منوعات

كيف أفرق بين الحياء والخجل عند الأطفال؟ | قل ودل

كل طفل له شخصية فريدة تختلف عن باقي أقرانه، فمنهم المبادر الاجتماعي، ومنهم الهادئ الذي لا يميل إلى المشاركة، وهذا النوع الأخير يصيب الأمهات بالقلق، ويبدأن في التساؤل هل الخجل عند الأطفال أمر طبيعي أم يحتاج إلى العلاج؟ إن كان طفلك من النوع الخجول حقًا يجب أن تظهر عليه عدة علامات تؤكد ذلك، وإن كانت أكثر من الحد اللازم، هنا يجب البدء في العلاج، وهذا ما سوف نناقشه بالتفصيل.

الخجل عند الأطفال

عندما تجدين طفلك يعاني أثناء تواجده في المواقف الاجتماعية من عدم الراحة، وقد يحاول الاختباء خلفك مرارًا وتكرارًا حتى لا يرى من يحدثه، فهو يعاني الخجل، وهو على الأغلب يرفض التواجد مع أحد سوى الأب والأم، ويمكنك ملاحظة أن طفلك يختلف عن الأطفال الآخرين الذين يتجاوبون في المواقف الاجتماعية، ولكن هذا لا يثبت الخجل دائمًا، بل يجب التبين من ذلك عن طريق بعض العلامات التي نسردها فيما هو قادم.

مظاهر الخجل عند الأطفال

من الطبيعي أن يشعر طفلك بالخجل والقلق من التعامل مع أي شخص غريب عنه في الفترة ما بين 18 شهرًا وحتى 3 سنوات، أي أن الخجل عند الأطفال في الروضة أمر طبيعي، فحينما تجدين أن الطفل يخجل من اللعب مع الأطفال الآخرين لا تقلقي فهذا أمر طبيعي في بداية حياته، أما إذا استمر معه هذا الأمر حتى بعد تجاوزه الـ3 سنوات هنا يجب علاجه، وخاصة حين يظهر عليه العلامات التالية:

  • الحساسية الزائدة للنقد أو التوبيخ.
  • الهروب من مواجهة الآخرين.
  • عدم رغبته في طلب المساعدة أو السؤال عن أمر لا يعرفه.
  • التشبث بالأم أو الأب بشكل مستمر.
  • قلة مشاركته في الفصل، وقد يجعله هذا عرضة للتنمر من قبل أقرانه، والضعف الدراسي.
  • بطء التعرف على الأصدقاء الجدد، والشعور بالإحراج عند اللعب في جماعة.
  • احمرار الوجه.
  • تعرضه لنوبات الغضب للتعبير عن نفسه.
  • عدم التجاوب أو الابتسامة مع الأشخاص الجدد، حيث يتفاجأ الآباء من تصرفاته غير المتوقعة في مثل هذه المواقف، كأن يحتضن والدته ويخفي وجهه، وقد يبدأ في البكاء.
  • محدودية كلام الطفل سواء كان مع الأم أو مع الأطفال في مثل عمره.
  • الاستمتاع بمشاهدة التلفاز، لأنه يفضل ممارسة الأنشطة التي لا تستلزم التعامل مع الناس.
  • الشعور بالصداع وألم المعدة والغثيان.

أسباب الخجل عند الأطفال

الخجل عند الأطفال

تتعدد أسباب مشكلة الخجل عند الأطفال في المدرسة أو الروضة، فليس السبب الوحيد هي طريقة التربية، بل يمكن أن تكون موروثة، لذا سوف نذكر هذه الأسباب لتتجنبي ما يمكنك تلاشيه قدر المستطاع، وهي:

الإعاقة الجسدية

إذا كان طفلك مصابًا بإعاقة جسدية فقد لا يعاني الخجل، ولكن ما يزيد من خجله هو تواجده في بيئة تهتم بالمظاهر وتسلط الضوء على إعاقته، فيبدأ الطفل في الإحساس بالدونية ويبتعد عن الآخرين.

الوراثة والجينات

قد يكون الطفل خجولاً لأن أهله أنفسهم خجولون، وفي هذه الحالة سيحتاج الطفل إلى العلاج السلوكي المعرفي من قبل أخصائي نفسي، وإن كان قد تعدى إلى المراحل المتقدمة سيحتاج إلى طبيب نفسي أيضًا.

البيئة الأسرية

يلجأ الطفل إلى الخجل حينما لا يشعر بالأمان من حوله، فعندما ينشأ الطفل في بيئة يكثر فيها شجار الوالدين بشكل دائم، يتجنب الطفل هذه المساحة وينعزل في ركن بعيد، ليتجنب المشكلات الحادثة والأصوات العالية الناتجة عن الشجار، وقد يكون خجله بسبب إهمال الوالدين للطفل، فيشعر حينها أنه غير مرغوب من والديه الذين يمثلون الأمان بالنسبة له، كما يمكن أن تتسبب الحماية المفرطة من الوالدين في زيادة شعوره بالخجل.

قلق الانفصال

من أهم أسباب الخجل عند الأطفال في المدرسة، وخاصة في السنة الأولى لهم هو قلق الابتعاد عن الوالدين، فيمكن أن يكون الطفل طبيعيا ولكن حينما يبدأ في الذهاب إلى الروضة أو المدرسة تظهر عليه علامات القلق، وتجعله منعزلاً عمن حوله.

