منوعات

تقنية مونجر: أفضل طريقة لتحسين نفسك

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن تقنية مونجر لتحسين نفسك.

إليك بعض النصائح من المستثمر تشارلي مونجر (Charlie Munger) قرأتها في كتاب جامعة بيركشاير هاثاواي (University of Berkshire Hathaway): “فكَّر مونجر في فكرة إضافية وهي الفائدة الذهنية المركبة؛ ولذلك قرر أنَّه سيبيع لنفسه أفضل ساعة في اليوم لتحسين عقله، ويمكن للعالم شراء بقية وقته، وقال إنَّها قد تبدو أنانية؛ لكنَّها نجحت، كما قال إنَّه إذا أصبحت شخصاً جديراً بالثقة وحافظت على هذه الصفة، فسيكون من شبه المستحيل أن تفشل في فعل أيِّ شيء تريده”.

أطلق على هذه الفكرة اسم تقنية مونجر (Munger Technique) منذ أن تعلمتها، لكن عندما أذكر هذا لطلابي أو فريقي أو أصدقائي، يفترض الغالبية أنَّ مونجر يتحدث عن الروتين الصباحي، وهذا افتراض خاطئ؛ إذ قال مونجر إنَّه باع لنفسه أفضل ساعة في اليوم، ولقد استخدم تلك الساعة لتحسين عقله.

متى تحسِّن عقلك؟

دعنا نفكر في ذلك برهةً، فهذا لا علاقة له بالروتين الصباحي، فعلى مدى السنوات العديدة الماضية، كان الأشخاص في مجال التنمية الشخصية يولون اهتماماً كبيراً لروتين الصباح، وأنا شخصياً لا أحب فترة الصباح، وليس لدي روتين صارم، بالطبع أتجنب التحقق من بريدي الإلكتروني أو مشاهدة الأخبار أو استهلاك محتوى غير مفيد، لكن ليس لدي روتين محدد في الصباح قبل أن أبدأ العمل، وأعلم أنَّ بعض الناس يحبون التنظيم، مثل:

  1. الاستيقاظ في الساعة 7 صباحاً.
  2. شرب الماء.
  3. ممارسة التأمل.
  4. كتابة اليوميات.
  5. القراءة.
  6. الذهاب إلى العمل.

 يجب أن يكونوا بهذا الترتيب؛ ولكنَّني لا أعمل بهذه الطريقة، فأنا أبدأ بالعمل على الفور، وما دمت أستطيع ضبط المشتتات التي تحيط بي، أعدُّه صباحاً جيداً، لكن عندما قرأت هذه النصيحة من مونجر، سألت نفسي سؤالين:

  1. متى أحسِّن عقلي؟
  2. كيف أحسِّن عقلي؟

بالنسبة إلي، تحسين عقلي يعني تحسين مهاراتي الأساسية؛ مثل الكتابة والإقناع واتخاذ القرارات؛ لذا أقرأ الكتب وأدوِّن الملاحظات وأحاول الدمج بين كلِّ ما أتعلمه؛ فعندما أحاول تحسين ذهني، أريد فقط أن أتعلم، ويأتي التنفيذ لاحقاً، لكن متى أعمل على تحسين ذهني؟ حتى الآن، كنت أعتقد أنَّني يجب أن أفعل ذلك في الصباح؛ فهذا هو أفضل وقت لنا، أليس كذلك؟ لكن، ليس دائماً.

شاهد: 7 استراتيجيات لتطوير عقلية النمو إذا كنت تمتلك عقلية ثابتة

 

ما هي أفضل ساعة لك في اليوم؟

واحدة من الأمور الأساسية التي أؤمن بها هي أنَّ الحياة دورية، ولقد تعلَّمت هذا من دراسة المستثمرين الناجحين مثل هوارد ماركس (Howard Marks)؛ فغالباً ما يؤكِّدون أنَّه يومي، ترتفع الأسهم وتنخفض كثيراً، لكن إذا نظرت إلى سوق الأسهم على مدى عشر أو عشرين أو ثلاثين عاماً الماضية، ستلاحظ توجهاً تصاعدياً ثابتاً.

