منوعات

المناطق الإحيائية للمحيطات: الموقع والمناخ والنباتات والحيوانات

مواقع المناطق الإحيائية في المحيطات:

توجد المناطق الإحيائية البحرية بشكل أساسي في خمسة محيطات وهي المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي والقطب الشمالي والهند والمحيط الجنوبي.

درجة حرارة المناطق الإحيائية للمحيطات:

تشهد المناطق الإحيائية البحرية درجة حرارة تُقدَّر بـ 4 درجات مئوية، ولأسباب طبيعية فإنَّها تكون أكثر برودةً بالقرب من القطبين، لكن بالقرب من خط الاستواء تصبح أكثر دفئاً؛ إذ تضرب الشمس الماء مباشرةً، وأي تغيير في الظروف المناخية يؤثر تأثيراً كبيراً في الأنواع البحرية، كما تحدث الأعاصير والزوابع بسبب الأمواج والتيارات التي لها تأثير كبير في الحيوانات البحرية والنظم البيئية.

هطول الأمطار في المناطق الإحيائية للمحيطات:

متوسط ​​هطول الأمطار السنوي يزيد عن أكثر من 100 بوصة؛ إذ تتساقط أمطار العالم فوق المحيط بشكل أساسي لأنَّ القطرات كبيرة، وتتكون المنطقة الإحيائية من الماء أصلاً.

مناخ المحيط الحيوي:

يختلف مناخ المناطق الإحيائية البحرية على نطاق واسع، وبالنسبة إلى أكبر منطقة إحيائية في العالم، يتراوح المناخ بين -40 درجة مئوية وأكثر من 37.5 درجة مئوية، فالمناخ عامل هام يؤثر في المحيط الإحيائي، كما تؤثر الأعاصير والزوابع في أنواع مثل الدب القطبي والأسماك والعوالق والفظ والبطريق والطيور البحرية.

تكيفت بعض الأنواع مع الكوارث الموسمية؛ وذلك لأنَّها تفضل الهجرة إلى أماكن أكثر أماناً عند وقوع كارثة أو إن كانت على وشك الحدوث في وقت ما في المستقبل القريب، وقد تؤثر درجة الحرارة المرتفعة إلى حدٍّ كبير في أنواع المحيط الإحيائي، وغالباً ما يتسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات في ابيضاض المرجان، وقد أدى ذلك إلى هلاك ما يقرب من 70% من الأنواع البحرية، كما أنَّ تربة المنطقة الإحيائية رطبة بسبب الماء.

أنواع الحيوانات والنباتات الموجودة في المناطق الإحيائية للمحيطات:

1. النباتات:

الأنواع الرئيسة للنباتات الموجودة في المناطق الإحيائية هي الحشائش البحرية والطحالب والأعشاب البحرية؛ إذ تنتمي الأعشاب البحرية إلى فئة النباتات والطحالب الناضجة، وهي أنقى الأشكال في البعد المجهري، كما تختلف النباتات التي تنتمي إلى المناطق الإحيائية من هياكل معقدة صغيرة إلى كبيرة، وتنمو النباتات البحرية عموماً بالقرب من ضوء الشمس حتى تتمكن من التمثيل الضوئي داخل الماء.

تزدهر بعض النباتات في أعماق المياه؛ إذ لا تتعرض لأشعة الشمس، وتسمى هذه بالنباتات الفوسفورية ويمكنها إنتاج الضوء، كما تجمع النباتات البحرية العناصر الغذائية من الجزيئات التي جرفتها التيارات المتولدة في المحيطات من قاع البحر.

1. العوالق النباتية:

أصغر وحدة في السلسلة الغذائية البحرية هي العوالق، وهي أحادية الخلية وتشكل حجر الأساس في الأغذية البحرية.

2. الطحالب الخضراء (الكلوروفيتا):

الطحالب الخضراء هي أكثر النباتات البحرية انتشاراً، والكلوروفيل هو الذي يعطي هذا اللون الأخضر المميز للنبات، فعندما تتكلس هذه النباتات، فإنَّها تشكل الطبقات السفلية من قاع المحيط، ويوجد ما يقرب من 200000 نوع من الطحالب في المنطقة الإحيائية البحرية، لكن تم اكتشاف 36000 منها فقط حتى الآن.

