منوعات

طرق وأسرار تقوية المناعة زمن الأوبئة

«الصّحّة تاج على رؤوس الأصحّاء، لا يراه إلّا المرضى»، كلمات بليغة للبحث حول المفاتيح السحرية وأسرار تقوية المناعة المكنونة في زمن الأوبئة، لا سيّما بعد تفشي فيروس كورونا ومتحوراته، والذي نتج عنه حالة من القلق والخوف الهستيريّ عند الغالبية العظمى.

ومع عدم وجود دواء فعَّال لهذا المرض، بات تسليط الضوء على بدائل وطرق جيدة ضرورة حتمية؛ لحماية أجسامنا من هذا الغزو سريع الانتشار وأي سموم أو بكتيريا جاعلة من أجسامنا مرتعًا خصبًا لها، وهذا لن يتأتى إلا من خلال تعزيز الجهاز المناعي الَّذي يُعدّ بمثابة الدّرع الحصين المسؤول عن حمايتنا والتصدي نحو أي هجمات خارجية قد تحاول الفتك بنا، نتمنى لك قراءة ماتعة. 

أهمية الجهاز المناعي في جسم الإنسان 

تقوية المناعة
أسرار تقوية الجهاز المناعي

معروف علميًا أن الجهاز المناعيّ ما هو إلا شبكة معقدة من الأعضاء، الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء وبعض المركبات الكيميائية، كل يعمل سويًا في توازن وانسجام من أجل هدف واحد ومحدد وهو: تمييز أي أجسام غريبة قد تتخلل جسم الإنسان، ومن ثمَّ التصدي لها كالفيروسات والطفيليات أو الجراثيم وما شابه، والتي قد تُودي في الأخير إلى الإصابة بالأوبئة أو العدوى، وفي حال كان الشخص يتمتّع بجهاز مناعي ضعيف، تزداد فرص الإصابة لديه بالأمراض والأوبئة. 

أسرار تقوية المناعة زمن الأوبئة

عندما يتعلق الأمر بتقوية جهاز المناعة، نجد فئة ليست بالقليلة ترغب في إيجاد حل سحري على الفور، أو علاج سريع للغاية يأتي بنتائج مُرضية في الحال، ولكن دعنا نخبرك أن الجهاز المناعيّ من أكثر أجهزة الجسم تعقيدًا كما ذكرنا سلفًا، ومن أهمها أيضًا الَّذي يجب أن نوليه اهتمامًا بالغًا؛ لذا حصّن جهازك من خلال اتباع نهج شامل بما في ذلك استهلاك أطعمة ومشروبات مفيدة، اتباع عادات نوم صحية وممارسة التّمارين الرّياضّية وخفايا أخرى كثيرة، سنتطرق أدناه إلى استراتيجية حياة صحية كاملة؛ لتكون مرجعًا لك لتدعيم حياتك الصحية بشكل عام.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

تذكر دومًا أن الأنشطة البدنية ليست فقط لتقوية عضلات الجسم المختلفة أو محاربة هرمونات التوتر، ولكن يُعدّ النشاط البدنيّ على وجه العموم إحدى ركائز الحياة الصحية، إذ يحسّن الدورة الدموية، الأمر الذي بدوره يسهم في محاربتك لأي أمراض فيروسية كانت، ناهيك عن قدرتك على التخلص من أي جراثيم متمركزة في مجرى الهواء. 

أوضحت بعض الدراسات العلمية أن الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية قرابة نصف ساعة يوميًا يساعد وبشكلٍ كبيرٍ على تدعيم جهازك المناعيّ؛ لذا من الضروريّ أن تكون نشطًا ومارس الرياضة بوتيرة منتظمة، لا تصّعب الأمور على نفسك وقم بركوب الدراجة في المنطقة المحيطة بك أو المشي هرولة 4 مرات أسبوعيًا. 

أخذ القسط الكافي من النوم 

تقوية المناعة
أسرار تقوية جهاز المناعة

من ضمن أسرار تقوية المناعة زمن الأوبئة النوم بشكلٍ كافٍ، إذ يلعب دورًا حيويًا في تحسن الجهاز المناعيّ من خلال إفراز جزيئات ضرورية لمكافحة العدوى خلال النوم، وقد أظهرت عدد من الدراسات بأن هؤلاء الأشخاص الذين لم يتمتعوا بقدرٍ كافٍ من النوم هم أكثر عرضةً للإصابة بمختلف الفيروسات ونزلات البرد الشديدة.

ولكي تعطي فرصة كافية للدرع الواقي وحائط الصد المنيع (جهاز المناعة) من خطر الفيروسات والعدوى، من الضروريّ أن تعي جيدًا كم ساعة من النوم يجب أن تحصل عليها كل ليلة، والتي تتراوح من 7 إلى 9 ساعات، واتخاذ إجراءات جدّية في حال كنت تعاني من النوم غير المنتظم ونمْ مبكرًا لتحظى بصحة جيدة. 

اتباع نظام غذائي صحي متوازن

كما هو الحال مع معظم العمليات الحيوية المختلفة في الجسم، اتباع نهج شامل من العادات الغذائيّة الصحيّة المتوازنة والمتنوعة، مفتاح سحري للحصول على جهاز مناعيّ قويّ والطاقة التي يتطلبّها لعمل كافة خلاياه والحصول على أكبر قدر من المغذيات الدقيقة التي تدعمه. 

