منوعات

خطوات بسيطة للوقاية من سرطان الثدي

لمحة عن القصة:

  1. يجني مجال صناعة السرطان الهادفة للربح ثروةً من خلال الإفراط في تشخيص حالات سرطان الثدي، ومن ثمَّ معالجتها بعلاجات سامَّة تزيد من خطر إصابة الشخص بسرطان حقيقي.
  2. لا تُعَدُّ السرطانة القنوية اللابدة الموضعية والتي تُدعى حالياً بسرطان الثدي في مرحلة الصفر ورماً، فهي غير غازية لِما حولها من أنسجة ولا تُعَدُّ سرطاناً، وتشير الدراسات إلى أنَّ قُرابة 5% من حالاتها ستتحوَّل بعد عقدٍ أو أكثر من الزمن إلى سرطان.
  3. ينتهي الأمر بـ 20%-40% من النساء اللواتي عُولِجن بنجاح من سرطان الثدي في مراحله المبكِّرة في “الولايات المتحدة” (United States) اليوم بإصابتهنَّ بسرطان الثدي النقيلي – أي تنتقل خلاياه السرطانية إلى أعضاء أخرى في الجسم – المتكرِّر مرة أخرى.
  4. تشمل استراتيجيات وخُطط الوقاية الفعَّالة من سرطان الثدي المشروحة بالتفصيل في كتاب الدكتورة “سوزان واديا إلس” (Susan Wadia-Ells) “تحطيم سرطان الثدي: خمس خطوات بسيطة لإبعاد سرطان الثدي عن الجسم” (Busting Breast Cancer: Five Simple Steps to Keep Breast Cancer Out of Your Body) تحسين وزن الجسم، وتجنُّب أدوية البروجيستين – وهو مُركَّب كيميائي يتوفر في شكل حقن وحبوب منع الحمل، ويُعطَى لكبت هرمون البروجسترون الذي يفرزه جسم المرأة – والحفاظ على مستويات عالية من الفيتامين “د3” (D3) في الجسم عن طريق حمية غذائية غنية به، وتناول المكمِّلات الغذائية المناسبة.
  5. تُسهم الأغذية المُصنَّعة أو المُعالَجة في الإصابة بسرطان الثدي، وينبغي تجنُّبها والابتعاد عنها، وخاصةً الأغذية الحاوية على كميات كبيرة من الزيوت النباتية المُهدرَجة والمُكرَّرة بسبب امتلائها بأحد الأحماض الدهنية أوميجا-6، والذي يُدعى حمض اللينولييك الضار، ويُعرَف بأنَّه يعطِّل ويخرِّب آلية الاستقلاب في الجسم.

يقتصر موضوع كتاب “تحطيم سرطان الثدي: خمس خطوات بسيطة لإبعاد سرطان الثدي عن الجسم” على الوقاية من سرطان الثدي؛ إذ تناقش فيه الدكتورة “سوزان” سرطان الثدي بوصفه وباءً غير ضروري في “الولايات المتحدة” (U.S)، ففي هذا العام وحده يُتوقَّع إصابة 300,000 امرأة في “الولايات المتحدة” (U.S) بسرطان الثدي الغازي، ومن المُتوقَّع أيضاً تشخيص إصابة 50,000 امرأة أخرى بسرطان الثدي غير الغازي، والذي من المُحتمَل ألَّا يكون سرطاناً.

لقد حصلت الدكتورة “واديا إلس” على شهادة الدراسات العُليا في اقتصاديات الطاقة والتنمية السياسية، ودكتوراه في دراسات النساء، مع التركيز على كتابة السيرة الذاتية للمرأة، وتقول في ذلك: “يعني هذا حقاً أنَّني مُراسِلة استقصائية تهتمُّ بالبحث والتحقيق، وقد توصَّلتُ إلى هذا بعقل بريءٍ يتمتَّع بالاستقلالية”.

لقد كانت تجربتها في فقدان معظم صديقاتها بسبب إصابتهنَّ بسرطان الثدي النقيلي المتكرِّر مصدرَ الإلهام لتأليف كتابها ذاك، وتعني بذلك إصابتهنَّ بالسرطان الذي عُولِجَ بنجاح في مرحلةٍ مبكِّرة، لتتكرَّر الإصابة به لاحقاً على شكل سرطان في المرحلة النهائية، أو مرض نقيلي انتشر لأعضاء عدة في الجسم.

تقول الدكتورة “سوزان”: “سينتهي الأمرُ بِـ 20%-40% من النساء اللواتي عُولِجنَ بنجاح في “الولايات المتحدة” (United States) اليومَ بإصابتهنَّ بسرطان الثدي النقيلي المتكرِّر، والذي يعني حكماً مبكِّراً بالإعدام لمُعظم النساء المُصابات به”.

تُضيف قائلةً: “لقد شعرت بغضبٍ شديد، فأنا أهوى البحث في موضوعات جديدة واستكشافها، ولطالما كنت صانعةً للتغيير طوال مسيرتي المهنية، وقد اتَّبعت بالضبط جميع الأُسُس الصحيحة وأنجزت كلَّ ما أردت القيام به، وأنا الآن أحقِّق في مسألة سرطان الثدي، ولن أدع الأمر يمر دون كشف الحقائق”.

علاج سرطان الثدي صناعةٌ هادفةٌ للربح:

يجني مجال صناعة السرطان الهادفة للربح ثروةً من خلال الإفراط في تشخيص حالات سرطان الثدي غير الحقيقية، ومن ثمَّ معالجة النساء المُصابات به بعلاجات التهابية ومُهيِّجة وسامَّة، والتي تزيد من خطر الإصابة بسرطان حقيقي؛ لذا يُعَدُّ المكوِّن الماليُّ في “الولايات المتحدة” (U.S.) محفِّزاً دافعاً لكثيرٍ ممَّا نراه في مجال صناعة سرطان الثدي حالياً، ومن ضمنه ما يُدعى شهر التوعية بسرطان الثدي، وهو الشهر الذي يُترجَم على أنَّه شهر إجراء تصوير الثدي الشعاعي لكل امرأة.

