منوعات

الإدارة المدرسية: أهدافها ووظائفها – مكساوي –

لقد تغير دور الإدارة المدرسية عبر الزمن، بينما كان عملها روتينياً ينحصر في ضبط النظام داخل المدرسة ومتابعة دراسة الطلاب وجداول حضورهم وغيابهم واختيار طرائق التدريس التي يجب على المعلمين اتباعها والاهتمام بنظافة المباني المدرسية والأعمال المكتبية الأخرى، والآن لم يعد ذلك كافياً لا سيما بعد التطور الكبير الذي شهدته العلوم الإدارية فأصبحت الإدارة المدرسية محور العملية التعليمية التي تفعِّل بقية العناصر الأخرى وتنشِّطها وتوجد وتشرف على جميع أوجه النشاط التعليمي داخل المدرسة.

لم يتقوقع عملها داخل المدرسة فقط؛ بل تعدتها لتدخل إلى عمق المجتمع الذي توجد فيه المدرسة، وبذلك أصبحت الإدارة المدرسية علماً وفناً ولها أصول وقواعد تُدرَّس، فالمدير يجب أن يعرف مهامه بالضبط كيف عليه أن يؤديها، وأين يجب أن ينصب اهتمامه ليتمكن من إدارة وتوجيه العمل التربوي والإداري في مدرسته لتحقيق الأهداف المتوخاة.

الإدارة المدرسية:

الإدارة المدرسية من العلوم الإدارية الحديثة التي نشأت أولاً في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1946 بالتحديد؛ إذ قامت جامعة “كيلوج” بتقديم منحة للجامعات الأمريكية لدراسة هذا العلم وتطويره، وبعد الولايات المتحدة الأمريكية جاءت المملكة المتحدة؛ إذ قامت بالدراسات لتطوير الإدارة المدرسية، ومن ثم انتقل هذا العلم إلى باقي دول العالم وأصبحت إحدى العلوم التربوية الرئيسة.

إذاً فالإدارة المدرسية جزء من الإدارة التعليمية والتربوية، فهي ليست مستقلة بذاتها كما يعتقد بعض الناس؛ بل هي وحدة مسؤولة عن تنفيذ ما تقرره الإدارة التربوية العامة، فهي نشاط هادف منظم يضم جميع الجهود والنشاطات والعمليات التي يقوم بها المدير مع العاملين في المدرسة من معلمين وإداريين لإعداد المتعلم من جميع النواحي العقلية والنفسية والأخلاقية والوجدانية والجسمية بحيث يغدو عضواً فعالاً في المجتمع الذي يعيش فيه ويحقق التكيف والتأقلم معه.

توجد عدة دراسات تربوية تتعلق بالإدارة المدرسية، وسوف نورد في هذا المقال بعض التعريفات التي ذكرتها:

1. إبراهيم عصمت مطاوع:

هي الوحدة القائمة بتنفيذ السياسة التعليمية ويقوم على رأسها ناظر أو مدير مسؤوليته الرئيسة هي توجيه المدرسة نحو أداء رسالتها وتنفيذ اللوائح والقوانين التعليمية التي تُصدَر من الوزارة.

2. محمد منير مرسي:

هي كل نشاط منظم مقصود وهادف تتحقق من ورائه الأهداف التربوية المنشودة من المدرسة، والإدارة المدرسية ليست غاية في حد ذاتها؛ وإنَّما وسيلة لتحقيق الأهداف العلمية التعليمية.

3. محمد الصغير:

هي الكيفية التي تدار بها المدرسة في مجتمع ما وفقاً لأيديولوجياته وظروفه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها من القوى الثقافية، وذلك لتحقيق أهدافها في إطار مناخ تتوفر فيه العلاقات الإنسانية السليمة والمفاهيم والأدوات والأساليب العصرية في التربية للحصول على أفضل النتائج بأقل جهد وتكلفة.

4. صلاح عبد الحميد مصطفى:

هي مجموعة عمليات وظيفية تمارَس بغرض تنفيذ مهام تعليمية معينة بواسطة آخرين عن طريق تخطيط وتنظيم وتنسيق ورقابة وتقويم جهودهم، وتؤدَّى هذه الوظيفة من خلال التأثير في سلوك الأفراد وتحقيق الأهداف المنشودة.

