منوعات

النصيحة الجيدة يمكن أن تدمر أحلامك

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون تايلر ترفورين (Tyler Tervooren)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في عدم الاعتماد دائماً على نصائح الآخرين.

عندما تحاول إحداث تغيير كبير في حياتك، فقد يصبح الأمر مخيفاً بعض الشيء ورد الفعل الطبيعي أن تبحث عن نصيحة من الأشخاص الذين تثق بهم، ولكن عليك أن تكون حريصاً جداً بشأن ما تطلبه؛ بل وأكثر حرصاً بشأن من تطلب منه هذه النصيحة؛ فحتى النصائح ذات النوايا الحسنة يمكن أن تعرقل خططك تماماً دون أن تدرك ذلك.

نصيحتي المفضلة لطلب النصيحة هي ألا تطلبها:

كلَّما كانت فكرتك رائعة وأكثر فرادة وإثارة للاهتمام وذات مغزى بالنسبة إليك، قلَّت إمكانية أن يساعدك فيها أيُّ شخص آخر؛ فالعالم ليس جاهزاً أبداً للأفكار العظيمة، ولم يكن أبداً، فهي تظهر دائماً ظهوراً مفاجئاً، وقد يقدمها لنا فنانون يُظهرون لنا ما نريده، وما نحتاجه قبل أن نعرف أنَّنا نريد ذلك أو نحتاجه.

هذا ما يجعل من الصعب فهم الأفكار المميزة قبل أن نلمسها أو نختبرها أو نراها أو نسمعها، فأيُّ نصيحةٍ يمكن أن يقدمها لك شخص ما إذا لم يتمكن حتى من تصور خطتك؟

عندما يتعلق الأمر بأفكارك المميزة، فإنَّ النصيحة الجيدة سيئة حقاً؛ لذلك لا تطلبها:

تستند النصيحة الجيدة إلى اعتقادات سابقة؛ إذ يؤخذ في الحسبان ما أُنجز من قبل وقدرتك المتصورة على إنجاز شيء ما، ولكن الأفكار المميزة تخرق دائماً هذه القواعد؛ إذ تُنفَّذ على  الرَّغم من كلِّ المشكلات والصعوبات التي قد تواجه أشخاصاً غير مؤهلين تماماً لتحقيقها.

يمكنك الحصول على فكرة جيدة في الواقع إذا كنت ترغب في اختبار فكرتك لمعرفة ما إذا كانت رائعة حقاً أو لا بمجرد طرح هذين السؤالين على نفسك:

  • هل أجدَت نفعاً سابقاً؟
  • هل أنا مؤهل لتحقيقها أو النجاح بها؟

قاعدتي الأساسية هي أنَّ الإجابة بـ “لا” لكليهما لا تضمن أيُّ شيء، أمَّا الإجابة بالإيجاب ربما تكون مؤشراً جيداً على أنَّها تحتاج إلى مزيد من العمل، هذه فقط نصيحتي، وتذكر ما قلته عن قواعد التجربة والاعتقادات السابقة وما شابه.

شاهد بالفديو: 15 نصيحة تفيدك في حياتك الاجتماعية والمهنية

 

وقت التنفيذ:

إنَّ أهم شيء يمكنك فعله عندما تمتلك فكرة رائعة هو تنفيذها؛ فالاختبار هو الطريقة الوحيدة التي ستعرف بها ما إذا كانت تُجدي نفعاً أو لا؛ والمشكلة هي أنَّ النصيحة الجيدة التي تحصل عليها من أصدقائك وعائلتك ستعارض ذلك.

إنَّهم يهتمون بك ولا يريدون رؤيتك تفشل؛ لذا فإنَّ نصيحتهم الجيدة هي توخي الحذر والتفكير بالأمر ملياً والتأكد من أنَّك تريد حقاً تجربة هذه الفكرة، لكن دون الالتزام بأيِّ شيء؛ فهذا النوع من النصائح الجيدة يمكن أن يدمر أفضل الخطط.

تجاهل النصائح الجيدة بأيِّ ثمن:

عندما تبحث عن أفضل نصيحة عن فكرتك الجديدة المحفوفة بالمخاطر، من الهام حقاً ألا تولي كثيراً من الأهمية للنصيحة التي تحصل عليها من الآخرين، وأن تبدأ في الاستماع إلى نفسك بدلاً من ذلك؛ وذلك لأنَّك تعرف نفسك أفضل من أيِّ شخص آخر فلماذا لا تبدأ في طلب النصيحة من نفسك؟

امسك قلماً واكتب الأسئلة والأفكار التي قد تطرحها إذا كنت تريد طرح فكرتك أمام صديق، ثم أجب عنها، افعل ذلك من وجهة نظرك، وقدِّم لنفسك أفضل نصيحة تعرفها عن كيفية الالتزام بها وتنفيذها بنجاح، وضَعْ في حسبانك أنَّك تحاول إيجاد أفضل طريقة لتنفيذ هذه الفكرة، وليس ما إذا كان يجب عليك أن تمتنع عن تنفيذها، ثق بحدسك واستمع إلى ما يخبرك به.

