منوعات

حكم تجصيص القبور – مكساوي

ما هو تجصيص القبور؟ و ما حكم تجصيص القبور ؟ القبور هي الأماكن التي يدفن بها الإنسان بعد موته وبداية حياة البرزخ أول مراحل الحساب بعد مفارقة الروج للجسد، وهو عبارة عن حفرة مستطيلة الشكل لا تتجاوز مساحتها المترين ،ومن خلال موقع مكساوي سنتعرف معًا على إجابة الأسئلة المتعلقة بأمور القبور وكيفية إنشاءها وطبيعة الحياة بالقبر عبر الفقرات التالية.

حكم تجصيص القبور

يتم دفن العبد بعد وفاته في القبر ليبدأ أولى مراحل الحساب، ويكون القبر إما روضة وراحة لصاحبه بعد مشقة الدنيا وآلامها فيكون بقعة من الجنة أو يكون بقعة من بقاع النار للعاصين والكافرين وكلٌ وفقًا لعمله، أما عن حكم تجصيص القبور فهو ما سنوضحه في النقاط التالية:

  • ذهب بعض العلماء إلى كون الأمر مكروهًا ومنهي عنه، ولكن اتفق أغلبية فقهاء الدين على تحريم تجصيص القبور، وهذا لأن القبر هو دار للحساب وهو مرحلة من مرحلة حياة الإنسان، وليس مكان للبقا والخلود به.
  • كما أن التجصيص واحد من علامات الزينة في الحياة الدنيا ولا حاجة للمتوفي بها.
  • أيد هذا الرأي ابن حزم والقرطبي بن القيم وبن الباز والصنعاني  والشوكاني والشنقيطي وبن عثيمين وقامت اللجنة الدائمة بالإفتاء به.
  • هذا لما ورد من أدلة في السنة النبوية تشير إلى الأمر منها ما يلي:
    • عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عليه، وَأَنْ يُبْنَى عليه
    • بمجرد البعث والدعوة الجهرية إلى دين الإسلام حاول نبي الله صلى الله عليه وسلم إزالة آثار الجاهلية في النفوس، ومن ضمن هذه الآثار: البناء على القبور، رفعها وتزينها بشكل قريب من التفاخر ويضيع المال.
    • كما أن هذا لا يتوافق مع الدار الآخرة والحساب الذي يقبع له الإنسان في رحلة البرزخ أو حياة القبر، كما حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إظهار نواحي إكرام الإنسان في الحياة والموت.
    • وفي الحديث الشريف تحريم واضح لتجصيص القبور وفي رواية أخرى جاء النهي بلفظ (تقصيص القبور).
    • في الحديث الشريف أيضًا نهي عن الجلوس فوق قبر المسلم، لما في الأمر من استخفاف بحق المتوفي، كما تم النهي عن البناء فوق القبور والمقصود البناء حول القبور أو بالقرب منها.
    • لذا فالنهي الوارد في الحديث يعتمد على جانبين هما الإفراط والتفريط فيما يتعلق بأمر القبور.
  • كما يجدر الإشارة إلى أن أغلب فقهاء الدين أشاروا إلى كراهية بناء القبور بالخشب والآجر، كما أِشاروا إلى كراهة دفن الميت في تابوت.
  • أما في حالة كانت الأرض ندية فيجوز بناء القبر بالقرميد (الآجر).
  • الكتابة والزخرفة على القبور من الأمور المكروهة بفتوى من جميع العلماء.

معنى تجصيص القبور

بعد أن قمنا بتوضيح التحريم والنهي عن تجصيص القبور، فمن المهم الإلمام بمعنى التجصيص وهو ما سنذكره في النقاط التالية:

  • تجصيص القبر هو بناء القبور بالجير أو الجبس، أو طلاء ودهان القبر باستخدام الجبس.
  • وهذا لما في الأمر من محاولة للتفاخر وإضاعة للمال.
  • الأمر مماثل في حالة النقش أو رسم الزخارف على حائط القبر.
  • من المهم الاهتمام بالقبور لكن بشكل لا يخالف الشريعة الإسلامية.
  • يجب أن تترك القبور على حالها لأن المقصد منها تذكرة الأحياء بالموت وضرورة العمل للآخرة والفوز بالجنة.

هل يجوز بناء القبر قبل الأربعين؟

 الدفن حق من حقوق الميت، وهو ما يكرمه ويمنع عنه الإساءة ويحفظ الأحياء من تحلل الجثة وما يرد عن الأمر من بكتيريا وأمراض،  وللقبر العديد من الضوابط والقيود وأهمها أن يرفع بمقدار معين يسمح بزيارته والدعاء للموتى به، أما عن أمر البناء على القبر وحكمه فنوضحه فيما يلي:

  • لا مانع من بناء القبر  قبل الأربعين بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.
  • إذا كان القبر متواجد بمقبرة موقوفة ولا يسهل الوصول إليها من قبل عامة المسلمين أو لا يوجد فرصة للسرقة أو نبش القبر من قبل الحيوانات فيحرم البناء على القبر، وهذا ما اتفق عليه علماء المذاهب الأربعة أجمعين: الشافعية والمالكية والحنفية والحنابلة.
  • أما إذا وجد ما يستعدي الخوف من سرقة للقبر أو نبش به من قبل الحيوانات فيجوز البناء عليه إكرامًا للمتوفي حتى ولو كان القبر متواجد بمقبرة موقوفة.
  • أما إذا كان القبر في مكان غير موقوف، وملكًا للميت وأقاربه فاجتمع جمهور العلماء على كره البناية عليه، ولكن بعض الآراء قامت باستثناء قبور الصالحين، وهذا ما جاء من رأي لحاشية بن عابدين.

