منوعات

المخاطر غير المتكافئة: اطلب ما تريد الحصول عليه

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون كريس جيلبو (Chris Guillebeau)، ويُحدِّثنا فيه عن المخاطر غير المتكافئة.

سأتحدث عن بعض هذه المخاطر، فقد يُنشر بالنسبة إلى السفر على سبيل المثال مقالاً إخبارياً يقدم “مشورة من الخبراء” عن الحصول على عروضٍ أفضل في المطارات، ولكن حتماً ستتضمن النصيحة شيئاً ما عن كيفية “ارتداء الملابس المناسبة والطلب بلطف”.

لكن دائماً ما ينزعج خبراء السفر الحقيقيون من مثل هذه النصائح؛ وقد يكتب خبراء السفر مقالاتهم الخاصة لشرح سبب عدم صحة هذه النصيحة تحديداً.

إنَّني أؤيد خبراء السفر الحقيقيين؛ وذلك لأنَّ النصيحة بشأن طلب الحصول على عروضٍ أفضل لا طائل منها، ومع ذلك لا يسعني إلا أن أتذكر شيئاً قد حدث معي منذ سنوات عديدة عندما سافرت من كوبنهاغن (Copenhagen) إلى شيكاغو (Chicago).

لا أعتقد أنَّني كنت أرتدي ملابس أفضل أو أسوأ ممَّا أرتديه عادةً؛ ولكنَّني طلبت من المسؤولة عن البوابة طلباً جريئاً. في تلك المرحلة كنت قد سافرت في درجة الأعمال عبر المحيط الأطلسي (Transatlantic) مرتين ومرة ​​أخرى عبر المحيط الهادئ (Pacific) من هاواي (Hawaii) إلى اليابان (Japan)، وقد حصلت في كلِّ تلك الأوقات على ميزاتٍ إضافية، وقد أحببت هذه التجربة كثيراً.

بمجرد أن تعتاد ركوب الطائرة في الدرجة الأولى في رحلة طويلة من الصعب أن ترضى السفر في الدرجة الثانية.

ما فعلته هو أنَّني ذهبت إلى مسؤولة البوابة بابتسامة على وجهي، وطلبت منها التأكد من أنَّ اسمي مدرج في قائمة الميزات الإضافية، ولقد تحايلت عليها فلم يكن هناك أيُّ سبب لوجودي على القائمة في ذلك الوقت؛ ولكنَّها قالت لي بأنَّها سوف تتحقق من الأمر، وشكرتها قبل عودتي إلى منطقة الجلوس.

اعتقدت أنَّ الحيلة لن تنجح، ولكن قبل خمس دقائق من صعودي إلى الطائرة، طلبني مسؤول آخر للعودة إلى المنضدة، وقد استبدل بطاقتي الخاصة بصعود الطائرة ببطاقة جديدة. أصابتني الدهشة عندما نظرت إليه، فقد رُقيت إلى درجة الأعمال.

استمتعت جداً بتلك الرحلة في العشر ساعات التالية؛ إذ نمت براحة تامة في المقعد المسطح بعد طبق الجبن الكبير المتبوع بكعكة الشوكولاتة، وفي الحقيقة سافرت في رحلات طيران كثيرة منذ ذلك الحين؛ ولكنَّني ما زلت أذكر هذه الرحلة جيداً.

الآن كلَّما قرأت نصائح السفر السخيفة عن طلب الميزات الإضافية، أتذكر تلك التجربة دائماً، ولكن نعم إنَّ هذه النصيحة غبية جداً وفي معظم الوقت لن يفيدك اتباعها.

شاهد: تعلم كيف تغتنم الفرص بـ 10 خطوات

 

إذا لم تطلب، فلن تحصل على شيء:

إنَّ النوع الصحيح من المخاطر هي المخاطر غير المتكافئة؛ أي عندما تفوق المكافأةُ المحتملة الخسارةَ المحتملة بكثير.

إذا كنت تبحث عن طريقة لتحسين حياتك، فابدأ بتحمل مزيد من هذه المخاطر؛ إذ يمكنك القيام بذلك الآن. واليوم بتحديد هذه الفرص وبأسهل مخاطرة غير متكافئة يمكنك تحملها هي أن تعيش حياتك وتطلب كلَّ ما تريده؛ لذا فكر في الأمر للحظة، من الممكن أن تطلب ما تريده ولا تحصل عليه؛ وفي الوقت نفسه، قد تحصل عليه.

في ذلك الصباح في مطار كوبنهاغن، لو لم أحصل على ترقية رحلتي، فلا بأس بذلك، فقد أشعر بالرفض قليلاً وربما بالحرج أيضاً، ولكن لن يحدث أيُّ ضرر حقيقي ولن يمنعني هذا الأمر من الاستمرار في رحلتي إلى شيكاغو.

لذلك إذا لم تطلب فلن تحصل على شيء أبداً.

تحمل المخاطر ذات القيمة الإيجابية كلَّ يوم:

توفر الحياة فرصة لهذه “المخاطر الإيجابية غير المتكافئة” كلَّ يوم؛ إذ يمكن أن تكون المخاطر غير المتكافئة إيجابية وسلبية؛ فالمخاطرة الإيجابية هي الرهان بدولار واحد للفوز بـ 9 دولارات، أمَّا المخاطرة السلبية هي المراهنة بـ 10 دولارات للفوز بدولار واحد؛ أي ليست مثالية على الإطلاق.

خذ اليانصيب على سبيل المثال، على الرَّغم من أنَّ اليانصيب قد أثبت رياضياً أنَّه استثمار غير جيد إلا أنَّه يمثل مخاطرة تقليدية غير متكافئة (على الأقل عند شراء تذاكر بمبالغ صغيرة من المال لا تهتم بخسارتها)، فمعظم الناس لا يشترون تذاكر اليانصيب بوصفها استراتيجية استثمار؛ بل يشترونها بوصفها فرصة للحلم، وأيَّاً كان من سيفوز فستفوق جائزته خسارته المتوقعة بكثير.

إذاً ماذا لو طلبت كلَّ ما تريده حقاً؟ على سبيل المثال:

  1. اطلب الترقية (أو الزيادة، العلاوة، وما إلى ذلك).
  2. اطلب شيئاً مجانياً.
  3. اطلب من رئيسك في العمل منحك إجازة مدفوعة اليوم.
  4. اطلب من رئيسك في العمل أن يسمح لك العمل في مشروع مختلف يثير حماستك وإن كان خارج نطاق مسؤولياتك المحددة.
  5. تحدث إلى الشخص الذي يعجبك.
  6. تحدث إلى الغرباء (على الأقل عندما يريدون التحدث إليك أيضاً).
  7. عندما تحضر حدثاً معيناً يمكنك طرح الأسئلة فيه، كن أول من يرفع يده (حضِّر سؤالاً جيداً مسبقاً).
  8. تواصل مع شخص مشهور قد أثر فيك.

في هذه المواقف كلِّها من الجيد أن تكون مستعداً للرد السلبي، وفي الواقع إذا بدأت في طلب كل ما تريده، ولم تواجه أيَّ ردٍّ سلبي على الإطلاق، فعليك التفكير فيما إذا كنت تطلب بما يكفي حقاً.

في الختام:

يعد تحديد المخاطر غير المتكافئة واتخاذها طريقة مؤكدة للعيش عيشاً هادفاً أكثر؛ فأسهل طريقة للتدرب على الأمر هي أن تبدأ في طلب ما تريده حقاً، ولكن اطلب شيئاً ذا قيمة فقد تحصل عليه حقاً.