منوعات

انفتاح مجالات الترجمة: آفاق مستقبلية

انفتاحُ مَجالات التَّرجمة: آفاقٌ مُستقبليَّة

 

نودُّ في هذا الموضوع التَّفصيل في فِكْرَةِ انفتاح مجالات الترجمة، وكيف يُمكن لهذا التخصص أن يكون سببًا في نهضة بلداننا العربية على الصَّعيدين: المعرفي، والثقافي.

نتناولُ في بداية المقال فِكْرَةَ الانفتاح، وضرورة أن يتحلَّى المترجمون بهذا النمط من التفكير؛ لأنه يستحيلُ تضييق النظرة تُجاه الترجمة وحَصرها في قوالب لغوية، لا نُقلِّل البتَّة من قيمتها، إلا أنَّه ليست المُبتغى في ألفية سريعة الحركة المعرفية.

لو نتأمَّل مثلًا في تَمازج الترجمة مع العلوم المعرفية في مطلع القرن الواحد والعشرين، وباتت وسائل تجريبية ذات طبيعة علمية صِرْفَةٍ، تملكُ سطوةً على بعض حُقول البحث في تخصص الترجمة.

لِنَطْرُقِ الآن جانب الوسائل التكنولوجية الحديثة، وأَثَر الذكاء الصناعي وآليَّاته على العمل الترجمي، ومِثْلُ هذه المظاهر تُعبِّر بدقَّة عمَّا وصلت إليه دراسات الترجمة المُعمَّقة، وتخلُّصها من بُعْدٍ لغويٍّ رُبَّما يُقزِّم من وظائفها المنوطة بها تأديتها.

نشيرُ لشقِّ “تداخل التخصُّصات” في “علم الترجمة”، ولِنَتَمَعَّنْ في نُقْطَتَي التداخُل والعلمية، وهذا ما يمنحُها آفاقًا لا حَصْرَ لها، ما يُشكِّل سبيلًا لِلْمُضِيِّ قُدمًا في بحوث الترجمة خاصَّة الأكاديمية.

لِمَ لا تكون مشاريعنا المستقبلية مبنية على تَنَوُّعِ آفاق الترجمة في شتَّى المجالات العلمية والثقافية، وأَثَرِ أعمال المترجمين في “الترجمة المتخصصة” و”الترجمة الأدبية”، فالترجمة تُلامِس مَفَاصِلَ حسَّاسة في المجتمع؟

يتمُّ الاهتمام بشكل كبير بالمترجمين في الدول المتقدمة، ولهم وظائف حاسمة، ويُزوِّدون سَاستهم بترجمات وتقارير عن أحوال الأسواق الاقتصادية على سبيل المثال، وعلى هُداها تُسطَّر المشاريع الاقتصادية، وخُطط غزو الأسواق العالمية بالمُنتجات التي تتطلَّبها جودةً وسِعْرًا.

لو نعودُ للمجال الأدبي، والعملُ مُشْتَرَكٌ عندهم عند ترجمة المؤلفات الأدبية؛ لأنهم يمنحون قيمة عالية للقراءة والثقافة، ويَستهدفون أَبْرَزَ الأعمال الأدبية بالعالم وتُترجَم للغاتهم، تعريفًا بها لشُعوبهم، ومنها الأعمال الأدبية التي وَرَدَتْ باللغة العربية.

الفِكْرَةُ التي نرغبُ الوُصول إليها هي أن الترجمة مَضَتْ أشواطًا في دراساتها المُعمَّقة، والتَّصميم على فِكْرَةٍ مُحدَّدة يُقلِّل من شأنها، ولِيَعْلَمِ القارئ الكريم أن الترجمة رائدةٌ في التاريخ الإسلامي، وكان المترجم بمثابة المُستشار الذي يُؤخذ برأيه لاطِّلاعه على ما يُدوَّن باللغة الإغريقيَّة، وهذه هي نظرتنا تُجاه الترجمة: علمٌ شاملٌ مُتعدِّد التَّخصصات، وأبعادُه وآفاقه لا تُحصى، ويُمثِّل أملًا في نهضة علمية في الدول العربية.

رابط المصدر