تقول الدكتورة “واديا إلس”: “كان سبب رغبتي في تأليف هذا الكتاب حقَّاً هو تعليم النساء كيفيةَ تجنُّب الإصابة بسرطان الثدي، فقد ينتهي الأمر ببعض النساء أحياناً إلى إصابتهنَّ بسرطان الثدي وتلقي العلاج له دون داعٍ بمُجرَّد إجراء تصوير ثدي شعاعي، ومن ثمَّ يُصبح ذلك مُكلِفاً وضاراً بصورةٍ لا تُصدَّق.

كما قلت ينتهي الأمرُ بِـ 20%-40% من النساء اللواتي تُشخَّص إصابتهنَّ بسرطان الثدي في المرحلة المبكِّرة ويتلقَّين العلاج اللازم له إلى تلقي العلاج مرةً أخرى لإصابتهنَّ بسرطان الثدي النقيلي المتكرِّر، وهذا يعني إنفاقهنَّ لمبالغ هائلةٍ من المال؛ إذ ليس من المُفترَض بتلك الأدوية المُطوَّرة والمُستخدَمة لعلاج النقائل السرطانية أن تؤدي إلى إيقاف المرض حتى، بل طُوِّرت لإطالة عُمر المصابات لعدَّة أشهر إضافية.

فالذي يجعل هذا الكتاب هامَّاً جداً كي تقرأه النساء ويفهمْنَ الخطوات الخمسةِ البسيطة في كسر وتحطيم سرطان الثدي، هو أنَّ مُعظم هذه الخطوات تُناقض وتتعارض مع كل ما تخبرنا به “جمعية السرطان الأمريكية” (American Cancer Society)، ومُنظَّمة “سوزان جي. كومين” (Susan G. Komen) الخاصَّة بسرطان الثدي، وممارسو الرعاية الأولية الذين نزورهم ونطلب مشورتَهم الطبية بانتظام في مُعظم الحالات.

إضافة إلى أنَّ النساء يواجهْنَ صعوبة أكبر في التشكيك بمصداقية السلطات والهيئات المرجعية أكثر من الرجال، وهكذا لأنَّ سرطان الثدي أصبح الآن وباءً يُحيط بنا، فيجب أن تتعلَّم النساء كيفية النظر إلى الحقائق، والشجاعةَ، والقدرةَ على التشكيك بمصداقية السلطات، كما ينبغي لهنَّ المُجازَفة بمخالفة هذه السلطات وعدم تصديق كل ما تقوله؛ إذ تشعر النساءُ بالرُّعب من مخالفة السلطات بدرجةٍ أكبر منذ الأعمار المبكِّرة.

فمن أجل حماية أنفسنا وتخفيض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 80% وما فوق، ستُضطَرُّ المرأةُ إلى الوقوف في وجه “جمعية السرطان الأمريكية”، وتبدأ بإجراء فحص سريري للثدي، وتعود لإجراء فحص الثدي الذاتي من جديد، وترفض إجراء تصوير الثدي الشعاعي، وتعود لكلِّ الأمور التي تتعارض مع ما تتعلَّمه النساء حالياً من قبل مجال صناعة السرطان”.

لقد كتبَت الدكتورة “واديا إلس” كثيراً من المقالات الموسَّعة والشاملة عن تصوير الثدي الشعاعي في الماضي لدرجة أنَّ “المجلسَ الطبيَّ لولاية إلينوي” (State of Illinois Medical Board) حاول سحبَ رخصتها الطبية وإزالتها، مع أنَّها لم تكن تبيع أو تتاجر بأي شيء يتعلَّق بسرطان الثدي، بل كانت تخبر الناس عن مخاطر تصوير الثدي الشعاعي، وتُجادل في دراسة منشورة في “مجلة ذا نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين” (The New England Journal of Medicine) طاعنةً بها.

لقد استأنفت الدكتورة “واديا إلس” ورفعت دعوى قضائية ضدَّ المجلس الطبي في المحكمة العُليا “لولاية إلينوي” (State of Illinois) وفازت بها على أساس التعديل الأول لحرية الكلام والتعبير، والذي يجري تدميره تدريجياً في الوقت الفعلي في عام 2021، ولكنَّ هذا يُظهِر المدى الذي ستذهب إليه صناعة السرطان لحماية الرواية والمفاهيم التقليدية التي تتَّبعها والتي تضرُّ النساء في النهاية أكثر ممَّا تساعدهنَّ.

السرطان مرضٌ متعلِّقٌ بنمط الحياة:

كما ذكرت الدكتورة “واديا إلس”، تكشف الدراسات الإحصائية وجود عددٍ من القضايا التي تتعلَّق بنمط الحياة والبيئة المحيطة، والتي ترفع من خطر إصابة النساء بسرطان الثدي، ومن ضمنها الأدوية المانعة للحمل، ونقص فيتامين “د3” (D3).

مع ذلك، لا تملك الصناعة الطبية حتى الآن أي إجابة بخصوص سبب حدوث سرطان الثدي، وإنَّما يقوم الأطباء بالتعامل معه ومعالجته بوصفه لغزاً ما لا أحد يعرف عنه شيئاً.

لقد اكتشفت الدكتورة “واديا إلس” في عام 2013 كتاب “النظرية الاستقلابية للسرطان” (The Metabolic Theory of Cancer)، للكاتب “توماس سيفريد” (Thomas Seyfried)، وسلَّطت عليه الضوء في عديد من مقالاتها، وقد سمحت لها نظريَّة “سيفريد” للكشف عن أصل ومنشأ الخلية السرطانية الأولى التي تظهر في الجسم بربط النتائج المُستخلصة من عشرات الدراسات الإحصائية عن مخاطر الأدوية المانعة للحمل، وأدوية البروجستين المُستخدَمة خلال سن اليأس، وتصوير الثدي الشعاعي، والخُزعة – وهي اختبارٌ طبي يجريه جراح أو طبيب أشعة تدخُّلي، ويتمثَّل بأخذ عيِّنة من الخلايا أو الأنسجة ليتم فحصها – والسموم البيئية، وغيرها كثير.