ما يحدث لنا في أيامنا هذه مشابه، فقد تشعر في يوم أنَّك بحالة جيدة، وفي يوم آخر قد تشعر بالتعب؛ فالأمر مثل سوق الأسهم تماماً، ولهذا أنا لست من محبي طقوس الصباح، فمن غير الواقعي ببساطة أن تتوقع من نفسك أن تشعر بالشعور نفسه في كلِّ يوم من أيام حياتك.

أنا أفهم لماذا ينجذب الناس لاتباع روتين صباحي؛ فالفكرة هي أنَّه سيجعل يومك أفضل، لكن من واقع خبرتي، هذا ليس صحيحاً؛ ففي بعض الأحيان تستيقظ بطاقة أقل، وفي بعض الأحيان يكون لديك حالة طارئة، فإذا كان لديك أطفال، فإنَّ صباحك مخصص لهم، وفي هذه الحالات، وإن مارست التأمل بقدر ما تشاء، ستظل متعباً أو مضطراً إلى التعامل مع ظرفك، كما يمكنك التفكير في أسباب عديدة تجعل الروتين الصباحي غير فعال، لكن تقنية مونجر تنجح دائماً.

تبنِّي “عقلية مائية”:

إذا تبنَّينا عقلية المستثمر، وأدركنا أنَّ أيامنا قد تتخذ مساراً صاعداً وهابطاً، فكيف يمكننا أن نكون جديرين بالثقة على الأمد الطويل؟ يمكننا فعل ذلك من خلال تبني ما أسميه “العقلية المائية” (Water Mindset)، وسميتها تبعاً لمبدأ ممثل الفنون القتالية بروس لي (Bruce Lee)، الذي آمن أنَّنا يجب أن نكون مثل الماء؛ إذ تتخذ المياه شكل محيطها دائماً.

ستساعدك تقنية مونجر على أن تصبح مثل الماء؛ فامنح نفسك أفضل ساعة في اليوم، وقد تكون أفضل ساعة لك في الصباح في يوم، وقد تكون بعد العشاء في اليوم التالي، لكن يجب أن تكون أفضل أوقاتك، فقد غيرت هذه التقنية طريقة تعلمي تعلماً كبيراً، فلم أعد أشعر بالإحباط إذا لم أتمكن من التعلم في الصباح؛ إذ أدرك ببساطة أنَّه ليس أفضل أوقاتي.

عندما يتعلق الأمر بتحسين عقلك، يجب أن تكون في حالة استرخاء وتدفق ذهني، وأن تشعر بالراحة والحيوية، كما يقول مونجر، يبدو الأمر أنانياً، لكنَّه ناجح، وعلى الأمد الطويل، ستجعلك جديراً بالثقة، فعندما تقوم بتحسين عقلك قليلاً كلَّ يوم، ينتج عن ذلك الفائدة الذهنية المركبة، وسيصبح من الصعب الفشل في أيِّ شيء في الحياة بهذه الطريقة.

ما أدركته خلال الأشهر القليلة الماضية وأنا أطبق هذه التقنية، غالباً ما تكون أفضل ساعة لدي بعد العشاء، وخاصة إذا كنت قد عملت في ذلك اليوم وكنت منتجاً في العمل؛ إذ أتناول العشاء، وربما أرتاح قليلاً، وأشرب كوباً من الشاي وأبدأ في قضاء ساعتي الخاصة.

كنت أشاهد غالباً قبل ذلك بعض مقاطع الفيديو على منصة يوتيوب (YouTube) أو أتصفح الإنترنت؛ ففي أحيان كثيرة، لا تدرك حتى أفضل ساعة في يومك؛ فيجب أن تكون واعياً وتحافظ دائماً على تعديل عاداتك لتتوافق مع طاقتك.

في الختام:

ربما يكون أفضل وقت لديك هو أول ساعة بعد أن تستيقظ، لكن ما دمت تتبنى العقلية المائية، فسوف تتكيف معه؛ لذا جرب تقنية مونجر بدءاً من الغد، وخصِّص أفضل ساعة في يومك لتحسين عقلك، وإذا كنت تفعل ذلك كلَّ يوم، فسوف تزداد معرفتك.