منوعات

كيف تتوقف عن اختلاق الأعذار وتبتكر؟

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن “ديف نيميتز” (Dave Nemetz)، ويُحدِّثنا فيه عن رحلته مع تقبُّل نفسه بوصفه مبدعاً.

قال لي صديق جامعي عند رؤيته على رفٍّ في منزلي: “قراءة كتاب لا تجعلك مبدعاً”، فشعرت بالإحراج وتلعثمت وأنا أقدم الحجج، وفي وقتٍ لاحقٍ من ذلك اليوم خبَّأت الكتاب في خزانة قبل أن أقرأ شيئاً منه، وأنا أفكر في أنَّ ما قاله صحيح تماماً.

قادتني مسيرتي المهنية من ذلك الموقف مباشرة إلى حافة الإبداع دون أن أغوص فيه أبداً، أحياناً كنت أقترب قليلاً على سبيل المثال لتقديم بعض الملاحظات للمحرر، أو أتعمق أكثر عند إعطاء ملاحظات عن إعادة تصميم الموقع؛ ولكنَّني قمعت دوافعي الإبداعية وكان كلُّ اقتراح مني ممزوجاً بتذكير بالحياة المهنية التي اخترتها، وهي عالم الأعمال الذي لا يمت للإبداع بصلة.

شاهد: 8 طرق لتنمية الإبداع في نفسك

YouTube video
 

الناقد الداخلي:

أنا الآن في أواخر الثلاثينيات من عمري، ومنذ فترة بدأت الكتابة وكان عذري الملل، فبدأت بكتابة اليوميات وجمع الأفكار التي تتبادر إلى ذهني وتدوينها، وبمرور الوقت تحولت صفحات اليوميات إلى موضوعات من قصص قصيرة عن حياتي السابقة إلى تأملات في المينتورينغ والأشياء القاسية التي لا بدَّ من أن يمر بها المؤسسون جميعهم.

قررت في وقت ما مشاركة مقالاتي، ونتيجة لذلك أصبحت الآن جزءاً من مجتمع القراء، ثُمّ بعد بضعة أشهر قدمني المضيف في مكالمة فيديو إلى بقية المجموعة بقوله: “مرحباً بالجميع قابلوا ديف هو مؤسس ناجح ومبتكر”.

شعرت بالارتباك فقد كانت الكتابة برأيي مجرد هواية لي، وبالتأكيد لم تمنحني الحق لأدعو نفسي مبتكراً؛ فبدا لي أنَّ عدم تصحيحه سيكون بمنزلة الخداع ولم أكن أريد أن يكوِّن أحد صورة خاطئة عني؛ لذا شجعت نفسي لتصحيحه؛ ولكنَّني حينها تذكرت تلك النسخة المخبأة من كتاب الإبداع، فابتسمت وأومأت برأسي بدلاً من ذلك دون أن أقدم عذراً آخر.

لماذا خجلت من الإبداع هكذا؟ ما الذي كنت أخفيه كلَّ تلك السنوات؟ أعتقد أنَّ الجواب هو الناقد الداخلي، ذاك الصوت الذي ينقد كلَّ فكرة جديدة تراودك ليثبط عزيمتك ويخبرك بأن تلتزم بما أنت معتاد عليه وألا تخاطر.

كلُّ عذر واهن محاولةٌ مهينةٌ لإرضاء الناقد الداخلي، ولكن إذ اخترت الهروب والخضوع له ستشعر براحة مؤقتة فقط، ومع كلِّ استسلام يزداد صوت الناقد الداخلي قوة.

في الختام:

أدركت في أثناء كتابة هذا المقال أنَّ الملل لم يكن السبب الحقيقي لبدئي الكتابة، ربما كان نوعاً من العذر أو حيلة ذكية مقنعة بما يكفي في وجه الناقد؛ ولكنَّه خصم قوي وحتى الآن في كلِّ مرة أشرع بالكتابة أو بنشر مقال جديد يصرخ الناقد الداخلي في وجهي؛ ولكنَّني أختار تجاهله تماماً في أغلب الأحيان وأفتح المجال للإبداع.