منوعات

الزوجة الخائنة – مكساوي –

الزوجة الخائنة

الخائن إنما يخون ربَّه ومبادئه وأخلاقه، ويُؤذي نفسَه قبل أن يُؤذي شريك حياته، والحديث عن الخيانة لا يهدف إلى تبريرها، فالخيانةُ لا مُبرِّر لها؛ ولكن معرفة أسبابها ومخاطرها ثم التحذير منها يساعد الفرد والمجتمع على تخطِّي مثل هذه المشكلات.

 

وفي ظل ثورة الاتصالات التي سهَّلت العلاقات السريعة والعابرة، وأتاحت فرص التخفِّي والتستُّر، أصبحت الاعتبارات الاجتماعية غير مؤثرة في الحدِّ من الخيانات الزوجية؛ بل أصبحت هذه الاتصالات تُبعِد الناس عن الأخلاق الحسنة والرقابة الداخلية والخوف من الله، والاستثمار في السعادة الزوجية والإشباع بالحلال.

 

تقول سلمى: “تزوَّجت رجلًا أكبر مني بعشرين سنةً، تزوجتُه على أمل أنه سيُغدِق عليَّ المال والعطف والحنان؛ لأني أصغر منه؛ لكن كل هذا الحلم تبخَّر مباشرة بعد الزواج؛ إذ اكتشفتُ أنه إنسان بلا مشاعر، لا يحب أو يحنُّ، كان يتركني ليالي طويلة دون الالتفات إلى احتياجاتي إليه كزوجة، ونكاية به صرتُ أتواصل مع بعض الرجال عبر الجوَّال، واستمر ذلك إلى أن وقعتُ بحبِّ شخص، ثم أصبحنا نلتقي بين الحين والآخر، وكلما مرَّ الوقتُ أشعر بالحزن، وأحتقر نفسي، وأعاهدها بعدم العودة لمثل هذا التصرُّف؛ لكن سرعان ما أنسى، وأعود لخيانتي بمجرد أن يتصل بي عشيقي.

 

هي خيانات وقعت من زوجات فهدَّت قلوبَ أزواجهن، ودمَّرت مشاعرهم، وقَضَّتْ مضاجعهم، فتسمع هنا وهناك صرخات وآهات تخرج من بعض رجال تعرضوا لخيانات من زوجاتهم، آلام وأفكار، توتُّر وقلق من مستقبل مجهول، ماذا يفعل؟ وكيف سيعالج هذه المشكلة؟

 

ولعلاج مثل هذه المشاكل أنصح الرجال بالتالي:

لا تنتقم، ولا تعالج المشكلة بقسوة، ولا تجعل مشاعر الغضب لديك سببًا في أن يصدر عنك سلوك أقوى؛ فتخسر نفسك وحياتك ومستقبلك، قد تشعر بأنك ترغب في عقاب الزوجة؛ ولكن لا تعاقبها عن طريق الانتقام، فالانتقامُ قد يشعرك بالرِّضا المؤقت؛ لكن سرعان ما يتلاشى هذا الرِّضا ويعود شعورك بالألم، وقد يدفعك الانتقام للقتل أو التكسير ممَّا يعرضك للوقوع في الإثم أولًا، ثم للمساءلات القانونية.

 

حافظ على الخصوصية، وابتعد عن إخبار الأهل أو الأصدقاء، وحاول أن تتحدَّث مع الزوجة بهدوء عن حقيقة الخيانة، وعن الأسباب التي أدَّتْ بها لأن تصل لسلوك الخيانة، وما طبيعة الخيانة؟ وإلى أين وصلت؟

 

إن كنت غير قادر على حلِّ المشكلة أو أن تتمالك أعصابك، فيمكن أن تأخذ فترةً من الراحة، وتبتعد عن الزوجة خارج المنزل لتفكِّر في الأمر جيدًا، وتراجع أولويَّاتك وأولويات الزوجة وتقارنها بما لديكما من مبادئ وأهداف، هذه الخطوة تساعدك وبشكل كبير على تحديد طريقة تتناسب معك شخصيًّا ومع الزوجة.

 

إياك أن تشرك الأطفال بذنبٍ لم يرتكبوه، ومن الأفضل أن يكون أمر الخيانة محصورًا بينك وبين الزوجة فقط حتى تتخذ قرارك سواء بالبقاء مع الزوجة والعمل على إعادة الثقة أو الطلاق.

 

يمكنك مراجعة أحد مراكز الإرشاد الأسري لطلب المشورة من مستشارين متخصِّصين؛ ليساعدوك في علاج المشكلة.

 

راجع حساباتك مع نفسك، وفي تعاملك مع زوجتك، وفي طريقتك في بناء القيم والأخلاق في أسرتك، واسأل نفسك: كم من الأوقات قضيتَها في تعليمهم حبَّ الله ومراقبته وأحكامه؟ وهل كنتَ قدوةً صالحةً لهم؟ وهل كنت تُشبِع زوجتك من احتياجاتها العاطفية والجسدية؟ فقد تكون سببًا وأنت لا تعلم.

 

لا تتسرَّع باتخاذ قرار الطلاق، خاصة إذا أظهرت الزوجة الندم والاعتراف بالذنب والالتزام بالحدود والقواعد التي تفرضها أنت عليها، والتي قد تتضمَّن الصدق والوضوح والصراحة وجعل جميع التحرُّكات بينك وبينها واضحةً لا غموض فيها وعدم السماح لها بالكذب بأي شكل من الأشكال، مع قطع العلاقات مع من كان سببًا في الخيانة.

 

أما في حال كان القرار إنهاء العلاقة فيمكن أن تُنهي العلاقة بعد التعبير عمَّا لديك من مشاعر ألم وخيبة، مع الحفاظ على الخصوصية خاصة في حال وجود أطفال، والاتفاق على الإجراءات التي يمكن اتخاذها حتى لا يتأذَّى المزيد من الأشخاص.

 

أسأل الله أن يُصلِح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصُل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم مَن يعبد الله على الحقِّ، وأن يجعل أولادهم لَبِنات خير على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.