تمكَّنَت أخيراً – وللمرة الأولى – من وضع وتطوير مجموعة واضحة من استراتيجيات وخُطط الوقاية الفعَّالة من سرطان الثدي والمبنيَّة على أُسُس البيولوجيا الحيوية للنساء، قائلةً: “ينبغي أن تفهم النساءُ أنَّه يمكن الوقاية من سرطان الثدي في 80% إن لم يكن أكثر من الحالات”.

تشمل متغيِّرات نمط الحياة المذكورة والمُراجَعة في كتاب الدكتورة “واديا إلس” خطر أدوية البروجستين الكيميائية، والمستويات السامَّة وغير المتوازنة من هرمون الإستروجين في الدم، والتي تنجم عن الدهون الزائدة في الجسم، وارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول في الدم نتيجة التعرُّض للضغط النفسي المُزمِن وطويل الأمد، والتي تُعَدُّ جميعها اعتداءاتٍ كبيرة وهامَّة تُسهِمُ في اختناق المتقدِّرات – وهي عُضيَّات خلوية مزدوجة الغشاء تتواجد لدى مُعظم الكائنات حقيقية النوى، وتكون مسؤولة عن توليد مُعظم احتياجات الخلية من الطاقة الكيميائية – الموجودة في خلايا الثدي الطبيعية؛ إذ يُعدُّ هذا الاختناق الخطوة الأولى لإنشاء وخلقِ الخلية السرطانية الأولى في الجسم.

ففي حين تُعَدُّ الأغذية المُصنَّعة أو المُعالَجة أسباباً تُسهم في الإصابة بسرطان الثدي وينبغي تجنُّبها والابتعاد عنها، وخاصةً الأغذية الحاوية على كميات كبيرة من الزيوت النباتية المُهدرَجة والمُكرَّرة بسبب امتلائها بأحد الأحماض الدهنية أوميجا-6 والذي يُدعى حمض اللينوليك؛ إذ يُعَدُّ تقليله إلى ما دون مستويات 1850 أو بمقدار 1%-2% من إجمالي السعرات الحرارية المُتناوَلة يومياً – وهو ما يُعَدُّ أقل بنسبة 90%-95% ممَّا يستهلكه الشخص العادي – أمراً بالغ الأهمية والفائدة؛ إذ تظنُّ الدكتورة “واديا إلس” أنَّ حمض اللينوليك ربَّما يكون السمَّ الاستقلابيَّ الأكبر ضرراً في نظامنا الغذائي.

شاهد بالفديو: 10 أسباب تقف وراء الإصابة سرطان الثدي

 

فقدان الوزن والتخلُّص من الدهون الزائدة في الجسم أول خطوة للوقاية من سرطان الثدي:

يتصدَّر التخلُّص من الدهون الزائدة في الجسم وفقدان الوزن قائمةَ الاستراتيجيات الوقائية التي وضعتها الدكتورة “واديا إلس”، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع نمط حياة منخفض السكريات أو حمية كيتونية؛ إذ يساعد هذا النمط من الأكل اليومي على تقليل الإنتاج المُفرِط أو غير المتوازن لهرمون الإستروجين من قبل الخلايا الدهنية، وهذا يقلِّل من الضرر والأذى الذي يُصيب المتقدِّرات الخلوية على الأمد الطويل، فقد لا يعرف كثيرون أنَّ الدهون الزائدة في الجسم تُنتِج إنزيماً يُدعَى الأروماتاز، وهو الإنزيم اللازم لعملية إنتاج هرمون الإستروجين الطبيعي في الجسم.

فينبغي لكلٍّ منَّا أن يحذر بشأن أنواع الدهون التي يتناولها؛ إذ لن يُساعد اتباع حمية غذائية منخفضة السكريات وعالية الدهون على خفض الوزن إلَّا في حال الحدِّ من تناول الحمض الدهني السام أوميغا-6 إلى أقل من 5% من إجمالي السعرات الحرارية المُتناوَلة.

تُردِف الدكتورة “واديا إلس” قائلةً: “يعود بنا ذلك إلى نظرية “سيفريد” الاستقلابية للسرطان؛ إذ بِتْنا نفهمُ الآن أنَّ ما يسبِّب ظهور أول خلية سرطانية في الجسم – ولتكن خلية في سياق سرطان الثدي أو سرطان الدماغ – هو الاعتداءات والأضرار التي تلحَق بالمتقدِّرات، والتي تُمثِّل بطاريات الطاقة داخل خلايا الجسم؛ إذ تؤدي تلك الاعتداءات إلى اختناقها من الأساس، وبوجود كل تلك الأمور الخانقة للمتقدِّرات، فإنَّ امتلاكَ مستويات غير متوازنة من الإستروجين نسبةً للبروجسترون، أو وجود مادة كيميائية كالبروجستين، يهيِّئ ظروفاً سامَّةً جداً تؤدي إلى اختناق وأذية المتقدِّرات الخلوية.

ففي الفصل الرابع من كتابي، أتحدثُ عن أهمية عدم تناول الأدوية المانعة للحمل أو دواء “بريمبو” (Prempro) – وهو مزيجٌ من نوعين من الهرمونات الأنثوية التي تخفِّف من الأعراض المُزعِجة لسن اليأس، وهما الإستروجين الصَّرْف والميدروكسي بروجسترون أسيتات – أو حتى عدم إدخال اللولب الرحمي الذي يُضاف إليه البروجستين، فقد تبيَّن الآن أنَّ البروجستين لا يؤدي إلى تسريع انتشار سرطان الثدي فحسب، وإنَّما لديه القدرة والإمكانية على البدء بسرطان الثدي وتهيئة الظروف المناسبة لذلك”.

