منوعات

أيقونة السياحة الأوروبية مارسيليا MARSEILLE بقلم يوسف عبدالرحمن

[email protected]

وصف الصورة

أول من أمس الأحد 15 يناير 2023م بدأت جولتنا الكروزية السندبادية، حيث وصلنا من برشلونة إلى ميناء مرسيليا الساعة الثامنة صباحا، وشاهدت تنفس الصباح (المرسيلي) والذي يعج بآلاف من السياح القادمين إليها من أقطار العالم، لنبدأ جولتنا السياحية في أرجاء هذه المدينة الأوروبية الساحرة التي تعتبر أيقونة السياحة الأوروبية وعاصمة الثقافة وثاني أكبر مدينة في فرنسا بعد العاصمة باريس، ويبلغ عدد سكانها حوالي 850 ألف نسمة في نطاقها الإداري، و1.7 مليون من سكان مرسيليا الكبرى.

عندما تخرج من الباخرة الكروز البحري بعد الإفطار، أمامك أكثر من وسيلة، إما التاكسي ويكلف توصيلك لسنتر المدينة حوالي 35 يورو، وإما الباص الذي يكلفك 17 يورو.

ركبت التاكسي مع الأخ السائق عماد والذي يعمل في مدينة مرسيليا منذ 25 عاما، ويقول بألم: صارت نار غالية، كانت المعيشة أقل بكثير قبل جائحة كورونا، والآن تعاني الطبقة المتوسطة من ارتفاع الأسعار والغلاء. ويختم: لا نهتم كثيرا بالخلافات العربية لأننا كشعب من المغرب العربي تربطنا وشائج القربى والدم والدين وقد شجعنا فريقي المغرب وتونس!

سنتر المدينة

يتوسط مركز المدينة مرسيليا ومن يناظر العمارات والمجمعات ويعرف التاريخ يعي ان المدينة العريقة تحمل عبقا تاريخيا بدليل قلاعها وجزرها وحصونها التاريخية وأيضا ديموغرافية شعبها الخليط من أعراق مختلفة وعادات وتقاليد وثقافة، كل هذا جعل من مرسيليا أولى مدن أوروبا الغربية ذات الغالبية العربية الإسلامية من المهاجرين اضافة الى الافارقة.

ميناء لافت للنظر

عندما ترى قوافل الكروزات البحرية وحجم الحاويات تعي أنك أمام ميناء تاريخي له تاريخ نضالي، فلقد دمر هذا الميناء في عام 1944 وأعيد بناؤه بعد أن دفعت إيطاليا وألمانيا تعويضات كبيرة لتطوير هذا الميناء الحيوي.

تعتبر مرسيليا مالكة لواحد من أكبر الموانئ الأوروبية، وخلال هذا القرن قامت فرنسا بجعل مرسيليا من اكبر مدنها السياحية والأكثر جذبا للسياح بعد أن شهدت هذه المدينة العريقة تطويرا وتجديدا شمل كل البنية التحتية التي جعلها واحدة من اجمل الوجهات الأوروبية جاذبة للسياح والمؤتمرات والفعاليات التجارية والصناعية والسياحية.

وصف الصورة
وصف الصورة

قبلة المكتشفين

تعتبر مرسيليا من المدن الأوروبية التي تملك مقومات السياحة بمختلف أنواعها، ففيها ركائز سياحية يحبها السائح الأوروبي خاصة القلاع والحصون والكهوف والشواطئ.

وصف الصورة

لا عجب عزيزي القارئ أن تعرف أن المدينة تعرضت للغزاة عبر التاريخ، فلقد غزاها الإغريق وفيها آثارهم وتاريخهم لكنها حافظت عبر الدهور على فرنسيتها، وبها اليوم احلى الفنادق والمراكز الثقافية والنوادي ودور السينما والمعارض الفنية ودور الأزياء والأماكن الترفيهية.

تسوق الماركات

تتميز مرسيليا بوجود أسواق الماركات العالمية لا سيما الحقائب وشنط اليد والأحذية والساعات، خاصة للماركات الفرنسية الشهيرة ومحلات العطور، ولعل ما يميز مرسيليا وجود هذه المحلات الموجودة في الولايات المتحدة وبريطانيا وربما الأسعار او البصمة الفرنسية، كما ان هناك مركز بورس التجاري الذي يقع خلف فندق كانيير يعود للقرن الماضي، والمحلات مفتوحة من 8 صباحا الى 7 مساء ما عدا السبت والأحد العطلة الاسبوعية.

شواطئ مرسيليا

شاهدت بعضها وهي بالفعل مجموعة من الشواطئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وتستطيع انت كسائح خاصة في فصل الصيف ان تحظى بضيافة (مرسيلية) على هذه الشواطئ الممتدة برمالها البيضاء، وقد نظمت مرسيليا بطولة كأس الكرة الشاطئية وهي اول بطولة تقام خارج البرازيل.

وهناك شاطئ دو برادو الذي يأتي اليه زوار من كل انحاء العالم، حيث المياه الزرقاء الكريستالية والرمال الذهبية والأسعار المناسبة.

قلعة شاتودي ايف

تعتبر من أفخم معالم السياحة في مرسيليا، وقد تم بناؤها كحصن من قبل الملك فرانسوا الأول في مطلع القرن السادس عشر، وتقع في الجزر ضمن مجموعة رائعة من الارخبيلات والخلجان والمياه الفيروزية بكل منحدراتها الحجرية من الجير الصلب وزانها هذا الكم من القلاع والحصون التاريخية الشامخة.

حديقة كالانكويس الوطنية

من أفضل الأماكن التي يجب ان تزورها باعتبارها محمية طبيعية حديقة كالانكويس الوطنية وهي الأولى في أوروبا وتضم جبالا وأراضي ممتدة، ويفضلها المغامرون خاصة الذين يحبون المشي وتضم جنباتها كثيرا من الفعاليات الرياضية والترفيهية والتسويقية.

متحف مرسيليا

من المعالم التي يجب أن تزورها كي تتعرف على تاريخ مرسيليا متحفها الوطني العريق والذي يضم في جنباته كل ما مر في العصور الوسطى من احداث، ولايزال شاهدا على غزاة ومحتلين مروا بمرسيليا ورحلوا، وبقيت مرسيليا شامخة بأهلها عبر التاريخ.

إلى اللقاء في جزيرة جنوة الإيطالية