منوعات

3 تذكيرات يومية هامة تكشف لك جمال الحياة الذي تغفل عنه

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب مارك كرنوف (Mark Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن 3 تذكيرات يومية هامة.

جلسنا هناك بجانب بعضنا بعضاً لمدة أربع ساعات تقريباً بينما كانت ترسم وأنا أكتب، وبينما كنت أكتب، شعرت ببعض الخجل في بعض الأوقات؛ لأنَّني شعرت بها وهي تراقبني وترسم؛ لكنَّني لم أكن قلق للغاية لأنَّني لم أخطط لبدء محادثة معها.

بعد كل شيء، بدت راضية تماماً عن الرسم في صمت، وتبتسم لرسوماتها وجميع الأشخاص الآخرين الذين أحاطوا بنا، ومع ذلك، فقد نظرت مرات عديدة فقط لأرى ابتسامتها؛ لأنَّ ابتسامتها عبَّرت عن نوع من العاطفة نادراً ما أراه.

مع اقتراب وقت الظهيرة، دخل زبون جديد إلى المقهى وترك الباب مفتوحاً، مما تسبب في هبوب الرياح وسقوط رسمة من طاولة المرأة المسنة على الأرض أمامي مباشرة، كان الرسم مفصلاً ومدهشاً، لقد رسمت بشكل مثالي رجلاً يشبهني كثيراً، وهو يكتب على جهاز كمبيوتر محمول.

نظرتُ إلى المرأة المسنة وابتسمت وسألتها: “من هذا الرجل حسن المظهر؟” ضحكت وأجابت: “لا أعرف، إنَّه مجرد شخصية خيالية”، ثم أرتني بعض الرسومات الأخرى التي كانت ترسمها، كانت إحداهن لنادل خلف المنضدة والأُخريات لزبائن مختلفين في المقهى.

صرخت بإعجاب “يا للروعة!”، وأخبرتها أنَّ رسوماتها جميلة حقاً تماماً مثل ابتسامتها، لأنَّها تكشف عن وجود شغف لرؤية الجمال؛ وهو جمال لا يلاحظه معظمنا، ضحكت وقالت: “أخبرتني أمي الراحلة ذات مرة أنَّ الجمال يحدث عندما يتوقف الزمن، وإذا كانت محقة، فربما تكون رسوماتي جميلة؛ لأنَّه بالنسبة إلي، يتوقف الوقت عندما أحاول ربط تصوراتي باللحظات التي تحصل من حولي”.

الآن إليك 3 تذكيرات هامة تكشف لك جمال الحياة الذي تغفل عنه:

1. عيش اللحظة الراهنة لرؤية ما كان يفوتك:

لماذا أخبرتك للتو بهذه القصة؟ لأنَّنا جميعاً بحاجة إلى تذكير في بعض الأحيان، نحن نحتاج إلى تذكيرنا بجمال الاهتمام عاطفيَّاً باللحظة الحالية؛ في الناس والحوارات والإجراءات الصغيرة التي لا تُقدَّر بثمن، ونحتاج إلى تذكيرنا بما يشبه إعادة الحياة إلى “شخصيات القصص الخيالية”؛ لأنَّنا في كثير من الأحيان، ننسى جمال الحياة في خضم العجلة والصخب، وننسى أن نقدر النعم الموجودة أمامنا مباشرة.

لذلك كتبت قصة عن صباحي؛ مجرد صباح روتيني في المقهى المفضل لدي، أضفى جمالاً غير متوقع على حياتي لمجرد أنَّني كنت أعيش اللحظة بتفاصيلها، لاحظت أنَّ المرأة المسنة اللطيفة ترسمني، ورحبت بحضورها، ولم أحاول تغيير الوضع، ولم أكن في عجلة من أمري للذهاب إلى مكان أفضل، وهي لم تكن كذلك، كنا نعيش اللحظة مع بعضنا بعضاً، ونتيجة لذلك، أنشأنا معاً قصة لا تُنسى حقاً.

شاهد: 6 نصائح لتعيش حياة مفعمة بالسعادة

 

2. التعلم من كلِّ لحظة تعيشها:

مكان وجودك وما تفعله في أيِّ لحظة أمر ضروري للغاية؛ لأنَّها اللحظة الوحيدة المضمونة لك، فأنت لست في طريقك إلى مكان آخر وأنت لست ذاهب إلى وقت أو مكان أكثر أهمية.

الحاضر ليس مجرد منعطف في حياتك؛ إنَّه الوجهة النهائية، وهذه اللحظة هي حيث تكمن فرصتك الكبرى؛ هذه اللحظة هي حياتك، قد يبدو الأمر بديهياً؛ لكنَّنا ننسى مرة أخرى، فكلُّنا ننسى في كثير من الأحيان أكثر ممَّا نود أن نعترف به طوال اليوم، كلَّ يوم، يشعر معظمنا أنَّ الحاضر ليس كافياً، كأنَّه لا يستحق حضورنا الكامل، وبسبب هذا نفقد كثيراً من جمال الحياة.

لكن ماذا لو فعلنا خلاف ذلك؟ ماذا لو قبلنا هذه اللحظة وكلُّ شيء وكلُّ من بداخلها (بما في ذلك أنفسنا) بما يكفي بالضبط؟ ماذا لو استبدلنا الشر بالخير، والإحباط بالدروس، والأمور المزعجة بالمثيرة للاهتمام، والقلق بالفرصة بوصفه جزءاً من صفقة شاملة تقدمها لنا هذه اللحظة وحدها؟ ماذا لو توقفنا الآن، ورأينا كل شيء بوضوح تام؟ استمر في التفكير في الأمر، هل سنعيش حياة أكثر وضوحاً ولا تُنسى؟ هل سيكون لدينا المزيد من القصص الجميلة لنعتز بها ونشاركها؟

أعتقد هذا ما سيحدث؛ ومن ثَمَّ أعتقد أنَّ الآن هو أفضل وقت للانتباه، الآن هو أفضل وقت للنظر باهتمام إلى صحتنا ومنازلنا وعائلاتنا وأصدقائنا وعملنا وفرصنا اللحظية، الآن هو أفضل وقت لملاحظة القصص الخيالية الصغيرة في حياتنا؛ لمعرفة ما كنا نفتقده طوال الوقت.

3. الوعي اليقظ:

القول أسهل بكثير من الفعل، بالطبع، لكن القيام بذلك يستحق الجهد؛ فالوعي اليقظ بوصفه ممارسة يومية هو التحدي الأكبر، إنَّه طريقة للعيش والوجود والرؤية والاستفادة من القوة الكاملة لإنسانيتك.

لممارسة الوعي اليقظ، ذكِّر نفسك:

  1. بما يحدث في الوقت الحاضر دون أن تتمنى لو كان مختلفاً.
  2. بالاستمتاع بكلِّ تجربة ممتعة دون التمسك بها عندما تتغير، وهو ما سيحدث.
  3. بكلِّ تجربة غير سارة دون خوف من أنَّها ستكون دائماً على هذا النحو، وهو ما لن يحدث.

اجعل هذا النوع من الوعي عادة في روتينك اليومي، وستتغير بلا شك الطريقة التي ترى وتختبر بها الحياة من الآن فصاعداً.

في الختام:

عش اللحظة الراهنة، وقدِّر كلَّ تفاصيلها، وركِّز انتباهك عليها كما لو كانت هي الأولى والأخيرة، وحينها ستكتشف الجمال الذي لم تكن تلحظه في حياتك بسبب انشغالك في المشتتات، والتفكير في الماضي أو المستقبل.