هل يجوز بناء المقابر بالطوب الأحمر ؟

  • اجتمع جمهور فقهاء الدين على جواز بناء القبور بالطوب الأحمر الذي تم صنعه باستعمال النار.
  • كما يجوز استخدام الطوب الجيري في بناء القبور.

هل يجوز بناء القبر بالأسمنت ؟

  • أشار العلماء أنم الأصل في دفن الميت أن يكون في حفرة تحت الأرض تبعد الرائحة، وتمنع نبش القبور والتعرض لأي أنواع من أنواع السرقة.
  • في بعض الأحيان يجوز أن يتم الدفن في مدفن فوق الأرض، وإذا حمل المدفن عدة أدوار فلا حرج في هذا، والشرط الأساسي في الأمر احترام الميت والتعامل مع جسده بتكريم.
  • وكما هو الحائل في إجازة بناء القبور بالطوب الأحمر فلا مانع باستعمال الأسمنت في بنائه.

هل يجوز بناء القبر بالرخام ؟

  • بناءً لآراء فقهاء الدين ودلالة من السنة النبوية فبناء القبور بالرخام أو استعمال الرخام لكتابة آيات قرآنية أو اسم المتوفي عليه مكروه ويصل إلى التحريم.
  • فيدخل الأمر مع حكم تجصيص القبور في كونه أسلوب للتفاخر وضياع المال وصورة من صور الجاهلية.
  • ذهب بعض أهل العلم بأن الميت يمكن أن يتضرر بالمنكر القائم عند قبره، لذا من المهم الإلمام لكافة شروط بناء القبور والدفن والقيام بها بالطريقة التي وردت في السنة النبوية الشريفة.

كيفية بناء القبر على السنة

إكرامًا لحياة المسلم بعد وفاته تم وضع بعض القواعد والشروط الخاصة ببناء القبور وكيفية دفن المسلم بالقبر، وهو ما سنوضحه بالنقاط التالية:

  • يتم حفر اللحد في الأرض للميت وتكون باتجاه القبلة، ويجب أن يصل عمقها لدرجة تمنع نبش القبر وبمقدار يسع المتوفي ويستره. وهذا لما جاء في السنة النبوية الشريفة في قوله صلى الله عليه وسلم: (اللحدُ لنَا، و الشِّقُ لغيرِنا) المصدر : الجامع الصغير- صفحة 7728.
  • يتم وضع المتوفي على جانبه الأيمن أثناء الدفن مستقبلًا للقبلة، وتوجيه وجه إلى جدار القبر، ويتم إسناد الجسد بلبنة من الطوب لمنعه من الانزلاق والاستلقاء.
  • لا يتم إخراج الميت من كفنه عند دفنه، بل يتم حل العقد عند القدمين والرأس فحسب.
  • يتم سد اللحد بالطوب اللبن.
  • يتم رفع القبر بمقدار شبر واحد عن الأرض ويسنم، ليعرف أنه قبر وليتمكن أهل المتوفي من زيارته.
  • يمنع تجصيص القبور أو الكتابة عيلها بأي شكل من الأشكال بإجماع من فقهاء الدين أجمعين.
  • كما يحرم وضع الميت أعلى سطح الأرض والبناء عليه، وهذا لا ينطبق مع الشريعة الإسلامية.

الحياة في القبر

حياة البرزخ والحياة الآخرة من الأمور التي يجب الإيمان بها وتصديقها ليكتمل إيمان الفرد، وتخدل هذه الحياه الآخرة وحساب القبر وعذابه أو نعيمه ضمن الغيبيات التي أشارت إليها الآيات القرآنية والسنة النبوية الشريفة.

  • بعد خروج الروح من الإنسان وإعلان الوفاة يتم الغسل، ودفن الميت وفقًا للشريعة الإسلامية وتركه في قبره، ويذهب الأهل والأقرباء والأصدقاء كلٌ في طريقه.
  • في هذه اللحظات تبدأ أول لحظات الحساب فترد الروح إلى جسد صابحها لحظات السؤال من قبل الملكين فحسب سواء كان من أهل النار أو من أهل الجنة.
  • أما عن الأسئلة فتبدأ بسؤال من ربك؟  ثم: ما دينك؟ بعد ذلك: من نبيك؟، وتكون إجابة العبد المؤمن بالشكل التالي: ربي الله، ومحمد نبيي، والإسلام ديني.
  • تقول الملائكة للعبد المؤمن : قد علمنا إن كنت لمؤمنًا، وتفتح له أبواب الجنية وتصعد الروح لنعيمها، أما الكافر فتفتح له أبواب جهنم ويكون القبر دار العذاب الأولى له.
  • بهذا يكون القبر إما روضة من رياض الجنة للمؤمن أو قطعة من النار للعاصين والكافرين وكلٌ وفق عمله.

من هذا المنطلق نكون قد أجبانا على كافة الأسئلة الخاصة بالقبور، بجانب إجابة سؤال حكم تجصيص القبور وكيفية إنشاء القبور على السنة النبوية وطبيعة حياة البرزخ في القبر عبر الفقرات السابقة.

يمكنكم الاطلاع على المزيد من الموضوعات عبر موقع مكساوي من هنا:

المصدر: