منوعات

حسِّن ذاكرتك عن طريق التأمُّل

لذلك يمكن أن تساعدك ممارسة التأمُّل على تطوير ذاكرتك قصيرة الأمد؛ ولهذا الغرض بالذات سنستعرض في هذا المقال أبرز الخطوات اللازمة للقيام بالتأمُّل، وما هي أهم النصائح قبل أن تبدأ بالتأمُّل، وكيف تزيد من قدرتك على التأمُّل، فإذا كنتَ من المهتمين بذلك، فتابِع معنا.

نصائِح لاعتماد التأمُّل كطريقة لتحسين الذاكرة:

أشارت الكثير من الدراسات إلى أنَّ للتأمُّل دوراً كبيراً في تحسين الذاكرة، لكن لا بدَّ من الانتباه إلى بعض النصائح للبدء بشكل صحيح بالتأمُّل، ألا وهي:

1. ابدأ اليوم:

قد تندهش من أنَّك لست بحاجة إلى ممارسة التأمُّل لفترة طويلة لبدء رؤية النتائج، وفحصت إحدى الدراسات العلمية كيف استجابت مجموعة من الطلاب للتأمل مع أسبوعين فقط من ممارسة التأمل “10 دقائق في اليوم”؛ إذ التمسَ الطلاب نتائج اختبار التأمُّل بشكل ملحوظ بعد مرور وقت قصير فقط “عدة أيام”. في الواقع تُظهِر بعض الدراسات أنَّ أقل من أربعة أيام من التأمُّل يمكن أن تحسِّن انتباهك وذاكرتك.

2. تدرَّب جيداً وبانتظام:

التدريب كل يوم أمر مثالي؛ إذ سيساعدك القيام بذلك على دعم ذاكرتك، وفي الواقع يمكن أن يكون توزيع الفترات على مدار اليوم مفيداً؛ على سبيل المثال التأمُّل لمدة 10 دقائق في الصباح و10 دقائق في فترة الظهيرة و10 دقائق في المساء، ومع ذلك إذا وجدتَ أنَّك لا تستطيع التدريب كل يوم، فافعَل ذلك قدر المستطاع.

3. نمِّ اليقظة لديك:

الذهن جزء من التأمُّل ولكنَّه أيضاً شيء يمكنك دمجه في حياتك اليومية، واليقظة في أبسط صورها تعني فقط الانتباه؛ أي بعبارة أخرى ضع نفسك في اللحظة الحالية بدلاً من ترك عقلك يفكر في مكان آخر.

على سبيل المثال عندما تكون في الحمام، امنع نفسك عن التفكير في اليوم التالي، وبدلاً من ذلك ركِّز في شكل الحمام، واشعُر بحرارة الماء على بشرتك وكيف يلامس الصابون جسمك، وانتبه إلى رائحة الصابون أو الشامبو اللطيفة، ودَع نفسك تشعر حقاً بكل إحساس تحسه.

يمكنك ممارسة هذه التقنية في أي مكان؛ على سبيل المثال في أثناء غسل الأطباق توقَّف لحظة للتركيز حقاً فيما تفعله، واسمَح لنفسك بأن تشعر بالماء الدافِئ على بشرتك ووزن الطبق في يديك، فهذا سوف يحفر في ذاكرتك كلَّ ما يحدث ويجعلك مدركاً لكل ما يحدث من حولك دون تشتت.

4. تدرَّج في ممارستك للتأمُّل:

قد ترغب في ممارسة التأمُّل لمدة ساعة كل يوم، ومع ذلك لا يستطيع معظم الناس الاستمرار في هذا النوع من الممارسة في حال لم يمارسوا التأمُّل من قبل، ومن الأفضل أن تبدأ بوقت قصير وبعدها تزيده شيئاً فشيئاً لتستغرق وقتاً أطول في النهاية؛ إذ يمكنك البدء بثلاث دقائق في اليوم.

