منوعات

كيفية علاج الفشل الدراسي والطرق المتبعة

الفشل الدراسي نوع من أنواع الفشل، وهو كابوس يتهدد مستقبل الطلاب ويقض مضاجع ذويهم، ففي هذا العالم الذي يشهد اختراعات وتقنيات جديدة كل يوم تضيق الأماكن بالإنسان غير المتعلم، كون العلم هو الوسيلة الأنجع لمواكبة هذا التطور، وكون التحصيل الدراسي هو العمود الفقري لنيل العلم.

في الحقيقة، إنَّ الوقوع في الفشل الدراسي أمر عادي، ولكنَّ الاستسلام وعدم النهوض هو ما ليس عادياً وغير مقبول؛ لذا فإنَّنا في مقالنا هذا سوف نتحدث عن كيفية علاج الفشل الدراسي والطرائق المتبعة في ذلك.

تعريف الفشل الدراسي:

قبل التطرق إلى كيفية علاج الفشل الدراسي لا بد لنا من التوقف عند تعريف الفشل الدراسي، فالفشل في قاموس المعاني هو الخيبة وعدم تحقيق الإنسان ما كان يأمل، واستناداً إلى ذلك فإنَّ الفشل الدراسي يعني عدم تحقيق الإنسان لتطلعاته الدراسية التي كان يأمل تحقيقها، فإذا كانت تطلعات الطالب أن ينجح فإنَّ رسوبه بالنسبة إليه هو فشل دراسي، وإذا كانت تطلعات الطالب تحصيل درجات ممتازة فإنَّ تحصيله لدرجات أقل من الممتاز هي الفشل الدراسي في نظره.

لذا فإنَّنا نجد أنَّ الفشل الدراسي مفهوم نسبي يختلف من طالب إلى آخر، ولكنَّ الفشل الدراسي بمفهومه العام يعني تحصيل درجات متدنية والرسوب في المواد الدراسية، ومن ثمَّ الرسوب في السنة الدراسية أو تكرار الرسوب حتى استنفاد الطالب فرصته في التحصيل العلمي المدرسي.

أسباب الفشل الدراسي:

من الضروري معرفة أسباب الفشل الدراسي من أجل تحديد كيفية علاجه، وغالباً ما تكون أسبابه مرتبطة بالنقاط الآتية:

  1. الافتقار إلى الإيمان بأهمية التحصيل الدراسي ودوره في الارتقاء بمستوى الفرد التعليمي والاجتماعي والمهني؛ إذ يظن بعض الأشخاص أنَّ تعلُّم أيَّة مهنة أهم من التحصيل الدراسي وأكثر جدوى.
  2. سيطرة أفكار ومشاعر محبطة على رؤوس الطلبة واعتقادهم بأنَّهم غير مؤهلين للنجاح دراسياً، ويعود السبب وراء ذلك إلى البرمجات السلبية والصور المغلوطة التي اكتسبوها عن أنفسهم بفعل التربية والبيئة المحيطة.
  3. مواجهة الطالب لعقبات حدَّت من استيعابه للمحتوى الدراسي، مثل الأمراض الجسدية التي سبَّبت تغيُّبه عن الفصل، ومن ثمَّ عدم حضور شرح الدروس وفهمها، أو الأمراض العقلية ونقص أهلية الطالب للتعلم، أو الصدمات النفسية كوفاة أحد الأقرباء وغيرها من الصدمات التي تجعل الطالب موجوداً جسدياً في الصف أما ذهنه فيكون شارداً في عالم آخر، فتضيع عليه فرصة فهم المحتوى.
  4. مواجهة الطالب لعوائق تعوق من فهمه للمحتوى، مثل الدراسة بلغة لا يتقنها، أو عدم تقديم الشروحات الكافية من قِبل المدرس، أو حاجة الطالب إلى اهتمام إضافي عن زملائه لاستيعاب المعلومة.
  5. قد يكون غريباً أن نخبركم بأنَّ الخوف من الفشل الدراسي هو أحد أسباب الفشل الدراسي، وخاصةً إذا ما كان الطالب قد جرب الفشل الدراسي سابقاً؛ وذلك لأنَّ الخوف ليس دافعاً للنجاح أبداً.
  6. نشأة الطفل في بيئة مفككة أسرياً وتعرُّضه للتعنيف اللفظي أو الجسدي أو التحرش الجنسي.