الخجل عند الأطفال وعلاقته بالتحصيل الدراسي

الخجل عند الأطفال

قد يعتبر العديد من الناس أن الخجل عند الأطفال ينتج عنه التأخر الدراسي، ولكن هذا ليس صحيحًا على الإطلاق، إذ يوجد العديد من الأطفال الذين يعانون الخجل وفي الوقت نفسه يتفوقون في دراستهم، ولكن إذا نتج عن الخجل الغياب المتكرر من المدرسة، بسبب عدم قدرة الطفل على التفاعل مع من حوله، فيميل إلى الهروب وعدم حضوره إلى المدرسة، بالطبع يؤثر هذا على مستقبله الدراسي.

قد يكون الطفل الخجول لديه ضعف في القراءة نتيجة عدم مشاركته مع المعلم في الفصل أثناء التدريب على القراءة، بسبب قلة ثقته بنفسه، وبالتالي يتسبب هذا في تأخره بالقراءة الذي يؤثر بالسلب على تحصيله الدراسي بشكل عام.

ما الفرق بين الخجل والحياء عند الأطفال؟ 

إن الحياء صفة نبيلة أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالتحلي بها، فإذا تحلى طفلك بهذه الخصلة يجب أن تفخري به، وألا تخلطي بينها وبين الخجل، فالخجل ما هو إلا قلق مستمر يلازم الطفل، ويجعله ينزوي على نفسه، نتيجة عدم شعوره بالأمان أو التقبل.

أما الحياء فهو شعور الطفل بضرورة تجنب التصرفات المحرمة أو الخاطئة والخارجة عن فطرته السليمة، فعلى سبيل المثال تحاشي طفلك خلع ملابسه أمامك أو أمام والديه، ولزومه الصمت عند الجلوس مع الكبار خشية ألا يتدخل فيما لا يعنيه، لا يعد خجلاً، بل هو حياء.

كيفية التغلب على الخجل عند الأطفال

علاج الخجل عند الأطفال

لا تضغطي على طفلك بأن يكون شخصًا مبادرًا ويتخلى عن خجله، لأن هذا الأمر خارج سيطرته، ولكن حاولي إخراجه بنفسك من تلك البوتقة التي يختبئ بداخلها، ويمكنكِ فعل هذا بكل سهولة من خلال اتباع النصائح التالية:

ابقي مع طفلك في الأماكن المزدحمة 

اذهبي مع طفلك في نزهة إلى مدينة الألعاب، وظلي معه وحفزيه على السير وحده للاكتشاف والتجربة بنفسه حتى يشعر بالأمان، ويُفضل أن يكون هذا المكان غير مزدحم في بداية الأمر، وخاصة إذا كان طفلك خجولاً بدرجة كبيرة، حيث أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في علاج الخجل عند الأطفال في وقت قصير.

تدرجي في الانفصال عن طفلك 

لا تبتعدي عن طفلك بشكل مفاجئ، حينما ترغبين في تعويده على الانفصال عنكِ، بل اجعلي هذا الأمر يتم بشكل تدريجي، ولا يُفضل الابتعاد عن الطفل في سن مبكرة، كما ينبغي عليكِ احتضانه قبل أن تفارقيه وبعد أن يعود إليكِ مرة أخرى لإشعاره بالأمان.

لا تبالغي في تهدئة طفلك

اجعلي طفلك يشعر أن موقف خجله أمر عادي ولا يستدعي القلق، فلا تبالغي في تهدئته لأن ذلك يمنحه إشارة بأن الموقف كان مخيفًا حقًا ويستحق كل هذا، وبناءً على هذا يزداد الخوف لديه بدلاً من أن يتخلص منه.

امتنعي عن وصف الطفل بالخجول

لا يجب أن تطلقي على طفلك “خجول”، لأن ذلك يجعله يتقمص هذا الدور أكثر من اللازم، وبالتالي يزداد خجله بدلاً من أن يقل.

اذهبي إلى المناسبات في وقت مبكر 

من أكثر الطرق التي تعالج الخجل عند الأطفال هي الذهاب إلى المناسبات في وقت مبكر قبل وصول الأطفال الآخرين، فإذا ذهب الطفل ووجد الأطفال هناك يلعبون مع بعضهم، لن يتحرك من مكانه وسيشعر بالخجل الشديد.

امدحي طفلك

يحتاج طفلك الخجول إلى سماع كلمات الثناء ليثق بنفسه أكثر، وبالتالي تزداد جرأته، كما يمكنكِ لفت انتباهه إلى أن الأطفال الآخرين معجبون به، كأن تذكريه بنظرات الأطفال التي تنم عن السعادة والحب عندما تحدث إليهم.

قد لا يتضح الخجل عند الأطفال في سن صغيرة، بمعنى أنه إذا وجدتِ علامات الخجل بادية على طفلك الذي لم يتعد 3 سنوات، فليس هذا معناه أنه سيشب خجولاً، ولكن قد يكون خائفًا بسبب صغر سنه، وعلى أي حال يمكنكِ تطبيق النصائح السابقة معه أيضًا، وستجدين نموًا واضحًا في شخصيته بمرور الوقت.