شاهد بالفديو: 6 نصائح حياتية هامة لتنشيط العقل وتقوية الذاكرة

YouTube video
 

تعلَّم التأمُّل اليقظ الذي من شأنه دعم الذاكرة لديك:

إذا كنتَ ترغب في تحسين ذاكرتك، فلا بدَّ من تعلُّم التأمُّل اليقظ؛ لذلك إليك أبرز الخطوات للقيام بالتأمُّل اليقظ:

1. اختيار مكان مناسب للتأمُّل:

حقاً يمكنك أن تتأمَّل في أي مكان، لكن من الجيد اختيار مكان لا يشتت انتباهك وخاصةً عندما تبدأ لأول مرة؛ فأوقف تشغيل التليفزيون وابتعد عن المشتتات، ويمكنك حتى إنشاء مركز تأمل صغير في زاوية من منزلك مع شمعة أو أي شيء تحب التركيز فيه.

2. الجلوس جلسة صحيحة:

يمكنك الجلوس على كرسي أو على الأرض الأمر متروك لك، ومع ذلك تأكَّد من أنَّك مرتاح نسبياً؛ إذ لا يجب الضغط على جزء واحد من جسمك في أثناء جلوسك، وحاوِل أن تجلس منتصباً لكن ليس لدرجة تجعلك تشعر بالإجهاد.

3. الانتقال إلى حالة الاستقرار:

اقضِ بضع دقائق في إعادة نفسك إلى الحالة الذهنية الصافية، وركِّز في الشمعة إذا كان ذلك يساعدك، وليس عليك أن تكون مركزاً تماماً، لكن عندما تشعر بأنَّ عقلك يجول في بعض الأمور، اجعلهُ يسترخي.

4. التركيز في تنفسك:

بمجرد أن تستقر حاول الانتباه إلى تنفسك فقط، وركز في دخول الهواء وخروجه، فليس عليك تغيير سرعة تنفسك؛ وإنَّما بدلاً من ذلك فقط ركِّز انتباهك فيه، وركز مع كل نفس في حركة صدرك في الشهيق والزفير، وعندما يشرد عقلك أَعِده إلى أنفاسك.

5. الاستمرار في إعادة تركيزك بعد كل تشتت:

كلَّما جلست لفترة أطول، زادت احتمالية شرود عقلك، إنَّه أمر طبيعي في الواقع، والشيء الهام هو الاعتراف بأنَّك تشتَّتَ وعدتَ إلى تركيزك، فحاوِل التقليل من حالات التشتت لديك عن طريق إعادة التركيز في أنفاسك.

6. تجربة التنفس العميق:

إحدى الطرائق البسيطة لبدء التأمُّل هي تجربة التنفس العميق، فابدأ بوضع يدٍ على صدرك ويدٍ على بطنك، وعندما تتنفس يجب أن تلاحظ أنَّ بطنك يتوسع أكثر من صدرك؛ وذلك لأنَّك تحاول التنفس بعمق قدر الإمكان، ويمكن أن يساعدك إغلاق عينيك على ذلك، فتنفَّس ببطء من خلال أنفك، واحبس النفس وعُدَّ حتى سبعة ثم اتركه يخرج ببطء من فمك حتى العد إلى ثمانية، طبعاً يكون العد في رأسك.

حاوِل أن تأخذ خمسة أنفاس عميقة في كل مرة تمارس فيها هذه الرياضة.

نصائح من شأنها أن تطوِّر مهارات التأمُّل:

بعد إتقانك للخطوات الأساسية للتأمُّل لا بدَّ أن تتعلَّم بعض الأمور التي من شأنها تحسين قدرتك على التأمُّل وزيادة جودته، ومن ثم تستطيع بشكل أفضل أن تحسِّن الذاكرة لديك؛ لذلك لا بدَّ من معرفة بعض الأمور ألا وهي:

1. لا تدع الإلهاء يجعلك قلقاً:

يتشتَّت انتباه الجميع عند التأمُّل، وعندما تبدأ لأول مرة قد يجعلك ذلك قلقاً أو غاضباً من نفسك، ومع ذلك بدلاً من أن تغضب فقط حاول أن تدرك متى تنجرف أفكارك واسحبها مرة أخرى إلى التأمُّل.

