منوعات

5 حيل لتنمية المواهب وزيادة أداء الموظفين (الجزء الأول)

لكنَّ آلة الزمن هذه غير موجودة بعد؛ لذا يمكن للمديرين استخدام الوضع الحالي لإيجاد طرائق جديدة ومبتكرة لزيادة تفاعل الموظفين وتحسين أدائهم من خلال استخدام مهارة تنمية المواهب.

سنناقش في هذا المقال 5 حيل بسيطة ستساعد المديرين على تطوير المواهب لتحسين أداء الموظفين وتحسين معدلات الاحتفاظ بهم وتقليل التوتر.

ما هي تنمية المواهب؟

تُعرِّف “جمعية تنمية المواهب” (The Association Of Talent Development) تنمية المواهب بأنَّها:

“الجهود التي تعزِّز التعلُّم، وتفاعل الموظفين، وإدارة المواهب، وتطوير الموظفين، لتحسين الأداء المؤسساتي والإنتاجية والنتائج، فبالنسبة إلى بعض الأشخاص تُعدُّ تنمية المواهب أداة هامَّة لاستثمار الإمكانات البشرية، وبالنسبة إلى آخرين، هي عبارة عن مجموعة من القدرات العملية لتحسين النتائج المؤسساتية من خلال إنشاء العمليات والأنظمة والأطر التي تدعم استراتيجيات التدريب والتطوير وفرص التعلم”.

معظم المديرين لا يدركون القوة التي يمتلكونها لإطلاق العنان لإمكانات موظفيهم، فتلك مهارة قيادية نغفل عن استثمارها، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنَّ تطوير المواهب يقع تقليدياً ضمن أنظمة وأطر قسم الموارد البشرية.

شحُّ الموارد الذي يواجهه المديرون:

أدَّت جائحة كوفيد إلى خفض عديد من الشركات لأعداد الموظفين، فعندما يغادر موظف ما غالباً لا يستبدلونه، ممَّا يزيد الضغط على الموظفين الحاليين، وهذا يؤدي بدوره إلى مزيد من الاستقالات، وبالنتيجة تفاقم المشكلة، ودفعت بروتوكولات كوفيد للبقاء في المنزل الناس إلى إعادة التفكير في حياتهم العملية؛ إذ يختار كثيرون الآن الاستقالة من الوظائف المجهدة وإطلاق شركاتهم من المنزل.

وفق “المنتدى الاقتصادي العالمي” (World Economic Forum) استقال 4.3 مليون أمريكي من وظائفهم في 2021 لإنشاء شركاتهم الخاصة، وتلك فترة عُرفت باسم “الاستقالة العظمى” (The Great Resignation).

أكبر خطر يهدِّد الشركات اليوم ويؤدي إلى خسارتها ليس الشركات الأخرى؛ بل التكنولوجيا؛ إذ عرَّفت الجائحة الناس على مجموعة جديدة كاملة من التقنيات التي تتيح لهم العمل عن بُعد من أي مكان في العالم، وهذا جنباً إلى جنب مع انتشار تطبيقات البرمجيات كخدمة التي تسمح لرواد الأعمال الناشئين بإطلاق شركات برأس مال وخبرة تسويقية متواضعة.

لكن، لا تفقد الأمل، يمتلك المديرون المفتاح، ليس لوقف موجة الاستقالات فحسب، بل لزيادة أداء الموظفين والإنتاجية والتفاعل، فقد فتح كوفيد للمديرين أبواباً مخفية لاستثمار قدرات موظفيهم.

شاهد: 5 طرق لبثّ روح الإبداع لدى الموظفين

 

5 طرائق لاستخدام تنمية المواهب لتحسين أداء الموظفين:

فيما يأتي خمس طرائق يمكن للمديرين من خلالها استخدام تنمية المواهب لتحسين أداء الموظفين:

1. الانتقال من الدور الإداري إلى الدور القيادي:

يؤدي المديرون نوعين من الأدوار، أحدهما يمثِّل المهام الإدارية، والآخر يمثِّل المهارات القيادية؛ إذ يعرِّف المؤلِّف “جون كوتر” (John Kotter) في كتابه “قيادة التغيير” (Leading Change) المديرين على أنَّهم: “مسؤولون بصورة أساسية عن التخطيط ووضع الميزانية والتنظيم والتوظيف والتحكم وحل المشكلات، في حين القيادة من ناحية أخرى، تحدِّد الشكل الذي يجب أن يبدو عليه المستقبل، بحيث تنسجم هذه الرؤية المستقبلية مع تطلعات الموظفين، وتلهمهم لتحقيقها على الرَّغم من العقبات”.

بصفتك مديراً، ما هو الدور الذي تؤديه في أغلب الأحيان؟ المدير أم القائد؟ لاستخدام استراتيجيات تنمية المواهب لتحسين أداء الموظف، سوف تحتاج إلى الانتقال إلى الدور القيادي.

أفضل تعريف للقيادة هو: “توجيه الموظفين إلى استخدام أساليب مختلفة”، إذا كنت ترغب في الحصول على نتائج أفضل من موظفيك، فيجب عليك توجيههم إلى التفكير بطريقة لم تخطر على بالهم من قبل، فعند التدريب على المبيعات في الشركات، يزيد التدريب المعتاد الأداء زيادة طفيفة، في حين أنَّ التدريب على طريقة التفكير من شأنه أن يضاعف معدلات المبيعات والتزكية ثلاث مرات؛ وذلك لأنَّه يغيِّر معتقدات الناس عما هو ممكن.

تأدية دور المدير ضرورية لاستمرار الشركة، لكنَّها لن تحسِّن النتائج والأداء، وإذا كنت تواجه صعوبة في الحصول على النتائج التي تريدها، فاسأل نفسك ما هو الدور الذي كنت تؤديه مؤخراً؟ كلما استثمرت في دورك القيادي، زاد العائد الذي ستجنيه من موظفيك.

2. اكتشاف نقاط قوة موظفيك واستثمارها:

أجرت مؤسسة “غالوب” (Gallup) دراسة على أكثر من مليوني مدير ومعلم وموظف ناجح، ووجدوا أنَّ الإنتاجية والتفاعل زادا ازدياداً ملحوظاً من خلال تطوير نقاط القوة، بدلاً من التركيز على نقاط الضعف.

على الرَّغم من هذا الدليل القاطع، ما تزال الشركات تصرُّ على تطوير نقاط ضعف الموظفين وتجاهل نقاط قوتهم، ومجال الرياضة خير دليل على ذلك، فإذا كان العداء ماهراً في مسابقات المسافات القصيرة لن يخبره الكوتش أن يتدرَّب على جري المسافات الطويلة حتى يصبح بارعاً فيها أيضاً؛ بل سيركِّز على المسافات القصيرة ويستثمر قدرات الرياضي الطبيعية ليحوله إلى بطل عالمي.

لو فكَّر القادة على هذا النحو كانوا سيساعدون الموظفين يومياً على الاستفادة من نقاط قوتهم ويصبحون الأفضل فيها، وثمَّة عدة أدوات في السوق لتقييم نقاط القوة الحقيقية للموظفين، وإحدى الطرائق البسيطة للتغلُّب على هذه المشكلة هي سؤال الموظفين عمَّا يحبون القيام به؛ لأنَّ الأشياء التي يحب الناس القيام بها هي الأشياء التي يجيدونها طبيعياً.

ذلك لأنَّ نجاحك في شيء ما هو بحدِّ ذاته تعزيز إيجابي؛ لأنَّك تشعر بالرضى حين تؤدي شيئاً ما جيداً، ممَّا يشجعك على فعله مجدداً وتطوير تلك المهارة وتعزيز المشاعر الإيجابية، ففي حين تساعد موظفيك على تطوير نقاط قوتهم، سيستفيد الجميع، وستبدأ بملاحظة تأثير هذه الاستراتيجية عندما تطبقها مع جميع موظفيك.

تهدر الشركات كثيراً من الوقت والمال في إجبار الناس على تحسين أنفسهم في أشياء ستكون نتائجها بالكاد ملحوظة، لكنَّ الخسارة الأكبر هي تفويت فرصة تحسين الأداء والنتائج؛ إذ يمكن أن تؤدي هذه الحيلة البسيطة لتنمية المواهب إلى تحسين أداء موظفيك ونتائجهم في غضون فترة زمنية قصيرة جداً.

3. البحث عن موهبة كل فرد:

إذا كان لديك أشخاص في فريقك لا تعتقد أنَّهم موهوبون، فسيكون من الحكمة تغيير طريقة تفكيرك هذه عاجلاً؛ لأنَّها ستكلِّفك أنت والشركة كثيراً من الأموال التي ستخسرها في الأداء والإيرادات.

ابدأ بسؤال نفسك عن سبب اعتقادك أنَّ ذلك الشخص ليس موهوباً، هل هو تحيُّز إدراكي من جانبك، أم أنَّ ذلك الشخص يعمل على تحسين نقاط ضعفه عوضاً عن نقاط قوته؟ طالما تعتقد أنَّ موظفيك ليسوا جيدين بما فيه الكفاية، ستعدُّ دائماً أنَّ أداءهم ليس جيداً.

بصفتك قائداً، أنت قادر على حل هذه المشكلة، فما من أحد يفتقر إلى الموهبة، وإذا كان موظفوك لا يقدِّمون كامل إمكاناتهم، فساعدهم على فعل ذلك، سواء كان ذلك ضمن قسمك، أم الشركة، أم في أي مكان آخر، فالقادة العظماء يقدِّمون للجميع ما يحتاجون إليه ليحققوا النجاح.

في الختام:

تحدثنا في هذا الجزء عن 3 طرائق لتنمية المواهب وزيادة أداء الموظفين، وسنكمل حديثنا في الجزء الثاني ونتحدث عن طريقتين أُخرتين.