منوعات

محاولة للتخلص من الاحتباس الحراري.. معاهدة لتقليل استخدام المركبات الكيميائية

والفئة المقرر التخلص منها في المستقبل، هي: “مركبات الكربون الهيدروفلورية”، وفي التسعينيات تم التسويق لها كبديل لمبردات سابقة كانت تعتمد على مركبات الكربون الكلورية فلورية ومركبات الكلوروفلوروكربون تدمر طبقة الأوزون المرتفعة في الغلاف الجوي للأرض، وهو أمر ضروري لحماية الحياة من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، وتعتبر مركبات الكربون الهيدروفلورية أقل ضررا من مركبات الكربون الكلورية فلورية، ولكنها تخلق مشكلة أخرى؛ لأن لها تأثير قوي في حبس الحرارة، بحسب موقع “ذا كونفيرزيشن”.

والمعاهدة التي صدق عليها مجلس الشيوخ الأمريكي في تصويت من الحزبين من شأنها أن تتجنب ارتفاع درجة الحرارة بمقدار نصف درجة مئوية تقريبًا، وصدقت الصين، وهي منتج رئيسي لهذه المواد الكيميائية على التعديل ساري المفعول في 15 سبتمبر 2021، كما أكملت وكالة حماية البيئة الأمريكية قاعدة في عام 2021 لخفض إنتاج وواردات مركبات الكربون الهيدروفلورية.

ويدعو تعديل كيغالي، إلى خفض تدريجي في استهلاك وإنتاج مركبات الكربون الهيدروفلورية “HFCs”، وسيكون التصديق على تعديل كيغالي أحد الأصول للشركات الأمريكية المبتكرة التي طورت بدائل لمركبات الكربون الهيدروفلورية، ويعد بروتوكول مونتريال، الذي ينظم أيضًا إنتاج واستهلاك المواد المستنفدة للأوزون، أحد أكثر الاتفاقيات البيئية الدولية نجاحًا.

• لماذا تعتبر مركبات الكربون الهيدروفلورية مشكلة مناخية

تستخدم الثلاجات وتكييف الهواء تقنية تُعرف باسم المضخة الحرارية، تستخدم المضخات الحرارية الطاقة لإخراج الحرارة من مكان بارد وإلقاءها في مكان دافئ، وسائل – مركبات الكربون الكلورية فلورية سابقا- والآن مركبات الكربون الهيدروفلورية، يدور في جدران الثلاجة ويمتص الحرارة المحيطة للحفاظ على الثلاجة باردة، وعندما يمتص هذا السائل الحرارة يتبخر.

ويُضخ البخار الناتج إلى الملفات الموجودة على ظهر الثلاجة حيث يتم تكثيفه مرة أخرى إلى سائل تحت الضغط، في هذه العملي تُطلق الحرارة التي تم امتصاصها من داخل الثلاجة إلى الغرفة المحيطة، وتقوم مكيفات الهواء ومضخات الحرارة المنزلية بنفس الشيء، فهي تستخدم ضواغط ومبخرات تعمل بالطاقة الكهربائية لنقل الحرارة داخل المنزل أو خارجه.

ومركبات الكربون الهيدروفلورية تشبه مركبات الكربون الكلورية فلورية ولكنها أكثر تفاعلًا في الهواء؛ لذا فهي لا تصل أبدًا إلى طبقة الستراتوسفير حيث يمكن أن تلحق الضرر بالدرع الإشعاعي الواقي للأرض، ولكن في حين أن التفاعل الكيميائي لمركبات الكربون الهيدروفلورية يمنعها من استنفاد طبقة الأوزون فإن تركيبها الجزيئي يسمح لها بامتصاص الكثير من الإشعاع الحراري، مما يجعلها غازات دفيئة، لأنها جيدة في التقاط فوتونات الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الأرض، بعض هذه الطاقة المشعة تعمل على تدفئة المناخ.

ويُقدَّر أن مركبات الكربون الهيدروفلورية المتسربة من معدات التبريد تساهم بنحو 4٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية أي ضعف ما يساهم به الطيران، وهو سبب أساسي يدفع بمحاولة تقليل استخدامها واستبدالها.

• ما الذي يمكن أن يحل محل مركبات الكربون الهيدروفلورية؟

يقول سكوت ديننج أستاذ علوم الغلاف الجوي: “نظرًا لكونها قوية جدًا وقصيرة العمر فإن وقف إنتاج واستخدام مركبات الكربون الهيدروفلورية يمكن أن يكون له تأثير تبريد كبير على المناخ على مدار العقدين المقبلين مما يوفر الوقت حيث يحول العالم إمدادات الطاقة من الوقود الأحفوري إلى مصادر أنظف”.

وذكر ديننج بعض البدائل: “تتبخر الأمونيا والهيدروكربونات مثل البيوتان في درجة حرارة الغرفة وتستخدم كمبردات منذ أوائل القرن العشرين، هذه الغازات قصيرة العمر، ولكن لها جانب سلبي؛ لأن تفاعلهم الأكبر أن ضواغط الهواء والأنظمة الخاصة بهم يجب أن تكون أكثر مقاومة للتآكل ومقاومة للتسرب لتكون آمنة على حياة البشر”.