منوعات

كيف تخرج من منطقة الراحة وتحقق التطور الشخصي؟

يمكن تعريف منطقة الراحة على النحو الآتي:

“منطقة الراحة هي عبارة عن حالة سلوكية تخلو الظروف المحيطة بها من القلق، ويستخدم الإنسان فيها مجموعة محدودة من التصرُّفات في سبيل تحقيق مستوىً ثابت من الأداء أو السلوكات ولا يُرافِق ذلك عادةً أيَّ شعور بالمُجازَفة أو الخطر”؛ وذلك وفقاً للكاتبة والمُستشارة الإدارية “جوديث باردويك” (Judith Bardwick).

أمَّا منطقة عدم الراحة هي نقيض ذلك، والتي بإمكاننا تسميتُها أيضاً بمنطقة التقدُّم والنَّمو؛ إذ ستُتاح لك فرصة تطوير نفسِك وتنمية قدراتك بالمجازفة وخوض غمار المخاطر والانتقال إلى جوٍّ يسوده القلق، وعلى الرَّغم من أنَّ هذا مُزعِج بعضَ الشيء – وقد يكون مُزعِجاً للغاية أحياناً – إلَّا أنَّ الانزعاج لا يقتلُنا؛ بل يُساهم في جعلِنا أقوى ممَّا مضى.

يُعَدُّ الانزعاج وعدم الراحة أمراً جيداً:

يُتيح لك الانزعاج معرفة نموِّك وتطوُّرك، فالأمر أشبه بطفولتك حين كنتَ تمرُّ بطفرات النمو الحادَّة الشديدة وتشعر عندَها بشعور غريبٍ في ساقَيك وانزعاج في مفاصلك؛ ليتبيَّن أنَّ السبب في كلِّ ذلك هو النمو بكلِّ بساطة.

عليك أن تفكِّر بمنطقة عدم الراحة بوصفها شيئاً مُشابهاً لذلك، وكأنَّها منطقة حدوث التطوُّر والنمو المُكثَّف على أملِ أن يسهُلَ عليك التمسُّك بها والبقاء فيها.

بالطبع، ليس من الجيد أن تستهلك طاقتك كلَّها وتحاول القيام بما يفوق قدراتك؛ فإن وصلتَ إلى حالةٍ من الذُّعر والهلع التامِّ، فربَّما يمنعك الإرهاق وكثرة الأعباء من تعلُّم مزيد من تجربتك؛ ولذا عليك أن تحاول اختيار الحالة الوسط الواقعة بين المَلل والذُّعر.

إنَّه لمن المُغري الاعتقاد بأنَّ الخوف هو نفسُه حالة الذُّعر؛ ولكنَّه ليس كذلك حقيقةً؛ فربما ستظلُّ تشعر بالتوتر أو الخوف إلى حدٍّ ما عند المستوى الأمثل للتطور والنُّمو؛ ولكنَّك لن تفقد الوعي من الذعر ولن تُصاب بصدمة مع ذلك.

الانتقال من منطقة الراحة إلى منطقة عدم الراحة:

إليكَ بعضُ الأمثلة لِما يمكنك فعلُه من أجل الانتقال من منطقة راحتك إلى منطقة التطور والتقدُّم:

1. تحدِّي أنماط الحياة اليومية:

فإن كنتَ ممَّنْ يتَّبعون روتيناً صارماً أو يُنجِزون أعمالهم ذاتَها دائماً بالترتيب ذاته، حاوِلْ تغيير مجرى الأمور وتحدِّي الطريقة التي تعيشُ بها حياتك، والتي يمكن أن تكون أموراً بسيطة للغاية؛ مثل إطفاء هاتفك الذكيِّ قبل الخلود للنوم أو تناول أطعمة جديدة بالنسبة إليك أو اتخاذ طريق مُختلِف للذهاب إلى المدرسة أو العمل.

2. تعلُّم مهارات جديدة:

يتطلُّب تعلُّم أيِّ أمرٍ جديد فترةً من الزمن تكون فيها مُبتدِئاً وتقضيها بالاستكشاف والتجربة والاختبار فقط، وربَّما يكون ذلك مُخيفاً إلَّا أنَّه سيحرِّرُك إن استسلمت لحقيقة أنَّك مبتدئ.

3. الإبداع:

يُعَدُّ ابتداعُ أمرٍ ما من الصفر أمراً صعباً للغاية ويفرض تحدياتٍ على عديد من الأصعدة وعادةً ما يكون فوضوياً للغاية.

4. تحدِّي مُعتَقَداتك الخاصة:

إذ تتحكم مُعتَقَداتنا بسلوكنا وتصرُّفاتنا؛ ولذا فإن أردنا أن نتحلَّى بمزيد من الشجاعة، فينبغي لنا أن نتحدَّى المُعتَقَدات التي تعوقُنا إضافة إلى أنَّ تحديها قد يسمح لنا باكتساب منظورٍ جديد للحياة وآراء مُختلِفة؛ لذا اطَّلِعْ على ثقافات مختلفة وحاوِل فهمَها واقرأْ كتباً جديدة وزِدْ ثقافتك عن العالم.

في الختام:

لا بدَّ أنَّها رحلةٌ صعبة ومليئة بالتحديات؛ ولكنَّ فوائد خوضها لا حصر لها؛ لذا انطلِقْ برحلتك الخاصة فما من شيءٍ يمنعُك من النجاح فيها.