إذاً ستزيد المستويات الفائضة أو غير المتوازنة للإستروجين من خطورة إصابة المرأة بسرطان الثدي؛ لذا تجد معظم النساء اللواتي تُشخَّص إصابتهنَّ بسرطان الثدي أنَّ أجسادهنَّ لا تستقلب أو تتخلَّص من الإستروجين المُعالَج أو الخارجي الذي يستخدمْنَه لأسباب مختلفة بفاعلية وكفاءة، وهذا يؤدي إلى اختلال توازن مستوياته في الدم؛ لذا تنصح الدكتورة “واديا إلس” بإجراء اختبار توازن هرموني للتأكُّد من التوازن الصحيح والمُلائم لمستويات هرمونَي الإستروجين والبروجسترون في الجسم.

في حال كشف اختلال توازن هرموني، تنصح بإجراء اختبار استقلابي لهرمون الإستروجين؛ لمعرفة ما إذا كان الجسمُ يتخلَّص بفاعلية وكفاءة من الكميات الفائضة للإستروجين أو من الإستروجين المُعالَج الذي يُستخدَم خلال وقت إجراء الاختبار.

فإن كانت قدرة الجسم على إزالة الإستروجين المُعالَج والتخلُّص منه خاملةً وبطيئة، يمكن اللجوء إلى المكمِّلات الغذائية وغيرها من الاستراتيجيات والخطط التي يمكنها تعزيز ودعم قدرة الجسم على إزالة الإستروجين المُستخدَم من مصدر خارجي والتخلُّص منه بفاعلية، كي لا ينتهي بنا الحال مع مستويات مُفرِطة وسامَّة منه نتيجة استخدامه.

ينبغي أن نقيس مستويات الأنواع الثلاثة جميعاً لهرمون الإستروجين الطبيعي والتي يمكن للجسم إنتاجها وتصنيعها، وهي الإسترون، والإستراديول، والإستريول، وتُعَدُّ النسب بين مستويات تلك الأنواع الثلاثة هامَّةً أيضاً.

مخاطر البروجستين:

يُعَدُّ البروجستيرون هرموناً مُفيداً وهامَّاً يُنتَج بصورة طبيعية في الجسم، إلَّا أنَّ البروجستين مادةٌ كيميائية تقدِّم قليلاً من سمات وميِّزات البروجستيرون الطبيعي، وفي إمكانها بدءُ عملية تشكُّل الخلية السرطانية الأولى في سرطان الثدي، وكذلك تسريع نموِّه وانتشاره، فالهرمونات الاصطناعية هي أكثر خطورةً وضرراً من تلك التي يصنعُها الجسم بصورة طبيعية.

هذا صحيح وفق ما توضِّحه الدكتورة “واديا إلس” قائلةً: “ثمَّة دراسة هامَّة جداً في عام 2010، ولكنَّها دُفِنَت وتعرَّضَت للإخفاء، وكان “جوزيف بينينجر” (Josef Penninger) الباحثَ الرئيس فيها، وقد أصبح أحد أعضاء فريق تلك الدراسة الدولية والمُكوَّن من 12 شخصاً، المديرَ التنفيذيَّ ورئيسَ “معهد دانا-فاربر للسرطان” (Dana-Farber Cancer Institute).

فقد أمضى الباحثون 10 سنواتٍ في العمل مع الفئران في بيئات ما قبل سريرية، محاولين فهم ومعرفة سبب ارتفاع خطر إصابة النساء اللواتي يتناولنَ الأدوية الحاوية على البروجستين – سواء أكانَت أدوية مانعة للحمل، أم أدوية لتخفيف أعراض سن اليأس – بسرطان الثدي بنسبة 26% إلى قُرابة ثمانية أضعاف.

نشروا أخيراً دراسةً في عام 2010 أوضحَت بصورة أساسية كيف يستخرج البروجستين أو ينشِّط أحد البروتينات التي تُدعَى “رانكل” (RANKL)؛ وذلك لأنَّ بروتين “رانكل” – مع أنَّ الباحثين في هذه الدراسة لا يقولون هذه الكلمات – يمكنه أن يؤدي إلى اختناق المتقدِّرات داخل خلايا الثدي عند المرأة بادئاً بتشكيل تلك الخلية السرطانية الأولى.

المُحزِنُ في الأمر أنَّه لا يوجد أحد من الباحثين في مجال الوقاية من سرطان الثدي قد أتى على ذِكْر هذه الدراسة، فهُم غيرُ مُدركين لها ولا يعلمون بها لسببٍ ما، ولكنَّها قد نُشِرَت في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2010 في “مجلَّة نيتشر” (Nature magazine) والتي نعلم جميعاً أنَّها مجلة علمية هامَّة ومشهورة جداً”.

تستمر المِهنُ الطبية والعلمية بالخلط على نحوٍ خاطئ بين مُصطلحَي (البروجستين) وَ(البروجستيرون)، مُتجاهِلين حقيقة أنَّ هاتين المادَّتين ليستا متماثلتين وتختلفان من الناحية الكيميائية؛ لذا ليس لدى الشخص عند قراءته للدراسات أي طريقة لمعرفة ما إذا كان الباحث يتحدث عن البروجستين، والذي يُقصد به المادة الكيميائية المسبِّبة لسرطان الثدي والمسرِّعة لنموِّه وانتشاره، أم يتحدَّث عن البروجستيرون الطبيعي والذي لا يسبِّب أيَّ مشكلات صحية أو أمراض حين تكون مستوياتُه متوازنةً مع مستويات هرمون الإستروجين الطبيعي، ويبدو أنَّ البروجستيرون الطبيعي يعمل بوصفه مادَّة مُضادَّة أو كابتة للأورام، فهو يُستخدَم حتَّى عند الرجال المُصابين بسرطان البروستات، ويلقى استخدامه نجاحاً كبيراً في تراجع السرطان لديهم.

