منوعات

هل تساعد التمرينات الرياضية في حمايتنا من الالتهابات التنفسية الحادة؟

لكن هل يمكن أن توفر لنا ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام بعض الحماية من التهابات الجهاز التنفسي الحادة؟ هذا سؤال هام، وخاصة في عصر جائحة كوفيد هذا، وتبقى الالتهابات التنفسية هي الأكثر شيوعاً من بين الأمراض الحادة جميعها وهي تتراوح من نزلات البرد إلى أمراض أخرى، مثل: ذات الرئة والآن عدوى فيروس كورونا.

يوفر التمرين المنتظم فوائد صحية عديدة تشمل تحسناً في السعة القصوى للأوكسجين (VO₂ max) والقوة العضلية والمرونة وتكوين الجسم، ويمكن من الناحية النظرية أن يؤثِّر التمرين في قابليتنا للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة بتحسين وظائف المناعة ومقاومة التوتر.

حقائق عن التمرينات الرياضية والالتهابات التنفسية الحادة:

جمعت مراجعة أجرتها مؤسسة كوكرين (Cochrane) في شهر نيسان/أبريل 2020 أفضل الأدلة المتاحة عما إذا كان للتمرين تأثير في عدد من التهابات الجهاز التنفسي الحادة التي يصاب بها الناس على مدار عام، وعن مدى شدة الأعراض ومدة استمرار المرض.

بحث مؤلفو المراجعة عن دراسات نُشرت حتى تاريخ 5 آذار/مارس 2020، وتمكنوا من إيجاد 14 دراسة بالمجمل شملت 1377 شخصاً سليماً تتراوح أعمارهم بين 18 و85 عاماً.

قُسِّموا عشوائياً إلى مجموعاتٍ؛ بعضهم مارسوا التمرينات الرياضية بانتظام وبعضهم الآخر لم يمارسوها على الإطلاق؛ إذ خضعت التمرينات في الغالب للإشراف، وأُجريت ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، وعادةً ما تراوحت مدة الجلسات من 30 إلى 45 دقيقة من التمرينات المعتدلة الشدة، مثل: المشي أو ركوب الدراجات أو جهاز المشي أو الجمع بينهما، ولا يُعرف نوع التهابات الجهاز التنفسي الحادة التي أصيب بها الأشخاص في الدراسات.

النتائج التي توصلوا لها:

عندما مارس الأشخاص الأصحاء التمرينات الرياضية بانتظام، قلَّت شدة الأعراض عندما أُصيبوا بعدوى تنفسية حادة وعدد الأيام التي استمرت فيها الأعراض في أثناء تسجيل الأشخاص في الدراسة موازنةً مع هؤلاء الذين لم يمارسوا التمرينات.

لكنَّ التمرينات الرياضية قد أحدثت فرقاً بسيطاً أو لم تحدث فرقاً على الإطلاق في عدد التهابات الجهاز التنفسي الحادة التي أصيب بها الأشخاص الأصحاء في عام واحد، أو نسبة الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى واحدة على الأقل، أو عدد الأيام التي استمرت فيها الأعراض في كلِّ مدةٍ من المرض.

شاهد: فوائد المشي لمدة 20 دقيقة يومياً

 

إلى أيِّ مدى يمكننا تصديق هذه النتائج؟

إنَّ المشكلات المتعلقة بتصميم الدراسات وطريقة إجرائها تعني أنَّ الأدلة قد قُيِّمت على أنَّها “منخفضة الموثوقية”؛ لذلك لا يمكننا أن نكون واثقين من أنَّ هذه النتائج دقيقة، وقد يتغير ذلك عندما تتوفر دراساتٌ أكثر وأفضل.

ماذا عن الأضرار؟

مع أيِّ إجراء (التمرين المنتظم في هذه الحالة) من الهام النظر في الأضرار المحتملة، مثل: الإصابات؛ ولكنَّ دراسة واحدة فقط نظرت في ذلك؛ لذلك ثمة شيءٌ من عدم اليقين بشأن هذا الضرر المحتمل.

ما الذي نخلص إليه من كلِّ هذا؟

على الرَّغم من الشكوك المتبقية بشأن الآثار المحتملة لممارسة التمرينات الرياضية بانتظام في قابليتنا للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي الحادة إلا أنَّ لأداء التمرينات فوائد عديدة مثبتة؛ ففي هذه الأوقات الاستثنائية، اكتشف كثير منا بالفعل مجموعةً كبيرةً من فوائد الرياضة على أمل أن توفر مزيداً من الأبحاث إجابات أوضح عن السؤال المتعلق بما إذا كانت التمرينات تقلل من قابلية الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.