5. محمد حسين العجمي:

جميع الجهود والنشاطات والعمليات، من تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة، التي يقوم بها المدير مع العاملين معه من مدرسين وإداريين؛ بغرض بناء وإعداد التلميذ من جميع النواحي عقلياً وأخلاقياً واجتماعياً وجسمياً، بحيث يستطيع أن يتكيف بنجاح مع المجتمع ويحافظ على بيئته المحيطة ويساهم في تقدُّم مجتمعه.

إذاً الإدارة المدرسية هي كل نشاط يتحقق من خلال أغراض تربوية، ويقوم بتنسيق وتوحيد الجهود داخل المدرسة للمضي قدماً في تحقيق الأهداف التربوية العامة للمجتمعات والدول على أسس سليمة.

أهداف الإدارة المدرسية:

الإدارة المدرسية هي الشعاع المضيء الذي ينير الطريق للمتعلم والمعلم لتقديم كل ما هو مميز وناجح، ويتعاظم دور الإدارة المدرسية يوماً بعد يوم، وتختلف أهداف المدرسة اليوم من مجتمع لمجتمع آخر ومن مرحلة زمنية إلى أخرى؛ إذ توجد مجموعة من العوامل التي تؤثر في هذه الأهداف منها حجم المدرسة والمرحلة التعليمية وعمر التلاميذ فيها والعاملين ونوعية مؤهلاتهم وميولهم الشخصية.

  • العمل على توفير الإمكانات المادية والبشرية اللازمة لتأدية رسالة المدرسة ونشرها.
  • تهيئة الظروف المناسبة لسير العملية التعليمية وتحسينها.
  • العمل على ربط المدرسة بالمجتمع الخارجي فكلما تعزز هذا الرابط استطاعت المدرسة تأدية رسالتها بشكل أفضل.
  • تنمية ميول التلاميذ ومهاراتهم من خلال تزويدهم بالمعارف اللازمة.
  • تعريف التلميذ بواجباته وحقوقه تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه.
  • تشجيع التلاميذ ومساعدتهم على إقامة العلاقات الإنسانية الجيدة مع الآخرين والتعاون معهم باستمرار.
  • غرس القيم والأخلاق الفاضلة في المتعلمين.
  • تعريف المتعلمين إلى مصادر الثروة الوطنية وكيفية الحفاظ عليها.

شاهد بالفديو: 8 نصائح تساعد الأطفال والآباء على الاستعداد للعودة إلى المدرسة

YouTube video
 

وظائف الإدارة المدرسية:

