اعتبر مستهلكون، العروض التي تطرحها بعض منافذ البيع، والتي تتضمن شراء منتج أو منتجين، والحصول على الثاني أو الثالث مجاناً، في ما تصل في منافذ بيع إلى شراء قطعتين مقابل قطعتين أخريين مجاناً، أو شراء منتج واحد للحصول على خصم للمنتج الثاني، بمثابة «تخفيضات إذعان» تلزم المستهلكين بشراء ما يفوق احتياجاتهم للتمكن من الحصول على خصومات.
وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن تلك العروض تتم لمصلحة المتاجر، وتتنافى مع سياسات ترشيد الإنفاق.
بدورهم، قال مسؤولون في قطاع تجارة التجزئة، إن تلك العروض تُعد من الوسائل التسويقية المتعارف عليها في أسواق تجارة التجزئة، وتتيح خيارات متعددة للشراء بالنسبة للأسر الكبيرة.
وأرجعوا تلك العروض إلى تنوع السياسات التسويقية بين إدارات المتاجر ومنافذ البيع في طرح عروض التخفيضات، لا سيما أن الأسواق تتضمن أكثر من شكل للعروض، وعلى المستهلكين الاختيار بينها.
عروض إذعان
وتفصيلاً، قال المستهلك يوسف إبراهيم، إن عدداً كبيراً من المتاجر يطرح حالياً عروض تخفيضات، تتضمن شراء منتجين أو ثلاثة والحصول على منتج مجاناً، معتبراً ذلك تخفيضاً مشروطاً بإذعان المستهلك لشراء كميات من السلع، للحصول على التخفيضات.
وأضاف أن المفترض في التخفيضات أنها تتيح للمستهلكين الحصول على امتيازات سعرية، دون إلزامهم بشروط معينة تتعلق بكمية السلع المشتراة.
زيادة الإنفاق
بدوره، رأى المستهلك تامر عبده، أن عروض التخفيضات التي تشترط شراء عدد معين من المنتج للحصول على تخفيضات، مثل شراء منتجين للحصول على الثالث مجاناً، سواء في الملابس والأحذية، أو العطور، أو السلع الغذائية، تتسبب في زيادة إنفاق المستهلكين، عبر شراء كميات لا يحتاجونها، وهو ما يتنافى مع سياسات ترشيد الإنفاق ومواجهة البذخ الاستهلاكي.
أما المستهلك إبراهيم مصطفى، فقال إن تلك العروض تناسب الأسر الكبيرة، في حين تحرم الأسر الصغيرة أو الأفراد من الاستفادة بها، فضلاً عن أنها تفرض على المستهلكين شراء سلع معينة من علامات تجارية معينة، للاستفادة من العرض، وهو ما يعد شروط إذعان للمستهلكين. وأوضح أن من المهم في أي تخفيضات هو أن تتسم بالوضوح وعدم فرض اشتراطات مجحفة تصبّ في مصلحة التاجر فقط.
وسيلة تسويقية
إلى ذلك، قال مدير إدارة التسويق والسعادة في «تعاونية الاتحاد»، الدكتور سهيل البستكي، إن عروض «اشتري منتجين والثالث مجاناً»، أو التي تعتمد على منح تخفيضات للمستهلك عند شراء أكثر من منتج، تعد من الوسائل التسويقية المتعارف عليها في أسواق تجارة التجزئة، وتتيح خيارات متعددة للشراء بالنسبة للأسر الكبيرة التي تفضل شراء عدد أكبر من السلع في مختلف القطاعات.
وأرجع البستكي تلك العروض، إلى تنوع السياسات التسويقية لمنافذ البيع في طرح عروض التخفيضات، لا سيما مع طرح خيارات متعددة في الأسواق أمام المستهلكين.
سياسات تسويقية
من جهته، قال مدير الاتصال المؤسسي في «مجموعة اللولو العالمية»، ناندا كومار، إن من الأفضل في عروض التخفيضات أن تتسم بالتنوع في أدواتها، وبما يتيح للمستهلكين العديد من البدائل المطروحة، مع حرية الاختيار بين عرض وآخر.
وأوضح كومار أن العروض التي تعتمد على شراء أكثر من منتج للحصول على آخر مجاناً، أو بتخفيض معين، قد لا تتناسب مع بعض المستهلكين، لكنها تتناسب مع آخرين.
أما مديرة العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في مركزي «ميركاتو» و«تاون سنتر جميرا»، نسرين بستاني، فأرجعت تلك العروض إلى تنوع السياسات التسويقية بين إدارات المتاجر ومنافذ البيع في طرح عروض التخفيضات، لا سيما أن الأسواق تتضمن أكثر من شكل للعروض، وعلى المستهلكين الاختيار بينها.
تصريف المخزون
في السياق نفسه، اعتبر خبير قطاع شؤون تجارة التجزئة، ومدير «شركة البحر للاستشارات»، إبراهيم البحر، أن العروض التي تلزم المستهلكين بشراء عدد أكبر من المنتج، للاستفادة من التخفيضات المطروحة، تستهدف في معظمها رفع نسب الكميات المباعة من السلع وتصريف مخزون البضائع لدى المتاجر.
وأضاف أن عدداً كبيراً من شركات التوريد في السلع الغذائية تفضل تلك الوسائل التسويقية في العروض، لأنها تتيح لها معدلات أكبر للمبيعات، لافتاً إلى أن تلك المبيعات قد تكون مخصصة لفئات معينة من المستهلكين مثل الأسر الكبيرة، لكنها لا تتناسب مع فئات أخرى.
«الاقتصاد»: شراء ما يلزم فقط
أكدت وزارة الاقتصاد سابقاً، أهمية دور المستهلكين في متابعة الأسواق، عبر التقدم بأية ملاحظات يتم رصدها في قطاع التجزئة للدوائر المحلية أو لإدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، للتحقق السريع والفعال في الملاحظات والشكاوى، مشيرة إلى أهمية رفع وعي المستهلك بشراء ما يلزمه فقط من العروض، وعدم اللجوء لشراء سلع بكميات كبيرة سواء للتخزين، أو لأغراض أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news