شاهد: 12 طريقة لتحفيز الطلاب

 

كيفية علاج الفشل الدراسي:

نشرح لكم فيما يأتي كيفية علاج الفشل الدراسي في حال وقوع الطالب فيه:

1. تقبُّل الفشل:

تتم كيفية علاج الفشل الدراسي بالتأكيد بعد تقبُّل هذا الفشل، فقد يكون من الصعب أن يتقبل المرء فشله، ولكنَّنا نؤكد لكم أنَّ لا أحد يستطيع تجاوز فشله ما لم يتقبله، فالتقبل أول خطوة في كيفية علاج الفشل الدراسي، وهنا نريد أن نؤكد لكم أنَّ الفشل الدراسي مرة لا يعني نهاية الحياة.

يوجد مثل شعبي يقول إنَّ الحصان يعود خطوة إلى الوراء قبل أن يقفز قفزته الكبيرة؛ لذا يمكن عَدُّ الرسوب أو الفشل الدراسي هو هذه الخطوة نحو الوراء التي ستكون نواة قفزة نوعية في المراحل القادمة، والفشل الدراسي لا يعني أنَّ الطالب غبي أو فاشل، فـ “توماس إديسون” المخترع الكبير قد طُرد من المدرسة بسبب فشله الدراسي، ولكنَّه في نهاية المطاف أصبح عالماً شهيراً.

قد يكون الطالب قد أعدَّ العدَّة لامتحانه ولكنَّه رسب فيه لأسباب معينة، وهنا لا بدَّ له من التسليم بقضاء الله وقدره والبحث عن الخير في هذا الامتحان؛ وذلك لأنَّ كل شيء يحدث بسبب ولسبب، ولو كُشفت أمامنا حجب الغيب لاخترنا ما قدره الله لنا.

2. الأخذ بالأسباب:

بعد كل صفعة من صفعات الحياة وبعد تقبلنا لهذا الامتحان لا بد أن ننظر إلى الخلف لأخذ العبرة من الدرس الذي مررنا به؛ إذ إنَّ كيفية علاج الفشل الدراسي تتطلب من الطالب امتلاك الوعي والهدوء لمراجعة أحداث العام الفائت وتحديد الأسباب التي كانت نتيجتها وقوعه في الفشل الدراسي.

إذا ما كان السبب ضعف الطالب في اللغة التي يدرس فيها فيكون العلاج بتقويته لنفسه في اللغة، وإذا ما كان السبب هو إهماله وانشغاله بعمل أو مشتتات أخرى فالعلاج يكون عبر الابتعاد عن هذه المشتتات التي كانت سبباً في فشله، وفي حال كان السبب مرضاً فيجب شكر الله على نعمة الصحة وبذل الجهد من أجل تعويض ما فات.

3. مرافقة الناجحين:

قد يكون سبب الفشل الدراسي هو صحبة بعض الطلبة الفاشلين دراسياً والذين يجرجرون زملاءهم إلى الفشل مثلهم؛ لذا فإنَّ علاج الفشل الدراسي في مثل هذه الحالات يتطلب أولاً انسحاب الطالب من هذه البيئة التي تسحبه نحو الحضيض، واختيار زملاء وأصدقاء ناجحين ومتفوقين؛ وذلك لأنَّ المثل يقول: “قل لي من تصاحب أقل لك من أنت”.

4. التوكل على الله:

إنَّ الله سبحانه وتعالى هو الموفق لكل خير؛ لذا لا بد من الاستعانة به عز وجل ليكون سنداً وعوناً في رحلة الدراسة الشاقة وعلاج الفشل الدراسي المؤلم الذي آذى الطالب نفسياً وكان السبب في إحباطه، ولا بد للطالب أن يتذكر بأنَّ طلب العلم هو من أنواع العبادة وأنَّ الله سبحانه وتعالى قد شجع عباده على تحصيل العلم عندما قال: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}، [سورة الزمر، الآية 9].

طرائق علاج الفشل الدراسي:

نقدم لكم فيما يأتي طرائق علاج الفشل الدراسي وتجاوزه وتخطيه والاستفادة منه بوصفه درساً قاسياً في الحياة:

1. تقبَّل الفشل الدراسي:

فلا تنهار وتَعُدَّ الأمر نهاية العالم، ففي كل يوم تستيقظ فيه أنت تكسب فرصة جديدة لتملأ حياتك بالنجاح.