3. الطحالب الحمراء (Rhodophyta):

الطحالب الحمراء هي أكثر الأنواع النباتية المميزة والأكثر أهميةً التي تنتمي إلى المناطق الإحيائية، ويرجع اللون الأحمر إلى مادة (phycoerythrin) التي تلتصق بالمرجان، وعادةً ما يتم بواسطتها تكوين الشعاب المرجانية.

تتكاثر الطحالب الحمراء والخضراء في المياه الدافئة والباردة، وتُعرف الطحالب البنية باسم (Phaeophyta) بسبب وجود صبغة (Fucoxanthin) التي تفضل الماء البارد والمعتدل.

يوجد عدد قليل من أنواع الطحالب البنية في المناطق الاستوائية، وهي أكثر أنواع النباتات شيوعاً وتنتمي إلى الشعاب المرجانية، كما يُشار أيضاً إلى البكتيريا الزرقاء – وهي البكتيريا الخضراء المزرقة – باسم الطحالب الخضراء المزرقة، وهي خيوط مجهرية بطبيعتها.

تقوم هذه الخيوط الدقيقة بتحويل النيتروجين الموجود في الغلاف الجوي إلى أشكال قابلة للاستهلاك بواسطة النباتات البحرية الأخرى، كما تعيش نباتات الأحياء المائية في البحار والشواطئ والمستنقعات المالحة، وقد ينمو عشب البحر العملاق في مستعمرات المياه الساحلية الدافئة، بينما تنمو طحالب البحر على الصفائح الجليدية، كما أنَّ أدوار المناطق الإحيائية البحرية متنوعة، فالنباتات المائية وخاصةً الأعشاب البحرية والطحالب الكبيرة توفر الغذاء والمأوى لمختلف الحيوانات.

تساعد النباتات البحرية الشعاب المرجانية على بناء الشواطئ التي تحتفظ بها الطحالب المرجانية في الحالة المناسبة، وتوجد الطحالب عموماً داخل النباتات المائية النموذجية، وتشكل النباتات البحرية مصدر العناصر الغذائية للشعاب المرجانية والأنسجة المرجانية وأيضاً منازل لملايين الطحالب، وقد تم العثور على الطحالب أيضاً داخل الديدان المفلطحة والإسفنج؛ إذ تؤدي هذه النباتات البحرية دوراً هاماً في أسرة عشب البحر، وهي بمنزلة موطن لحيوانات مثل الأخطبوط والثعابين والفقمات.

2. الحيوانات:

تُعَدُّ المناطق الإحيائية البحرية موطناً لمجموعة متنوعة من الحيوانات المائية التي تحصل على الغذاء من النباتات والحيوانات الصغيرة داخلها؛ إذ توفر النباتات المأوى للحيوانات، وتشمل بعض فئات الحيوانات التي تعيش في المناطق الإحيائية القشريات والحيتان وشقائق النعمان البحرية والرخويات والبكتيريا والفطريات.

1. القرش النمر:

تعيش أسماك قرش النمر عموماً على الساحل وتقتات على الثدييات البحرية والأسماك والطيور البحرية والرخويات والقشريات، ولديها أسنان حادة حتى تتمكن من تمزيق فرائسها.

2. الحوت الرمادي:

تتغذى الحيتان الرمادية في الغالب على القشريات مثل (Amphipods) والديدان الأنبوبية والأسماك الصغيرة، وتعيش بالقرب من المياه الضحلة في شمال المحيط الهادئ، كما تتمتع هذه الحيتان بجسم انسيابي بحيث يمكنها الانزلاق بسهولة عبر الماء.

3. نجم البحر:

تتغذى نجوم البحر على المحار والبطلينوس والعوالق، وتوجد بكثرة في المحيط الأطلسي والقطب الشمالي والمحيط الهادئ، ولديها قشرة كلسية مخصصة للتجديد والحماية.

4. فرس البحر:

يتغذى فرس البحر بشكل رئيس على الجمبري، ويعيش في الشعاب المرجانية وأحواض الأعشاب البحرية في المياه الاستوائية، كما يمتلك فرس البحر عيوناً متحركةً تمكِّنه من الرؤية دون تدويرها، فالذكر من النسل يحمل البويضات المخصبة، وهو ما يتعارض تماماً مع الإناث.

الحيوانات الأخرى المدرجة في العشب البحري هي قرش الشعاب السوداء وخراف البحر وسمكة تانغ الزرقاء وتانغ المدان (سمكة الجراح المدانة) وسلطعون البحر البني الصندوقي وأبقار البحر، وغيرها الكثير.