أسلم طريقة لاستخدام الهرمونات:

يُعَدُّ نظام إعطاء الإستروجين والبروجستيرون مسألةً ثالثةً تؤدي دوراً أيضاً في كون هذه الهرمونات مفيدةً أو ضارةً للجسم، فأسوأ طريقة هي الاستخدام الفموي؛ إذ سيتحتَّم على الهرمون بهذه الطريقة أن يمرَّ عبر الجهاز الهضمي، ويدخل إلى الكبد قبل أن يصل إلى المجرى الدموي، وكذلك يُثير تطبيق هذه الهرمونات واستخدامها عبر الجلد مشكلةً، لأنَّ مقاومة الجسم لهذه الهرمونات تزداد مع مرور الوقت نتيجة تراكمها في خلاياه.

لذلك، فإنَّ الطريقة الأكثر مثالية لإعطائها هي عبر الأغشية المُخاطية، فيُدهَن الكريم الحاوي على تلك الهرمونات، أو تُوضَع التحاميل الهرمونية ضمن المهبل أو المستقيم، وهذا يجنِّب الهرمون التعرُّض للاستقلاب ضمن الكبد ويُدخله مباشرةً إلى الدم.

شاهد بالفديو: 15 عرض من أعراض السرطان قد تتجاهلها النساء!

 

أهمية الفيتامين “د3” (D3):

يُعَدُّ الفيتامين “د3” (D3) من العناصر الهامَّة والضرورية للوقاية من السرطان، وكما ذكرت الدكتورة “واديا إلس”، تُظهر الدراسات أنَّ مستوى فيتامين “د3” (D3) البالغ 40 نانوغرام/مل يقي من الإصابة بسرطان البروستات وسرطان الكبد.

أمَّا بالنسبة إلى الوقاية من سرطان الثدي، فنحنُ نحتاج إلى الفيتامين “د3” (D3) بمستوى لا يقل عن 60 نانوغرام/مل، أي ما يُعادل 100 نانومول/ليتر، وتقول الدكتورة “واديا إلس” في ذلك: “تُصبح تلك الجرعة من الفيتامين “د3″ (D3) والبالغة 60 نانوغرام/مل الجرعة المثالية حين تحاول المرأة حماية نفسها من الإصابة بسرطان الثدي”.

تشير دراسات عدة إلى أنَّ تحسين مستويات الفيتامين “د” (D) وحدها في الجسم يمكنها تخفيض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 80%، ويُعَدُّ التعرُّض المعقول والمناسب لأشعة الشمس أفضل طريقة لتحسين مستواه في الجسم، ولكنَّ معظم الناس يلزمهم عادةً تناول المكمِّلات الغذائية للوصول إلى مستوىً للفيتامين “د” (D) يتراوح بين 60 نانوغرام/مل و80 نانوغرام/مل – أي ما يُقدَّر بِ 100-150 نانومول/ليتر – على مدار السنة والحفاظ عليه، إلَّا أنَّ خطَّ العرض يميل ليكون عاملاً مقيِّداً يحول دون التحسين الأمثل لمستويات الفيتامين “د” (D)، لأنَّ مُعظم الناس في “الولايات المتحدة” (U.S.) غير قادرين على الحصول على كميات كبيرة وهامَّة من الفيتامين “د” (D) من الشمس بين شهري أيلول/سبتمبر وأيار/مايو وحتى في مُنتصَف الصيف؛ إذ ينبغي للإنسان أن يقضي وقته في الخارج دون ارتداء ملابسه كاملةً، بل عليه أن يرتدي ثوب السباحة فقط كي ينجح بالحصول على الكميات اللازمة من الفيتامين “د” (D) من الشمس.

بصرف النظر عن الطريقة التي يحصل بها كلٌّ منَّا على حاجته من الفيتامين “د3” (D3)، فإنَّ السرَّ الأهم للحفاظ عليه هو قياسُ مستوياته في الجسم مرةً أو مرَّتَين في السنة، فهذه هي الطريقة الوحيدة لضمان أنَّ ما نفعله من ممارسات صحية يزوِّدنا بالكميات اللازمة التي نحتاج إليها من الفيتامين “د” (D) في سبيل الحفاظ على صحتنا بالصورة المُثلى ووقاية أنفسنا من الأمراض، ففي حال عدم معرفتنا لمستويات الفيتامين “د3” (D3) في الدم، لن نتمكَّن بأي وسيلةٍ من معرفة ما إذا كان جهاز المناعة في أجسامنا قوياً بما يكفي لحمايتنا من تطوُّر أي خلايا سرطانية سريعة النمو في الثدي أم لا.

يجب ألَّا ننسى أنَّ الجسم سيخزِّن قُرابة نصف كمية الفيتامين “د3” (D3) المُتناوَلة ضمن الخلايا الدهنية في حال إصابة الشخص بالبدانة، وهذا يعني أنَّ الأشخاص المُصابين بالبدانة سيحتاجون إلى جرعات أعلى من الفيتامين “د” (D) مقارنةً بالأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.

تعلِّق الدكتورة “واديا إلس” على ذلك قائلةً: “عند أخذ 5000 وحدة دولية من الفيتامين “د3” (D3) يومياً، قد يكون الجسم قادراً على استخدام نصف هذه الجرعة فقط، في حين يُخزَّن النصف الآخر منها ضمن الخلايا الدهنية، ويجِدُ بعض أطباء الطب الوظيفي أنَّه عندما يبدأ الرجال أو النساء بخسارة الوزن، فإنَّ الخلايا الدهنية لديهم تُطلِق الفيتامين “د3” (D3) الذي كان مُخزَّناً داخلَها بمجرَّد خسارتهم 15% من وزنهم، ليرتفع بعدها مستوى الفيتامين “د3″ (D3) لديهم في الدم”.