  • رصد الاتجاهات العامة في المجتمع الاجتماعية والاقتصادية الهامة.
  • تقديم الاقتراحات والمساهمة في وضع المناهج الدراسية الملائمة للطلاب.
  • إدارة وتنظيم البناء المدرسي بما فيه من غرف صفية ومكتبة ومخابر وموجوداتها من وسائل تعليمية وتجهيزات حساسة.
  • تزويد المتعلم بالخبرات والمعارف والعلوم المختلفة التي تتناسب مع متغيرات العصر وتسهم في تربيته وتعليمه وتحقِّق النمو الكامل له.
  • التواصل الفعال مع آباء التلاميذ وتهيئة الجو الملائم لالتحاق التلاميذ الجدد بالمدرسة.
  • تحليل درجات التلاميذ وتفسير معناها ورصد الاحتياجات اللازمة لكل منهم لتحسين تحصيله.
  • تكييف البرنامج التعليمي ضمن المدرسة مع المتغيرات التي تحدث في المجتمع، إضافة إلى تنظيم البرامج البيئية.
  • تقصِّي حاجات كافة العاملين في المدرسة من إداريين ومعلمين والتعبير عنها أمام الجهات المعنية والاهتمام بالرضى الوظيفي لهم.
  • التعرف إلى حاجات النمو المهني للمعلمين وتقدير كفاءتهم باستمرار.
  • تقويم الخطط التربوية من خلال تصميم البرامج الفعلية.
  • ترجمة الخطة التربوية العامة إلى خطة واقعية.
  • اختيار العمال المناسبين من الحراسة وخدمات الصيانة للمدارس.
  • تحديد الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية في المدرسة والعمل على اتخاذ القرارات المناسبة لتعزيز الإيجابية وتحسين السلبية.
  • تفويض المسؤوليات إلى الأشخاص المناسبين في المدرسة.
  • الوقوف على المشكلات التي يواجهها الإطار التنظيمي للمدرسة، وتحديدها بدقة، وإيجاد الحلول المناسبة بسرعة؛ للمحافظة على دور المدرسة التربوي والتعليمي واستمرار العمل بها.
  • إدارة شؤون التلاميذ من خلال تنظيمهم في تشكيلات منظمة وتنظيم قبولهم من حيث التسجيل والمتابعة وإدارة نشاطاتهم الصفية واللاصفية ووضع نظام دقيق للسجلات المدرسية بحيث يتم الاحتفاظ بهذه السجلات بشكل منظم وسليم وبأمان.
  • مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ والعمل على محاولة تقليلها، والعمل على مراعاة الفروق الفردية بين الأعضاء العاملين عند توزيع المهام بما يتلاءم مع ميول واستعدادات كل فرد.
  • توفير الاتصال الفعال بين الصفوف المختلفة والكوادر التعليمية داخل المدرسة من خلال امتلاكها لمهارات التواصل الفعال.
  • إضفاء جو مريح من العلاقات الإنسانية والعمل على رفع الروح المعنوية للعاملين كافة من خلال تهيئة الظروف النفسية والمحفزة على العمل.
  • تقديم الرعاية الصحية للطلاب وخدمات التوجيه والإرشاد المدرسي.
  • تنظيم الامتحانات وإدارتها وإصدار نتائجها ووثائقها بدقة.
  • جرد خزينة المدرسة للتأكد من صحة العمليات فيها.

خصائص الإدارة المدرسية:

  • الإدارة المدرسية هادفة: تسير وفق خطة مرسومة ومخطط لها بشكل مسبق فهي ليست خططاً عشوائية وتُنفذ بطرائق اعتباطية.
  • الإدارة المدرسية إيجابية: إذ إنَّها تمارس دور القائد الذي يعمل على تجاوز السلبيات والتمسك بإيجابيات الموقف.
  • الإدارة المدرسية ديمقراطية: هي إدارة تدرك المصلحة العامة وتعمل على تحقيقها، وتؤكد دائماً على ضرورة مشاركة الجميع في اتخاذ القرار.
  • الإدارة المدرسية إنسانية: فهي إدارة تعمل على الاستماع لمشكلات كل من الطلاب والعاملين في المدرسة ومساعدتهم ودعمهم باستمرار.

معوقات الإدارة المدرسية:

  • عدم تحديد الأهداف التربوية بوضوح.
  • عدم تحديد مهام أعضاء هيئة الإدارة المدرسية بدقة.
  • عدم توفر الكوادر البشرية المؤهلة المدربة على طبيعة العمل المدرسي.
  • ضعف الإمكانات المادية من مبانٍ مدرسية مؤهلة بالغرف الصفية والمكتبات والمخابر والوسائل التعليمية اللازمة لتحقيق أهداف المدرسة التعليمية.

في الختام:

الإدارة المدرسية هي الأساس الذي يعتمد عليه المجتمع في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، فالإدارة المدرسية هي فرع من فروع الإدارة التعليمية، وتوصف بأنَّها وحدة تنفيذية تهدف إلى تنظيم الأعمال التي يقوم بها العاملون في المدرسة؛ من أجل تحقيق الغايات والأهداف التربوية بأسرع وقت وأقل جهد؛ للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.

تعمل الإدارة المدرسية على الارتقاء بمستوى أداء العاملين عن طريق تعريفهم بواجباتهم ومسؤولياتهم وتوجيههم التوجيه التربوي السليم وتنسيق العمل المدرسي والإشراف على برامج النشاطات المدرسية المختلفة واتخاذ القرارات الخاصة بالطلاب، فالإدارة المدرسية ذات وظيفة إيجابية تضعها الدولة رغبةً منها في إعداد الأجيال بما يتفق مع أهدافها وأهداف المجتمع.