منوعات

مملكة أوسان – دراسة في التاريخ السياسي والاجتماعي

مملكة أوسان – دراسة في التاريخ السياسي والاجتماعي

لمحمود عبد الباسط

صدر حديثًا كتاب “مملكة أوسان، دراسة في التاريخ السياسي والاجتماعي“، تأليف: د. “محمود عبدالباسط عطية“، تقديم: أ.د. “سليمان الديب” نشر: “دار ملامح“، الشارقة-الإمارات.

 

 

وأصل هذا الكتاب أطروحة علمية تقدم بها الباحث لنيل درجة الماجستير في آثار وتاريخ الشرق الأوسط، من كلية الآثار بجامعة القاهرة، وذلك تحت إشراف أ.د. “علاء الدين شاهين”، وذلك عام 1434 هـ – 2012 م.

تتناول هذه الدراسة التارخ السياسي والحضاري لمملكة أوسان، إحدى الممالك القديمة التي نشأت في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية.

ومملكة أوسان أو “أوسن” (الأوس) – حسب كتابات خط المسند – هي مملكة قديمة تقع أطلالها في جنوب اليمن كان تتبع مناطق حِمْيَر وقتبان، ولكنها انفصلت عنها في ظروف غامضة، حيث جمعت حولها الأحلاف والقبائل وكونت كيان سياسي مستقل، وساعدها في ذلك ازدهارها الاقتصادي بسبب قربها من خليج عدن.

استمرت هذه الدولة في ازدهارها حتى اتسعت مطامع مملكة سبأ في أواخر عهود المكربيين، وقام بين الدولتين مناوشات تناوبت الانتصارات بين الطرفين، حتى عهد الحاكم السبئي الملك “كرب إيل وتر” أول من تلقب بلقب “ملك دولة سبأ” في حوالي القرن السابع ق.م، وقام هذا الملك بتدمير مدن أوسان واحتلالها لفترة طويلة.

ونجد أن عاصمتها “هجر يهر” Hagar Yahirr كانت مركزًا لحضارة كبيرة وغنية بشكل مدهش متأثرة بالحضارة الهلينية، حيث كانت شواهدها دالة على عدد من المعابد والقصور المحاطة بالمساكن المبنية من الطين المحروق، وموقع محتمل لسوق كبير، ومكان لاستراحة القوافل المسافرة. وأحرز الملوك الأوسانيون امتيازات كبيرة، وسلطة دينية على شعبهم، كما أنهم تأثروا بالنموذج اليوناني في الهيئة.

وامتد نفوذ أوسان إلى إفريقيا والهند حيث كان الساحل الإفريقي يسمى بالساحل الأوساني، وكانت أوسان من أكثر ممالك اليمن نفوذًا وثراءً حتى قضت عليها مملكة سبأ.

 

وتنقسم الدراسة إلى مقدمة، وتمهيد، وخمسة فصول، وخاتمة بأهم النتائج؛ وذلك على النحوالتالي:

المقدمة: استعرض فيها الباحث أسباب اختيار موضع الدراسة، ومدى أهميته، وأهم الصعوبات التي واجهته أثناء الدراسة.

التمهيد: تناول الباحث فيه الحديث عن اسم اليمن قديمًا، علاوة على موقعه الفلكي والجغرافي، وأثر ذلك في مختلف مناحي الحياة (السياسية- الاقتصادية- الاجتماعية- الدينية- الفنية).

الفصل الأول: يتطرق إلى الأوضاع السياسية في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية خلال الألف الأول قبل الميلاد.

الفصل الثاني: يشمل الحديث عن مصادر دراسة تارخ أوسان، واسمها، ونطاقها الجغرافي، علاوة على تاريخها السياسي ونظم الحكم فيها.

الفصل الثالث: يتناول علاقات أوسان السلمية والحربية بجيرانها.

الفصل الرابع: خصص للحديث عن الأوضاع الاقتصادية (الزرعة- الصناعة- التجارة)، والاجتماعية، والدينية (المعبودات- المعابد- الطقوس).

الفصل الخامس: يتناول الفنون والعمارة الأَوْسَانية.

وخاتمة: استعرض الباحث فيها أهم النتائج التي توصل إليها.

 

ويعد هذا البحث التاريخي من البحوث التي استقصت تاريخ مملكة من ممالك شبه الجزيرة العربية، حيث نشأت في الألف الأول قبل الميلاد بجنوب الجزيرة العربية، حضارة عريقة. قام بتلك الحضارة ممالك أو كيانات سياسية، اصطُلِح على تسميتها ممالك جنوب الجزيرة العربية. وهذه الممالك عاشت في فترات متداخلة ومتعاقبة؛ وهي معين، سبأ، وقتبان، وحضرموت، وحمير، ثم هناك أَوْسَان، التي نشأت في وادي مرخة، ونجحت في فترات مختلفة من تاريخها السياسي في السيطرة على كثير من مناطق جنوب الجزيرة العربية. ويناقش البحث ما يقدمه من معلومات يمكن الاستفادة منها في زيادة الجانب المعرفي عن بعض أنماط الحياة العامة؛ متمثلة في الأوضاع السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية.