منوعات

غرفة النوم طريق للسعادة – مكساوي –

غرفة النوم طريق للسعادة

 

غرفة النوم هي أهم غرفة في كل بيت؛ فهي تجمع مصالح ومنافع كثيرة للزوجين؛ كغرفة للاجتماعات، ومكان لراحة النفس والجسد بعد عناء يوميٍّ طويل، وفيها يتبادل الزوجانِ مشاعرَ الحُبِّ والشوق، وفيها تكون العلاقة الخاصة التي تُعتبَر من أهم حقوق الزوجين، وبها تتحقَّق السعادةُ الأُسريَّةُ.

 

كثيرٌ من الأزواج مَن يُخطئ عندما يُحوِّل هذه الغرفة إلى مكانٍ لبثِّ الشكوى وتبادُل العتاب، ومناقشة مشاكل الأطفال والأهل، وبثِّ الأحزان، واقتراح الحلول للمشاكل التي تُواجه التعثُّر في الحياة الزوجية، أو تكون مكانًا لطلبات المرأة واحتياجات الأولاد، ومناقشة إيجار البيت أو فاتورة الكهرباء أو الغاز أو المياه، أو الثلاجة التي تحتاج إلى تصليح أو الموقد الذي يحتاج إلى تغيير، حتى يتحوَّل هذا المكان الجميل الذي يأنَسُ فيه الزوجانِ إلى مكانٍ باردٍ لا إحساس فيه ولا مشاعر.

 

أيُّها الأزواج، كُلُّنا يعلم أن البيوت لا تخلو من المشاكل الزوجية التي يجب على الزوجينِ احتواؤها وعلاجها بأسرع وقت؛ حتى لا تتفاقم وتتحوَّل مع الوقت إلى مشاكل أكبر قد تؤدِّي إلى تدمير العلاقة الزوجية، ثم إلى الانفصال، وهنا نحن نُنبِّه إلى أن غرفة النوم من أفضل الطُّرُق التي تُؤدِّي إلى علاج المشكلات الأسريَّة إذا استُخدِمت بطريقة صحيحة، ولكي نستفيد من غرفة النوم بشكل أفضل يجب علينا:

 

وجود هوية شخصية للزوجين، تتمثل في وجود بعض الإضافات التي تُشعِر الزوجين بالرغبة الشديدة بقضاء وقت أكبر وجميل وممتع فيها.

 

الاهتمام بمكان السرير ووضعيَّته واتجاهه، وحجمه وارتفاعه، ومفارشه ولوازمه ونعومته ومدى مناسبته صحيًّا للزوجين.

 

أن تكون الغرفة مكانًا لتبادُل كلمات الحُبِّ والتقدير من الزوجين، ولتبادل الزهور والرياحين والهدايا وبثِّ الأشواق والعواطف الجيَّاشة.

 

أن تكون مكانًا للاحتفالات الخاصة، وتقديرًا للإنجازات التي حقَّقوها في أولادِهم وأعمالهم.

 

أن تكون مكانًا للتعاوُن على طاعة الله، وعلى التلاقي على محبَّة الله، وفي التخطيط والتفكير لبناء الأخلاق والقِيَم في أولادهم.

 

البُعْد عن الفوضى في غرفة النوم، كأن تكون مليئةً بالملابس غير النظيفة والأوراق المتناثرة، والأشياء الموضوعة في غير أماكنها، فإنها تمنع الطرفين من الاسترخاء والشعور بالراحة.

 

إبعاد – قدر الإمكان – وسائل التقنية عن غرفة النوم؛ كالتلفاز والحاسب الآلي، وجيد أن تترك أجهزة الجوَّال خارجها؛ وذلك حتى لا يشعر الزوجان بالتجاهل والإهمال من الطرف الآخر، ومن أجل حياة أكثر هدوءًا وتوازنًا.

 

الاهتمام بنظافة وترتيب حمام غرفة النوم بالدرجة الكافية، لا إهماله على اعتبار أنه شخصي جدًّا ولا يراه أو يستخدمه أحد سوى الزوجين؛ بل على الزوجة أن تحرص على أن تكون أجواء الحمام باعثةً على الاسترخاء والراحة، وتهتم بتعطيره، وتحرص على أن يكون خاليًا من الملابس المتَّسِخة المتناثرة وغيرها من الفوضى.

 

الحرص على الذَّهاب إلى غرفة النوم في أوقات متقاربة جدًّا بين الزوجين، حتى يكونا مستعدَّينِ كل منهما للآخر، ولأن التباعُد في الوقت يجعل السابق يشعُر بالمَلل وهو ينتظر صاحبه، ويجعل المتأخِّر يشعُرُ بالإحباط عندما يدخل على شريكه وهو نائم.

 

العِناق والقُبْلة حتى ولو كان أحدهما متعبًا أو كلاهما مُتعبينِ؛ لأن ذلك يزيد من هرمونات السعادة، ويجعل كلًّا منهما أكثر رِضًا عن الآخر.

 

الابتعاد عن الأكل والشرب داخل الغرفة، حتى لا تتحوَّل إلى مطبخ وقاعة للطعام بعد تكدُّس الملاعق والصحون والكاسات؛ مما يُضفي على النفس الكآبة والمَلَل من المكان؛ لكن ممكن عمل مفاجأة بشِراء حلوى أو فطور للشريك الآخر، بشرط ألَّا تكون ممارسة مستمرة.

 

منع الأطفال من ممارسة ألعابهم فيها؛ بل لا يكون دخولهم إلَّا باستئذان، وتعليمهم أن هذه الغرفة لها خصوصيتها واحترامها.

 

أيها الأزواج، إن غرفة النوم بالنسبة للزوجين، مكان يرمز للحب والأُلْفة، وهو مكان للراحة والسكينة، وهي تمتاز عن سائر الغرف في المنزل؛ لذا كان واجبًا على الأزواج المحافظة عليها وعلى أهميتها في نفوسهم.

 

أسأل الله أن يصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصُل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم مَن يعبد الله على الحقِّ، وأن يجعل أولادَهم لَبِنات خيرٍ على المجتمع والوطن، وصلَّى الله على سيِّدنا محمد.