أنواع المناطق الإحيائية البحرية:

توجد ثلاثة أنواع أساسية من المناطق الإحيائية، وهي المحيطات والشعاب المرجانية ومصبات الأنهار:

1. المحيطات:

من المعروف أنَّ المحيطات بها أعلى أنواع المناطق الإحيائية؛ إذ تضم مجموعةً كبيرةً من الكائنات الحية، ولديها علاقة خاصة مع أرض موطنها من خلال مناطق المد والجزر، وفي الواقع تعمل الأرض والمحيط جنباً إلى جنب لنقل الحرارة عبر الأرض والمياه.

2. الشعاب المرجانية:

هي رواسب الحجر الجيري تحت الماء الناتجة عن بعض اللافقاريات المعروفة بالمرجان؛ إذ تتطور فقط في المحيطات الاستوائية الضحلة، ومع ازدهارها في مجموعات، تستمر المادة الهيكلية في تكوين الشعاب المرجانية، كما تؤوي الشعاب المرجانية أنواعاً مختلفةً من المناطق الإحيائية البحرية التي تضم أيضاً 4000 نوعاً من الأسماك الاستوائية.

3. مصبات الأنهار:

تُطلق على الخلجان؛ حيث تفرغ الأنهار مياهها في المحيط، وهي شبه مغلقة، والمياه المحيطة مليئة بالمواد المغذية القادمة من الأنهار، والخلجان ضحلة بدرجة كافية ولا تسمح باختراق الضوء لتشكيل التمثيل الضوئي، كما تمتلئ مصبات الأنهار بجميع أنواع النباتات والحيوانات البحرية.

تعتمد ملوحة المياه البحرية على التركيب؛ وذلك لأنَّها تتكون من 96.5% ماء و3.5% من المكونات الذائبة، وأيضاً تعتمد مكونات المياه البحرية على عوامل عدة مثل خط العرض والعمق والتعرية والنشاط الجوي والنشاط البركاني ونشاطات بيولوجية أخرى.

4. منطقة المد والجزر:

منطقة المد والجزر هي المكان الذي يلتقي فيه البحر بالأرض،وهذه هي المنطقة التي يتغير فيها مستوى الماء باستمرار بسبب المد والجزر، ومن ثمَّ فإنَّ أشكال الحياة الموجودة في منطقة المحيط الحيوي هذه مختلفة أيضاً.

5. المنطقة السحيقة:

المنطقة السحيقة هي المنطقة التي تقع في أعمق جزء من المحيط، وهي منطقة المحيط الحيوي؛ فلا توجد العديد من أشكال الحياة البحرية بسبب نقص العناصر الغذائية لدعم وجود الكائنات البحرية،وتوجد بشكل أساسي البكتيريا والمخلوقات البحرية اللافقارية في هذه المنطقة الإحيائية للمحيطات.

6. المنطقة المفتوحة:

منطقة (Pelagic) أو المحيط المفتوح هي منطقة المحيط الحيوي التي توجد في البحار المفتوحة،ونظراً للتنوع المناخي الموجود في هذه الأجزاء من الماء، توجد مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية في منطقة المحيط الحيوي هذه، فالدلافين والحيتان وأسماك القرش هي الكائنات البحرية الرئيسة التي توجد في هذه المنطقة بسبب التنوع المناخي الذي يؤدي غالباً إلى اختلاط مياه المحيط الدافئة مع مياه المحيط الباردة، وهذا يؤدي إلى مناخ معتدل.

7. المنطقة القاعية:

المنطقة الإحيائية الأخيرة للمحيطات هي المنطقة القاعية،فهذه المنطقة الحيوية للمحيطات هي جزء من المحيط الحيوي الموجود أسفل منطقة السطح؛ إذ تُعَدُّ الأعشاب البحرية والفطريات والبكتيريا والإسفنج المجموعة الرئيسة للنباتات والحيوانات المحيطية الموجودة في هذه المنطقة.

في الختام:

لقد تعرفنا في هذا المقال إلى المناطق الإحيائية للمحيطات، وتحدثنا عن مناخها وموقعها وهطول الأمطار فيها وأنواع النباتات والحيوانات التي تقطنها، إضافة إلى أنواع هذه المناطق المختلفة، على أمل تحقيقه للفائدة المرجوة منه.