منوعات

6 أمثلة توضِّح كيف يغيِّر الموقف الإيجابي حياتك بالكامل

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب “لانر سولارين” (Lanre Solarin)، ويحدِّثنا فيه عن كيفية تغيير موقفك السلبي إلى موقف إيجابي.

قرأتُ أحد كتب المساعدة الذاتية، واسمه “الأهداف” (Goals)، للكاتب “بريان تريسي” (Brian Tracy)، والذي يتحدَّث عن وضع الأهداف وتحقيق الإنجازات، وعندها تغيَّر كل شيء بالنسبة إليَّ، فقد بدأت أرى المواقف السلبية تحديات وفرصاً للتعلُّم.

لقد تبيَّن لي أنَّ هذه المواقف السلبية مفيدة لي عندما قرَّرت رؤية الإيجابية وسط كل السلبيات، فعندما ترى كوباً من الماء نصف ممتلئ، فيمكنك أن تقول عنه نصف فارغ ويجب أن أفرغه، كما يمكنك أن تقول عنه نصف ممتلئ ويجب أن أملأه كاملاً، ففي الحالة الأولى أنت تنظر نظرة سلبية إلى الكوب، أمَّا في الحالة الثانية فأنت تنظر إليه نظرة إيجابية، والسبب هو موقفك الإيجابي.

لكن للأسف، يأخذ معظمنا بالمنظور السلبي للأمور تلقائياً، وهذا ليس ذنبنا، فنحن نتاج للبيئة والظروف التي نمرُّ بها يومياً، والأشخاص السلبيين الذين نلتقي بهم يومياً، فكل هذا يجعل منظورنا للحياة سلبياً، ويصبح وضعنا الطبيعي، ولا نشكِّك بوجود أي خطأ فيه.

فربما يجب أن نتساءل هنا هل تبنِّي موقف سلبي من الحياة هو بسبب الطريقة التي نُعامَل بها، أم لأنَّنا نريد التصرف بهذه الطريقة وحسب؟ نحن نختار رؤية الأمور بطريقة سلبية بسبب عواطفنا.

ردود الفعل السلبية هي نتيجة العواطف السلبية:

عندما ينتابك شعور سلبي مثل الغضب، فإنَّك تتوقف عن رؤية الجانب الإيجابي في أي شيء تلقائياً؛ لذلك عندما تنتابك نوبة غضب، تجد نفسك ربما تتَّجه نحو شيء لتكسره، وأي شيء تختاره يغدو بلا قيمة، لأنَّك فقدت السيطرة على أعصابك بمجرد أن يسيطر عليك الغضب.

هذه هي قوة العواطف، وهي التي تحدِّد وجهة نظرك تجاه أي شيء في أي وقت؛ لذلك إذا أردت رؤية الجانب الإيجابي فأنت تحتاج أولاً إلى استبدال عواطفك السلبية بعواطف إيجابية، وللقيام بذلك سنشبِّه الأمر بالتحول من عدد سالب إلى آخر موجب في الرياضيات؛ إذ سنمرُّ حتماً بالصفر في هذه العملية، والصفر هنا قيمة محايدة أي ليس موجباً ولا سالباً.

هكذا عندما تشعر بشعور سلبي فكِّر في الرسالة من هذا الموقف الذي أدَّى إلى شعورك بهذه الطريقة، وهنا ستنتقل من حالة الشعور الذي شبَّهناه بالعدد ذي القيمة السالبة إلى وضع التفكير الذي شبَّهناه بالصفر.

هذه بعض الأمثلة عن كيفية تطبيق ذلك، وكيف يمكنك أن تغيِّر حياتك باستخدام هذه التقنية:

1. أنت تقود سيارتك وفجأةً يتجاوزك سائق متهور دون سابق إنذار:

تقول وجهة نظرك السلبية إنَّ هذا السائق متهوِّر، ولا يكترث بحياة الآخرين، أمَّا مشاعرك فهي الغضب الذي تعبِّر عنه بالصراخ على هذا السائق، لكن من خلال التفكير في الرسالة من هذا الموقف، ربما تدرك أنَّ المغزى هو التحلِّي بالصبر في المعاملة مع الناس مهما كانوا فظِّين.

سيكون لديك بعد هذا التفكير وجهة نظر إيجابية، وربما ستقول لنفسك إنَّ هذا السائق لا يعرف شيئاً عن القيادة، وأنت لن تجعله يفسد يومك، وبعد ذلك تأمَّل أن تُلقي الشرطة القبض عليه حتى يرتدع عن القيادة بطريقة متهورة.

2. ابنك المراهق يتشاجر معك لأنَّك لم تسمح له بالخروج ليلاً مع أصدقائه:

يجعلك موقفك السلبي غاضباً، لأنَّ ابنك لا يصغي إليك ولا يحترمك، وسيكون رد فعلك هو الصراخ عليه وتفرض عليه الدخول إلى غرفته، لكن من خلال التفكير في الرسالة من هذا الموقف، ربما تدرك أنَّ المغزى هو أن تضع نفسك مكان ابنك لتعرف كيف تتعامل معه.