معظم حالات سرطان الثدي ليست حقاً سرطاناً في الثدي:

يمكن لتصوير الثدي الشعاعي أن يورِّط النساء في عديد من المشكلات، فوفقاً للدكتورة “واديا إلس”: “يمكن لصورة واحدة تحصل عليها المرأة بتصوير الثدي الشعاعي أن تأخذها إلى طريقٍ سيِّئ لا تُحمَد عُقباه”، فقبل كل شيء، عندما يُضغط خلال تصوير الثدي الشعاعي على نسيج الثدي فهذا يمكنه بحدِّ ذاته أن يسبِّب تلفاً للأنسجة، وفي حال الإصابة بورم فعلاً، فمن المُحتمل أن يتفكَّك هذا الورم ويتمزَّق مُنتشراً ضمن نسيج الثدي بأكمله ومنه إلى الأعضاء المجاورة متحوِّلاً إلى سرطان الثدي النقيلي.

لا تُعدُّ السرطانة القنوية اللَّابدة الموضعية ورماً، فهي غيرُ غازيةٍ لِما حولها من أنسجة، ولا تُعَدُّ سرطاناً، وتشير الدراسات إلى أنَّ قُرابة 5% من حالاتها ستتحوَّل في النهاية بعد عقدٍ أو أكثر من الزمن إلى سرطان.

تُردِف “واديا إلس” قائلةً: “ربَّما يكون الأمر الذي يهمُّني ويُقلقني بصورة رئيسة فيما يخصُّ تصوير الثدي الشعاعي هو أنَّه الطريقة الوحيدة التي يمكن بها لصناعة السرطان أن تشخِّص فيما إذا كان لدى المرأة خلايا لانمطية أم مجرَّد ورم صغير وبطيء التطور والذي قد لا ينمو أبداً”.

أصبح مصطلح (الخلايا اللانمطية) يُعرَف فيما بعد باسم السرطانة القنوية اللَّابدة الموضعية، والذي يُعَدُّ مصطلحاً أشد إخافة بكثير من مصطلح الخلايا اللانمطية؛ إذ إنَّ بَثَّ الخوف في قلوب الناس هو ما يُقنعهم باستخدام المُنتجات التي قد تكون غير ضرورية أحياناً، وينطبق هذا على مجال صناعة السرطان أيضاً.

تُكمِل الدكتورة “واديا إلس” قائلةً: “لقد قابلتُ عديداً من النساء اللواتي يُخبرنني بإصابتهنَّ بسرطان الثدي واكتشافه مبكِّراً من قبل الأطباء وتماثلهنَّ بعدها إلى الشفاء، وكنتُ أسألهنَّ عندها عن المرحلة التي كُشِف بها السرطان لديهنَّ، وأجد أنَّهنَّ لا يعرفنَ ذلك أحياناً، أو ربَّما يعلمنَ بأنَّه كان في مرحلة الصفر.

أوَّل ما يخطر في بالي حينها هو إخبارهنَّ بأنَّهنَّ لم يُصبنَ أبداً بسرطان الثدي، ولكنَّ المشكلة هي أنَّهنَّ قد عُولِجنَ كما لو أنَّهنَّ مُصاباتٍ حقاً بسرطان الثدي، لذلك أُخذ منهن خزعةً، وغالباً من خلال الخزعة بالإبرة ينتج عن ذلك التهاباً في نسيج الثدي ويمكنه أن يسبِّب السرطان عندها، وفي بعض الأحيان قد خضعت النساء لعمليات جراحية، فقد قابلتُ نساءً خضعْنَ لعملية استئصال الثدي ثنائي الجانب بسبب تشخيص إصابتهنَّ بالسرطانة القنوية اللَّابدة الموضعية.

فيا لها من مهزلة؛ إذ يُعطى الناس جميع هذه الأسباب للخوف من سرطان الثدي، ويتحوَّل كتابي إلى قطعةٍ فريدةٍ من السلع في المتاجر، لأنَّه يدعو إلى عدم الخوف من سرطان الثدي بعد الآن لوجود طرائق لإيقافه قبل أن يبدأ حتى، أمَّا بالنسبة إلى سرطان الثدي النقيلي المتكرِّر، فتوجد طرائق غير سامَّة يمكنها أن تؤدي إلى القضاء على الخلايا النقيليَّة واختفائها من أعضاء الجسم حرفياً.

لقد عرضتُ في كتابي دراسةَ حالةٍ حدثت في “تركيا” (Turkey) عن استخدام الأطباء لعلاجات استقلابية غير سامَّة حصراً للقضاء على جميع الخلايا النقيليَّة عند امرأةٍ تبلغ من العمر 30 عاماً، والتي بقيت سليمةً وخاليةً من السرطان طالما كانت تملك الإرادة للمشاركة في تلك الدراسة، والالتزام بحميتها الغذائية منخفضة السكريات، وتلقِّي علاجاتها غير السامة كلَّ بضعة أشهر”.

مساوئ إجراء الخزعات:

وَفقاً للدكتورة “واديا-إلس”: “يصف الدكتور “سيفريد” بوضوح في كتابه المُسمَّى “السرطان بوصفه مرضاً استقلابياً” (Cancer as a Metabolic Disease) العمليةَ الحيويةَ التي تفسِّر الضرر الناجم عن إجراء الخزعة، فعندما يتمُّ إطلاق أو إفلات خلية سرطانية من الخزعة في ظلِّ الالتهاب الحاصل ضمن نسيج الثدي، تدخل خلايا الجهاز المناعي بما فيها الخلايا البلعمية الكبيرة إلى نسيج الثدي محاولةً شفاء هذا الجرح الجديد الذي أحدثه الجرَّاح للتو في ثدي المرأة.

ومن ثمَّ يمكن لتلك الخلايا البلعمية الكبيرة أن تتحوَّل إلى خلايا هجينة باندماجها مع الخلية السرطانية التائهة التي فلتت من الخزعة في أثناء إجرائها، ثمَّ تُقلِع متجوِّلةً ضمن جسد المرأة، وعند أغلبية النساء اللواتي ينتهي بهنَّ الأمر بالإصابة بسرطان الثدي النقيلي، تذهب تلك الخلية الهجينة إمَّا إلى العظام، أو الدماغ، أو الكبد، أو ربَّما إلى عضو آخر من الجسم.