2. انظر إلى أسباب فشلك الفائت:

من أجل علاج الفشل الدراسي علاجاً جذرياً يتسبب بسحقه من حياتك.

3. لا تقارن نفسك بأي شخص آخر:

لئلا تشعر بالإحباط، فكل إنسان مختلف في استيعابه وطرائق فهمه وقدراته، وقارن نفسك اليوم مع نفسك بالأمس فقط، وتأكد من أنَّك تحرز تقدماً يومياً.

4. ضع خطة محكمة ولا تستسلم للكسل:

واستيقظ باكراً وابدأ نهارك بالمذاكرة، ففي هذا الوقت يكون الذهن في قمة صفائه.

5. توكل على الله تعالى:

فهو ميسر الأمور ومدبرها، وادعُه بعد أن تؤدي واجبك على أكمل وجه.

6. لا تيأس:

وعُدَّ فشلك الدراسي خطوة خاطئة اتخذتها في حياتك، وتقبَّل بأنَّ الخطأ جزء من التركيبة البشرية وأنَّ كل الناس تخطئ، فلا تجلد نفسك، والهام ألا تستمر على الخطأ.

شاهد أيضاً: الاخفاق سرّ النجاح… كيف تحول فشلك إلى نجاح؟

 

علاج الفشل الدراسي بالقرآن:

إنَّ علاج الفشل الدراسي بالقرآن يكون عن طريق قراءة الآيات التي تهون على الطالب فشله الدراسي، وتمده بالعزيمة اللازمة لينهض من جديد، وتؤكد له مكانة العلم والعلماء عند الله سبحانه وتعالى، ومن الآيات التي تساعد على علاج الفشل الدراسي هي قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم:

  1. {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلآئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلآء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)} [البقرة].
  2. {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (121)} [البقرة].
  3. {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(129)} [البقرة].
  4. {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)} [البقرة].
  5. {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً (83)} [النساء].
  6. {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80)} [القصص].
  7. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)} [المجادلة].

علاج الخوف من الفشل الدراسي:

إنَّ علاج الخوف من الفشل الدراسي ضروري جداً؛ وذلك لأنَّ الخوف من الفشل الدراسي يكون في أحيان كثيرة السبب وراء الوقوع فيه، وعلى الرغم من أنَّ الخوف من الفشل الدراسي ليس محبذاً، لكن إذا نظرنا إلى النصف الممتلئ من الكأس فإنَّه يدل على اكتراث الطالب بالنجاح الدراسي، فهو راغب به وخائف من الفشل؛ لذا فنحن نقدم لهذا الطالب النصائح الآتية:

  1. ذكِّر نفسك بأنَّ قدرك مكتوب قبل أن تولد وكل خطوة تقوم بها مقدَّرة عليك؛ لذا أسلم لقضاء الله وقدره وتوكل على الله في دراستك، فلن يصيبك إلا ما كتب الله لك.
  2. تذكَّر بأنَّ الخوف من الفشل الدراسي يشتتك عن غايتك في النجاح؛ لذا بدل أن تتخيل رسوبك ورد فعل محيطك فكر بأنَّك ستنجح بإذن الله وابذل جهدك في الدراسة والتعلم.
  3. امتلك مهارات الذكاء العاطفي واعرف كيف تتعامل مع مشاعر خوفك، فالذكاء العاطفي يمنعك من كبح شعورك بالخوف – لأنَّ مشاعر الإنسان مشروعة مهما كان نوعها – ولكنَّه يعلمك أصول التفريغ الصحيح لهذا الشعور، ويحول ردود فعلك إلى استجابات منطقية.
  4. تذكَّر أنَّ النجاح الدراسي هام ولكنَّه ليس أهم شيء في الحياة، وأنَّك تستطيع أن تكون ناجحاً حتى لو لم توفق في دراستك، فهوِّن عليك.

في الختام:

إنَّ الفشل الدراسي أمر محبط ولكنَّه ليس نهاية العالم، ولقد كانت هذه التجربة القاسية درساً هاماً شكَّل منعطفاً حياتياً للكثير من الأشخاص الذين بحثوا بعدها عن كيفية علاجه ووصلوا إلى جذور مشكلتهم واستطاعوا حلها عبر طرائق علاج الفشل الدراسي الناجحة.