سيكون لديك بعد هذا التفكير وجهة نظر إيجابية، فتشعر بالحب تجاه ابنك، وتقدِّر أنَّه يجهل مخاطر الخروج في الليل، ومن ثمَّ تحاول جعله يفهم أنَّك لا تمنعه من الخروج لأنَّك تكرهه، بل لأنَّك تحاول أن تحميه.

شاهد بالفديو: 7 طرق لتبنّي التفكير الإيجابي كمنهج حياة

YouTube video
 

3. تفشل في مقابلة التوظيف:

يجعلك موقفك السلبي تشعر بالحزن وتقلِّل من قيمتك الذاتية، لكن إذا فكَّرت في الرسالة التي يجب أن تفهمها من الموقف، فقد تجد أنَّ هذه الوظيفة قد لا تكون مناسبة لك، أو أنَّك لم تُقبل في الوظيفة لأنَّ سيرتك الذاتية كان ينقصها شيء ما، وسيكون لديك بعد هذا التفكير وجهة نظر إيجابية، تجعلك تعمل لتكون أكثر كفاءةً في المستقبل، وتبحث عن وظيفة شاغرة أخرى.

4. تُخفق في امتحان المادة التي درستها بجد:

يجعلك موقفك السلبي توبِّخ نفسك وتظنُّ أنَّك غبي، لكن عندما تفكِّر بالرسالة التي يجب فهمها من هذا الموقف، ستجد أنَّه يجب تعديل أسلوبك في الدراسة، مثلاً تغيير الوقت الذي تقوم به بالدراسة، أو تغيير المكان الذي تدرس فيه.

إذ ستجعلك وجهة النظر الإيجابية التي تتبنَّاها تسأل نفسك لماذا لم تجب عن هذه الأسئلة بطريقة صحيحة، وبعد ذلك ستجد أنَّ الحل قد يكون في تغيير أسلوب الدراسة أو البيئة التي تدرس فيها.

5. بعد عام من الزواج ينفصل شريكك عنك وتبقى وحيداً مع كثير من الأعباء:

يجعلك موقفك السلبي تشعر بالحزن، لأنَّك تحب شريكك الذي لم يعد يُكِنُّ لك نفس المشاعر، وتشعر أنَّك الضحية وأنَّك مثير للشفقة، لكن عندما تفكِّر بالدرس الذي يجب أن تتعلَّمه من هذا الموقف، قد تجد أنَّك يجب أن تتعلَّم كيف تصبح شريكاً أفضل وتتجاوز الإخفاقات في الحياة العاطفية.

عندما تفكِّر بهذه الطريقة ستمتلك موقفاً إيجابياً، وسترى أنَّ الطلاق في هذه الحالة هو فرصة لبداية جديدة، وربما تحصل على وظيفة جديدة وتبدأ مشروعك التجاري الصغير.

6. تتعطَّل سيارتك وأنت في الطريق إلى اجتماع عمل قد يتسبَّب التغيُّب عنه بطردك:

يجعلك موقفك السلبي تصبُّ غضبك على السيارة، لأنَّها هي التي ستؤدي إلى فصلك من العمل، لكن إذا فكَّرت في الدرس الذي يمكن أن تتعلَّمه، فقد تجد أنَّك ينبغي أن تأخذ الاحتياطات لمثل هذه المواقف في المرات المقبلة.

إنَّ تبنِّيك لموقف إيجابي سيجعلك تعلم أنَّك المسؤول عمَّا حدث، لأنَّك لم تتخذ ما ينبغي من تدابير احتياطية في الوقت المناسب، فعندما كان محرِّك السيارة يصدر أصواتاً تدل على أنَّه يحتاج إلى الإصلاح لم تهتم بالأمر وأهملته لسبب ما.

من الجدير بالذكر أنَّ لومك لنفسك في الحالة الثانية هو دليل على تحمُّلك المسؤولية عن أفعالك، وهي أفضل طريقة للتخلُّص من المشاعر السلبية، فإذا أمعنت النظر في الأمثلة الستة التي ذكرناها، ستجد قاسماً مشتركاً، ففي كل مرة تتبنَّى موقفاً إيجابياً أنت تمنح نفسك مزيداً من الأهمية، لكن دون التقليل من قيمة أحد، وفي هذه المرحلة يتغيَّر منظورك وتختفي تلك المشاعر السلبية.

إذا ركَّزت على الدروس التي يمكنك تعلُّمها من أي ظرف سلبي تجد نفسك فيه، فسيصبح منظورك إيجابياً تلقائياً، والنتيجة أنَّ حياتك تتغيَّر للأفضل، ففي اللحظة التي تقرِّر فيها أن تجد الجانب الإيجابي في أي موقف مهما بلغ من السوء، فستكون قادراً على امتلاك الشخصية التي تحلم بها، وستصبح تلقائياً أكثر إيجابية مهما كانت الظروف السلبية من حولك.

في الختام:

أجمل ما في الأمر هو أنَّك لا تحتاج إلى محاولة تغيير أفكارك، لأنَّ نمط تفكيرك يتغيَّر؛ لذا ركِّز على الدرس الذي يجب أن تتعلَّمه من الموقف، وستجد أنَّ شخصيتك تتطوَّر.