يكون تعدِّي الضوء بوجود الضوء أو دخوله في أماكن غير مرغوب فيها، مثل دخول ضوء المنازل المجاورة لغرف في المنزل لا ترغب في دخول الضوء إليها، كغرفة النوم.

أضرار التلوث الضوئي:

للتلوث الضوئي أضرار على صحتنا وبيئتنا وحتى على دراستنا وحياتنا اليومية، وهي كالآتي:

١. التأثير في دراسة الفضاء وسماء الليل:

نظراً لتوهُّج السماء الناتج عن التلوث الضوئي؛ فتكون دراسة الفضاء ومشاهدة سماء الليل شبه مستحيلة؛ وذلك لأنَّ معظم الأجسام الفضائية، والسدم، والمجرات، تكون خافتة جداً فنحتاج إلى قطع مسافة ساعتين تقريباً لمشاهدتها؛ وهذا يُسبِّب مشقَّة على هواة الفلك والعلماء، مما يصعب علينا دراسة كوننا.

٢. التأثير في الحياة البرية:

معظم الحيوانات تعتمد على النهار والليل لتنظيم أمور حياتها، فإدخال الضوء الاصطناعي إلى حياتهم يسبب لهم أضراراً عديدة، على سبيل المثال السلاحف حديثي الولادة غالباً ما تخرج من البحر في الليل وتستلقي على الشاطئ تحت ضوء القمر، لكنَّ إضافة الإضاءات الاصطناعية في الليل تسبب تشتيتها؛ ونتيجةً لذلك تستمر في الحركة بعيداً عن الشاطئ مما قد يسبب دهسها بواسطة السيارات في الشارع وغيرها من الأضرار، وليست السلاحف وحدها التي تتضرر نتيجة التلوث الضوئي، بل معظم الحيوانات تتأثر بها.

٣. التأثير في صحة الإنسان:

تنظِّم الساعة البيولوجية في جسم الإنسان أوقات النوم، فعند غروب الشمس مباشرة يطلق الجسم هرمون يسمى الميلاتونين، وهو المسؤول عن إحساسنا بالنعاس وتنظيم أوقات نومنا، والتعرض للإضاءة الاصطناعية يقلل من إنتاج هذا الهرمون، مما قد يسبب اضطرابات ومشكلات في النوم، ولقد أثبتت الأبحاث أيضاً أنَّ قلة هذا الهرمون في الجسم قد تسبب أورام وسرطانات متعلقة بالهرمونات مثل سرطان الثدي والبروستاتا.

٤. التأثير في النباتات:

إنَّ تعرُّض النباتات المستمر للأضواء الاصطناعية يوهمها بأنَّ النهار أطول، مما قد يسبب زيادة في توسع الأوراق، والتي بدورها تجعلها عرضة أكثر للتلوث، وقد يسبب هذا التعرُّض أيضاً عدم سكون النباتات في فصل الشتاء الذي يساعدها على تحمُّل قسوة البرد.

طرائق للحدِّ من التلوث الضوئي:

نستطيع نحن كذلك أن نبادر ونساعد في التخلص من التلوث الضوئي، فتوجد بعض الطرائق والخطوات للحدِّ منه، نستعرضها لكم فيما يأتي:

١. إطفاء الأنوار التي لا تحتاجها:

تفقَّد إضاءة منزلك الخارجية، وإن وجدتها مفتوحة أغلقها إن كان بقاؤها لا فائدة منه، وليس فقط إنارة المنزل الخارجية يجب إطفاؤها، أيضاً إضاءات المحلات التجارية الكثيرة يجب إغلاقها، وأي إنارة ترى أنَّ بقاءها ليس له فائدة أغلقها.

٢. تجنُّب الأضواء الزرقاء:

الضوء الأزرق ممكن أن يصدر من الأجهزة الإلكترونية مثل الهاتف الجوال والكمبيوتر المحمول، وتقليل استخدامه في الليل قد يساعد على التخفيف من التلوث الضوئي.

٣. استخدام أضواء LED أو CFL:

يساعد استخدام هذا النوع من الأضواء على تقليل الطاقة المستهلكة، ويخفف من التلوث الضوئي بشرط أن تكون الألوان المستخدمة في الإضاءة خافتة.

في الختام:

التلوث الضوئي مشكلة كبيرة، يجب علينا أن نتعاون من الآن وأن نبادر في التخفيف والتقليل منه؛ وذلك لأجل صحتنا، وحياتنا، وبيئتنا.

بقلم: هبه خالد