من الواضح أنَّ ما سبق لا يحدث بطريقة عشوائية، بل ثمَّة عملية استقلابية لها دور كبير يرتبط بذلك، وما أحاول فعله – وأتحدَّث عن ذلك في الفصل 10 من كتابي – هو جعل المجالس المتخصصة بالسرطان في الولاية تنشر البيانات السنوية التي لديها عن سرطان الثدي النقيلي المتكرِّر؛ إذ يتعيَّن على هذه المجالس جمع تلك البيانات في غضون ستة أشهر من تشخيص حالة إصابة بسرطان الثدي النقيلي المتكرِّر من قبل الأطباء المُرخَّصين وعيادات السرطان المُرخَّصة، لكن لا يُسمح لها بإصدار تلك البيانات ونشرها على حدِّ علمي.

أنا أشعر أنَّ وباء سرطان الثدي النقيلي المتكرِّر ينمو ويتصاعد بصورة كبيرة، ويمكن رؤية ذلك بالنظر إلى البيانات المأخوذة من الدراسات السريرية ومن الزيادة الهائلة للدخل الآتي من أدوية سرطان الثدي النقيلي؛ إذ يأتي أكثر من 50% من إجمالي الدخل في مجال صناعة سرطان الثدي في يومنا هذا من الدخل الناجم عن أدوية سرطان الثدي النقيلي”.

تأثير بعض الأدوية في خطر الإصابة بسرطان الثدي:

تبيِّن الدكتورة “واديا-إلس” أيضاً في كتابها مخاطر بعض الأدوية الشائعة، فقد تبيَّن أنَّ النساء اللواتي تناولن دواء الستاتين مثلاً لِما يزيد عن 10 سنوات، تضاعف خطر إصابتهنَّ بسرطان الثدي، وهو دواء يستخدمه واحدٌ من كل أربعة بالغين أمريكيين فوق سن 40 عاماً؛ لذا فهي قضية هامَّة.

توجد مجموعةٌ أخرى من الأدوية الشائعة والخطرة، وهي الأدوية المانعة للحمل القائمة أو الحاوية على البروجستين، وكذلك اللوالب الرحمية التي يُضاف إليها البروجستين؛ إذ يُعَدُّ اللولب النحاسيُّ الخالي من الهرمونات بديلاً أكثر أماناً منها، إلَّا أنَّ قوانين وضوابط إدارة الغذاء والدواء قد أنشأَت اليوم نوعاً من اللوالب الرحمية المُفرَدة الخالية من الهرمونات بسعر احتكاري واحد، والتي تُعَدُّ باهظة الثمن جداً بالنسبة إلى النساء اللواتي لا يملكنَ تأميناً صحياً.

ففي حين أنَّ التكلفة الفعلية لهذا الجهاز الصغير والبسيط تبلغ نحو 0.5 دولاراً في “الولايات المتحدة” (U.S.)، يتحتَّم على النساء تأمينهنَّ الصحي دفع أكثر من 800 دولار لشراء هذا اللولب وتركيبه من قبل الطبيب داخل الرحم.

توضِّح “واديا-إلس” ذلك قائلةً: “هُنا يأتي دور دراساتي العُليا في الاقتصاد السياسي والتي خدمتني وأفادتني جيداً، وقد ظللتُ أحاول التدقيق في الأمر والعودة بالزمن محاولةً اكتشاف كيفية بداية المشكلة، ففي السبعينيات كان لدينا مجموعة متنوعة من أنواع وأحجام اللوالب الرحمية الخالية من الهرمونات، ولم يكن يوجد ما يُسمَّى اللوالب الرحمية القائمة على البروجستين وقتها.

فجأةً بحلول عام 1999 كان هناك نوع واحد فقط من اللوالب الرحمية في السوق في “الولايات المتحدة” (U.S.)، وهو اللولب النحاسي الذي يُطلق عليه اليوم اسم “بارا غراد” (Paragard)؛ وفجأةً بين ليلةٍ وضحاها قرَّرت إدارة الغذاء والدواء إعادة تصنيف هذا اللولب النحاسي والذي يبلغ سعره 0.5 دولار من جهاز طبي -وهو ما كان عليه لمدَّة 30 عاماً- إلى دواءٍ صيدلي، وأكدوا أنَّ النحاس الموجود فيه هو المسؤول عن فاعلية ذلك اللولب الرحمي؛ لذا فهو يُعَدُّ دواءً.

في حين فعلوا ذلك فإنَّهم قد أغلقوا افتراضياً السوق في وجه جميع اللوالب الرحمية الأخرى الخالية من الهرمونات، ولأنَّهم جعلوا تلك اللوالب الرحمية الخالية من الهرمونات كأنَّها أدوية مع بقائها فعَّالةً لمدة 10 سنوات، كان على الشركات إجراء دراسات مقارنة بالعلاج الوهمي مزدوجة التعمية بملايين الدولارات لمدة 10 سنوات على أي لولب كونه أصبح يُعدُّ دواءً.

لذلك فقد أُصيبت عديد من النساء في “الولايات المتحدة” (U.S.) بسرطان الثدي بسبب إجبارهنَّ على تناول الأدوية المانعة للحمل، لأنَّ تكلفة ذلك اللولب الرحمي الخالي من الهرمونات أصبحت لا تُحتمل، وقد أُعطيت النساء ذوات الدخل المنخفض – وما زال ذلك مُطبَّقاً حتى الآن – حُقَن منع الحمل الحاوية على البروجستين فقط والتي تستمرُّ فاعليَّتُها لمدة ثلاثة أشهر، وهذا يزيد من خطورة إصابتهنَّ بسرطان الثدي بصورة أسوأ من حبوب منع الحمل الفموية؛ إذ تزيد تلك الحُقَن من خطر الإصابة بسرطان الثدي أكثر بكثير ممَّا لو كانت المرأة تستخدم اللولب الرحمي الخالي من الهرمونات، وذلك بسبب خلوِّ ذلك اللولب من البروجستين وتأثيراته الضارة، وأنا على ثقةٍ بأنَّ إعادة تصنيف اللوالب الرحمية التي حدثت في عام 1999 أُجريت لدعم صناعة الأدوية المانعة للحمل”.