تذكر أنَّ دماغ السحلية (lizard brain) لديك أو اللوزة الدماغية المعروفة باسم “دماغ السحلية” – وهي جزء من الدماغ تقع داخل الفص الصدغي من المخ لها وظيفة خاصة، وهى الإدراك الحسي والمشاعر، كما أنَّها مسؤولة عن القيام بالمهام البسيطة، مثل: الحب والأكل وهكذا، وتوجد لدى الإنسان والحيوان – سيكون جاداً في العمل على محاولة تأخيرك أو حتى الاستسلام، وهذا هو الإجراء الأول؛ إذ سيقف حدسك وراء ذلك؛ لذا عليك خوض التجربة وإزالة الشك وعدم اليقين حتى تثق بحدسك وتتمكن من الإصغاء لما يقوله.

تصور أفضل سيناريو يمكن أن يحدث، وقدِّم لنفسك نصيحة عن كيفية تحقيق ذلك، واعمل على حلِّ المشكلات خطوة بخطوة من الهدف النهائي حتى يكون لديك شيء يمكنك القيام به الآن دون الحاجة إلى انتظار حدوث أيِّ شيء آخر.

إنَّ أسوأ السيناريوهات التي تفكر فيها لن تحدث على الإطلاق، والتخطيط لها أشبه بالتخطيط للإخفاق؛ لذلك لا تقضِ كثيراً من الوقت في التفكير فيها؛ هذه هي النصيحة التي تحتاجها، وعندما يتعلق الأمر بأفكارك المميزة، فأنت الوحيد الذي يمكنه إسداء النصيحة.

شارك خطتك:

قد يبدو أنَّ معنى ما أقوله هو الحفاظ على سرية خطتك، ولكن هذا ليس ما أحاول الوصول إليه على الإطلاق؛ فأنت الوحيد الذي يستحق أن يُنصَت إليه عندما يتعلق الأمر بالحصول على المشورة بشأن خططك الكبيرة، ولكن الخطط نفسها تجب مشاركتها بحرية.

من الهام إخبار الأشخاص، وخاصة الأشخاص المقربين منك بما تفعله، ولكن لا تسألهم عمَّا إذا كان يجب عليك فعل ذلك أو لا، فيمكن لأصدقائك وعائلتك في أثناء ذلك تقديم الدعم الذي لا يمكنك الوصول إليه في أيِّ مكان آخر، وإذا كانت فكرتك العظيمة تؤثِّر تأثيراً كبيراً في حياتهم، فمن حقهم أن يعرفوا ذلك، ولكن ليس لديهم الحق في منعك من تنفيذها، وقد يكون الحفاظ على هذا التوازن صعباً؛ ولكنَّه ضروري.

لا تعطِ الآخرين “نصيحة جيدة”:

إذا كنت قد وصلت في قراءة المقال إلى هنا، فمن المحتمل أنَّك لاحظت أنَّ كثيراً من هذا المقال يبدو وكأنَّه نصيحة بعدم طلب النصيحة، حسناً إنَّه كذلك وأنت لم تطلب مني ذلك.

هذا هو بالضبط السبب الذي يجعلك لا تصغي إليها، وأقول هذا لأنَّك على الرَّغم من أنَّك قد تفهم هذا جيداً، فليس كلُّ من يأتي إليك لطلب النصيحة يفهم ذلك، ومن الخطر أن تطلب نصيحة من الآخرين عن أفكارك المميزة، ولكن من غير المسؤول أن تقدم لهم نصائح مرتبطة بأفكارهم.

لا تسمح لنفسك أن تكون الشخص الذي يعطي تلك “النصيحة الجيدة” المدمرة؛ فعندما يسألني أحدهم عمَّا إذا كنت أعتقد أنَّ فكرته ستنجح، أحاول أن أكون صادقاً، ولكن تأكد أيضاً من أن يعرفوا أنَّك لست المسؤول عن قدرتهم على أن يكونوا رائعين.

على الرَّغم من أهمية وضع الثقة في قدراتك الخاصة، فمن الهام أن تساعد الآخرين على وضع ثقتهم في قدراتهم لتعليمهم كيفية تقديم وتطبيق نصائحهم الخاصة؛ لذا رجاءً إذا لم تكن هذه النصيحة مناسبة لك، انسَ أنَّني قلت أيَّ شيء من قبل، فأنت تعرف ما هو الأفضل لك أفضل بكثير ممَّا أعرفه أنا؛ لذا لا تدعني أقف في طريقك.