مما سبق نستنتج أنه لا بُدّ من إدراج الخضروات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة والدهون المفيدة الصحية والبروتينات ضمن نمط غذائك الصحيّ، والذي يعد سرًا آخرًا من أسرار تقوية المناعة. 

أما بشأن المكملات الغذائية التي ينساق وراءها كثيرون، فأكّد بعض خبراء التغذية أن الجسم يمتص الفيتامينات بكفاءة أكبر من مصادر الغذاء الرئيسة، وبدلًا من الانخراط في استهلاكها على هيئة حبوب، ادمجها ضمن نظامك الغذائي من العناصر الطبيعية، فمثلًا فيتامين سي، قد تستمده من الحمضيات بما في ذلك الليمون، البرتقال والبروكلي، وفيتامين هـ احصل عليه من اللوز والسبانخ وزيت الزعفران. 

تجنب الإجهاد المفرط

أسرارأسرار تقوية المناعة
أسرار تقوية المناعة

الإجهاد المفرط يُعرّض جسمك لوطأة تيار مستمر من التوتر من شأنه تثبيط الجهاز المناعيّ، قد تنتابك الحيرة بشأن عدم قدرتك على التخلص من الإجهاد المزمن، ولكن يمكنك التقليل منه بقدر المستطاع من خلال تعلم التأمل أو الاهتمام بأمور أكثر إيجابية وما شابه؛ لما لأهميته العظمى في تقليل خطر الإصابة بالعدوى والأمراض من جراء ضعف المناعة.

إذ يؤثّر الإجهاد على كرات الدم البيضاء وكمية الأجسام المضادة المنتجة في الدم، ليس هذا فقط، بل يصل الأمر إلى انخفاض جليّ في تفشي الخلايا الليمفاوية وتقليل نشاط الخلايا الفتاكة الطبيعية. 

شرب المياه

ثمة عدد من الأدوار المهمة التي تقوم بها المياه في مختلف نواحي الجسم، وعلى رأسها تعزيز الجهاز المناعيّ، بسبب اعتماده الرئيسي على عناصر الغذاء المتواجدة في مجرى الدّم، والّتي تتشكل عادةً من الماء؛ لذا نجد أنَّ الماء عنصر حيوي لدعم خلايا الجهاز المناعيّ بعناصر الغذاء التي يتطلبها؛ لذا من الحري بك شرب كميات وفيرة من الماء يوميًا لتقوية مناعتك وتعويض فقدان الماء من جراء العمليات الحيوية الطبيعية التي تحدث للجسم. 

أطعمة لزيادة كفاءة الجهاز المناعيّ 

لا شكَّ في أن الأطعمة تلعب دورًا كبيرًا في كفاءة عمل الجهاز المناعيّ، وتندرج ضمن أسرار تقوية المناعة زمن الأوبئة التي يبحث عنها كثيرون في الآونة الأخيرة، وفيما يلي أهم هذه الأطعمة:

  • اللبن: غني بفيتامين د والذي يسهم في رفع كفاءة عمل الجهاز المناعيّ ويتمتع بالقدرة الطبيعية لصد أي هجمات خارجية.
  • الكركم: تزخر الطبيعة علينا بخيراتها لتمدنا بهذه المادة التي تحد من الإصابة بمختلف الأمراض والأوبئة.
  • الكيوي: يتضمن الكيوي عددا هائلا من عناصر الغذاء الرئيسة مثل: البوتاسيوم، الفولات، فيتامين C، وجميعها تدعم الجهاز المناعيّ وزيادة عدد خلايا الدم البيضاء. 
  • الثوم: تتضح أبرز منافع الثوم الأساسية في قدرته الهائلة على تعزيز مناعة الجسم. 

الأمراض الناتجة عن نقص المناعة 

بعد التعرف على أسرار تقوية المناعة، من الأولى أن تتبعها جميعها؛ بغية تجنّب الإصابة بأي أمراض قد تنجم عن ضعف المناعة، قد تتطرق إلى مسامعك للوهلة الأولى، ولكن الأمر حقيقي وقد تصاب بمثل هذه الأمراض: 

  • الحساسية: من أول ردود الفعل التي تنتج عن ضعف الجهاز المناعيّ لمواد غير معتاد عليها، كالسم الذي يصيبك من جراء لسعات النحل المزعجة. 
  • مرض السل: من الأمراض التي تتفشى من خلال الغدد الليمفاوية ومجرى الدماء إلى نواحي مختلفة من الجسم. 
  • العوز المناعي: يندرج ضمن أمراض نقص المناعة، الأمر الذي بدوره يزيد من فرص الإصابة ببعض الأمراض والعدوى.

وهكذا تعرفت على جميع أسرار تقوية المناعة زمن الأوبئة التي إذا اتبعتها جيّدًا، ستنعم بصحة أفضل وتقلل من مخاطر الإصابة بالفيروسات المتفشية، لا تتوان في اتباع الاستراتيجية الصحية المرفقة أعلاه، فصّحتك أغلى ما تملك، عزّز جهازك المناعيّ تكن أصح الناس، وفي النهاية نتمنى لك غداً أكثر صحة.

مصدر 1مصدر 2