2. أَدرِك أنَّ حتى القليل من التأمُّل يمكن أن يساعدك على تحسين ذاكرتك:

قد تعتقد أنَّه يتعين عليك التأمُّل كل يوم في وقت معيَّن حتى يكون ذلك مفيداً؛ لذلك إذا وقعت في هذا التفكير، فقد تجد نفسك تستسلم إلى فكرة أنَّك قد تفوتك بضعة أيام، فضَع في حسبانك أنَّ حتى القليل من التأمُّل يمكن أن يساعد على تحسين ذاكرتك؛ لذلك حاوِل التأمُّل عندما تستطيع حتى لو لم تجد الوقت للقيام بذلك كل يوم.

3. تعلَّم التأمُّل بطرائق عديدة:

إذا كنت لا ترغب في الالتحاق بمركز لتعلُّم التأمُّل، فما يزال في إمكانك الاستفادة من تجربة الآخرين، فحاول تعلُّم التأمُّل، ويمكنك العثور على العديد من الطرائق عبر الإنترنت أو يمكنك تنزيل تطبيقات مجانية، وسيرشدك الشخص الموجود على الطرف الآخر إلى الطريق الصحيح لأداء عملية التأمل الموجه؛ مما سوف يساعدك على تعلُّم كيفية القيام بذلك.

4. نوِّع طرائق التأمُّل:

ليس عليك التأمُّل بنفس الطريقة في كل مرة؛ على سبيل المثال يجد بعض الناس أنَّ التأمل في أثناء المشي مفيد؛ لذلك امشِ لمدة عشر دقائق مع التركيز في الأحاسيس المختلفة، وابدأ بالشعور بجسدك وهو يمشي مع التركيز حقاً فيما تشعر به في أثناء قيامك بالحركات، وانتقل إلى الشعور بالتنفس، وبعد ذلك ركز فيما تشعر به عندما يلامس الهواء بشرتك ثم حاوِل التفكير فيما تراه تماماً ثم فيما تسمعه.

5. ضع في حسبانك أنَّك تستطيع تعلُّم التأمل باحترافية عالية في أحد مراكز تعليم التأمُّل:

في حين أنَّ مراكز تعليم التأمُّل ليست متاحة للجميع، إلَّا أنَّه من المفيد أن تتعلم التأمُّل فيها؛ مما يسهِّل عليك جعلها ممارسة يومية، إضافة إلى ذلك إذا لم تكُن لديك أيَّة فكرة من أين تبدأ، فسوف يساعدك ذلك المركز على اكتشاف نقطة بداية جيدة.

قد تجد أيضاً دروساً في التأمل من خلال مكتبتك أو المتنزهات المحلية وقسم الترفيه وبعض الكنائس التي تقدم دروساً في التأمل، وخاصةً تلك التي تتبنى التقاليد الأخرى مثل اليونيتاريان والتوحيد العالمي.

في الختام:

نحن نرى أنَّ صحة الإنسان ملك يديه، لكن عليه أن يعرف كيف يتصرف، وعليه أن يعي أنَّه يجب أن يجعل بعض الأمور الصغيرة والمفيدة جداً جزءاً من حياته اليومية لكي يعيش حياة صحية لا تشوبها شائبة، فقد تعرَّفنا في هذا المقال إلى أبرز طرائق تحسين الذاكرة ألا وهي التأمل؛ والذي يُعَدُّ من أهم الرياضات الروحية وأبرز وسائل الوقاية من الخرف الذي يُصاب فيه الكثيرون من المسنين؛ لذلك أنا شخصياً أنصح الجميع بممارسة التأمل وجعله جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، ولا بدَّ من الإشارة إلى وجود فوائد كثيرة للتأمل؛ للصحة النفسية والجسدية وليس فقط لتحسين الذاكرة.