إضافةً على ذلك، علينا أن نتساءل عن سبب عدم إصرار أحد على دراسة الأدوية المانعة للحمل بمُجرَّد اكتشافها في عام 2002، ومعرفة سبب ازدياد خطر إصابة النساء بعد سن اليأس اللواتي يستخدمنَ أدوية سن اليأس المرتكزة في تركيبها على البروجستين بالأورام الواضحة بنسبة 26% خلال ثلاثة سنوات من استخدامهنَّ لتلك الأدوية، وعلى كل حال يمكن أن تحتوي الأدوية المانعة للحمل على كميات من البروجستين أكثر بعشرة مرات من أدوية سن اليأس القائمة في تركيبها على البروجستين.

تُكمِل الدكتورة “واديا-إلس” قائلةً: “أنا متأكدةٌ بأنَّهم لم يدرسوا مخاطر تلك الأدوية، لأنَّ صناعة الأدوية المانعة للحمل لم ترغب في تدمير الإيرادات التي تأتيها منها، ولذلك ثمَّة سببٌ جعلنا نرى ارتفاعاً في مُعدَّلات الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء قبل سن اليأس في “الولايات المتحدة” (U.S.).

أعرض في كتابي الدراسة التي أجرتها مجموعتي الصغيرة؛ إذ تواصلنا مع عدَّة مجالس مُتخصصة بالسرطان في الولاية، وطلبنا منهم أن يُرسلوا لنا مُعدَّل الإصابة بسرطان الثدي عند النساء دون سن 50 عاماً بين عامي 1985 – وهو العام الذي بدأ فيه الترويج للأدوية المانعة للحمل ووضع الإعلانات لها على التلفاز – و2005.

لقد انتهى بنا الأمر بالنظر والبحث في ثلاث ولايات وهي “فلوريدا” (Florida)، و”كولورادو” (Colorado)، و”ماساتشوستس” (Massachusetts) والتي وجدنا فيها زيادةً سنويةً بنسبة 1%-2% طوال تلك السنوات في مُعدَّلات الإصابة بسرطان الثدي عند النساء دون سن 50 عاماً، وفي ذلك الوقت كانت قد أقلعت الأدوية المانعة للحمل وحقَّقَت نجاحاً سريعاً وفعلياً، لأنَّ إدارة الرئيس الأمريكي “بيل كلينتون” (Bill Clinton) سمحت بعرض الإعلانات التي تروِّج لهذه الأدوية على التلفاز، كي تتمكَّن السيدة من إخبار طبيبها بالدواء الذي تريده بدلاً من تركه يُخبرها بالدواء الذي يجب عليها أن تتناوله.

فثمَّة سبع خطوات للعمل السياسي في كتابي، وإحداها مُوجَّهة للمجموعات النسائية والمجموعات الصحية للاتِّجاه إلى أبواب إدارة الغذاء والدواء مُطالبين بتغيير الوضع مرةً أخرى إلى ما كان عليه سابقاً عن طريق جعلِ اللولب الرحمي الخالي من الهرمونات جهازاً طبياً مرة أخرى، وفتح السوق وغمره وإفاضته بجميع تلك الصناعات والماركات والنماذج الأوروبية ذات السعر المعقول”.

معلومات إضافية:

لمعرفة تفاصيل الاستراتيجيات أو الخُطط الخمسة التي يمكن أن تقلِّل جذرياً من خطر الإصابة بسرطان الثدي، تأكَّدي من جلب واقتناء نسخة من كتاب الدكتورة “واديا-إلس” المُسمَّى “تحطيم سرطان الثدي: خمس خطوات بسيطة لإبعاد سرطان الثدي عن الجسم” (Busting Breast Cancer: Five Simple Steps to Keep Breast Cancer Out of Your Body)؛ إذ يتمُّ التبرُّع بنسبة 20% من صافي مبيعات هذا الكتاب لمصلحة “مُؤسَّسة علاجات السرطان الاستقلابية” (Foundation for Metabolic Cancer Therapies)، وفضلاً عن تحسين مستويات الفيتامين “د” (D) في الجسم والتخلُّص من الوزن الزائد، تشمل الاستراتيجيات الأخرى للوقاية من سرطان الثدي ما يأتي:

  1. التخلُّص من الدهون الزائدة في الجسم من خلال الأكل خلال أوقات مُحدَّدة، مع الصيام المتقطِّع، وتقليل السكريات المُتناوَلة في الوجبات الغذائية، وزيادة تناول الدهون والزيوت الطبيعية وغير المُعالَجة أو الخام.
  2. تجنُّب تناول الزيوت النباتية والأطعمة المُعالَجة وغير الطبيعية واستبعادها من الوجبات الغذائية.
  3. تجنُّب الهرمونات الاصطناعية.
  4. إجراء التصوير الحراري سنوياً لكشف وجود أي التهاب أو آفات ما قبل سرطانية ضمن نسيج الثدي؛ وهذا يعني حاجتكِ إلى عملية إزالة السموم على الفور.
  5. إزالة السمية من الجسم والدماغ عن طريق تدليك الثدي، وممارسة التأمُّل يومياً، وتجنُّب تناول الأطعمة الملوَّثة بالمبيدات الحشرية أو الحاوية على الهرمونات المُضافة، وترشيح المياه المُستخدمة للشُّرب والاستحمام، وتجنُّب استخدام مُستحضرات التجميل ومواد التنظيف الحاوية على مواد كيميائية مسبِّبة للتسرطن.