منوعات

عمرو خالد يجيب: لماذا هناك إله واحد ولا توجد آلهة متعددة؟

كتب-محمد قادوس:

واصل الداعية الإسلامي، الدكتور عمرو خالد، الإجابة على الأسئلة الشائكة التي تجول بعقول بعض الشباب، مفندًا إياها بالأدلة العقلية والمنطقية، بغرض تحصينها من الوقوع في براثن الفكر الإلحادي الذي يبعث على التطرف وإنكار الدين.

وفي رابع حلقات برنامجه “الفخ”، أجاب خالد، على سؤال لأحد الشباب المشاركين قال فيه: “لماذا هناك إله واحد، ولا توجد آلهة متعددة؟”، قائلاً: “لايمكن قبول هذا الطرح منطقيًا، فكل أله سيحاول فرض وجوده، ويبسط نفوذه، وسيطرته، وسيكون هناك اختلاف بين جميع الآلهة، وسينتج عن هذا الصراع بين الآلهة تدمير الكون، حتى وإن افترضنا انفراد كل إله بجزء من الكون فسيدمر أيضًا، لأن الكون كله تركيبة موحدة”.

وأضاف: “الله جل وعلا يقول: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)، ويقول أيضًا: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ).

وأشار إلى أن هناك أمرين لإثبات أنه لا يوجد سوى إله واحد لهذا الكون؛ الأول: هو عدم إعلان الإله الآخر عن نفسه، والثاني: طريقة الكون وتكوينه تدل على أن الخالق واحد فقط، مثل التشريح لكل الكائنات على الأرض تجد جميع المكونات متشابهة، وكل له نفس الخواص التي تؤهله للعيش في هذا الكون، وكأن الله يرسل رسالة لنا نحن البشر أن خالق البشر والكائنات هو إله واحد له بصمة واحدة.

وضرب على ذلك مثلاً لبعض المخلوقات، ومنها الزرافة التي تحمل 7فقرات في عنقها، وكذا القنفذ ولكن لكل منهما خواص مميزة تؤهله للعيش في هذا الكون، كما نجد عند النظر إلى الجهاز التنفسي، والتناسلي، والجهاز العصبي متماثل في كل الكائنات، وهو أيضًا إشارة إلى أن الخالق هو إله واحد».

وأردف خالد: “وفي سورة الطارق، يقول الله تعالى: (فلينظر الإنسان مما خلق* خلق من ماء دافق* يخرج من بين الصلب والترائب) ثم يقول: (والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع)، وكأن الله يشير إلى نقطة الماء في رحم المرأة يخرج طفلًا، ونقطة الماء في قلب الأرض يخرج النبات، وهي سنة كونية لكل صانع علامة مميزة له”.

وأوضح أن الله ضرب مثلًا في قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، وهو مثل لو أن هناك أكثر من إله لكان كل إنسان يعاني فكل إله سيأمره بأمر مختلف عن الآخر.

وسأل خالد، الشباب الذين يمثلون أنموذجًا لما يتبادر إلى أذهان الشباب في عمر المراهقة حول الأسئلة الوجودية، قائلًا: “الإنسان كامل أم ناقص؟!، الإنسان ناقص بالطبع لأنه يحتاج إلى النوم، ويحتاج إلى العلاج، ويندم على قرارات، ويحتاج إلى دعم من آخر، وكل البشر هكذا حتى الملوك يحتاجون إلى من يخدمهم، وكذا النبات، والحيوان، كله هذه نواقص، ويحتاجون إلى كامل، وهو الخالق جل وعلا”.

وضرب خالد، مثلًا بإحضار كرسي له أربعة أرجل وكسر رجلين الخلفيتين، عندها سيقسط الكرسي على الأرض، حتى وإن أحضرنا كرسي آخر بنفس مواصفات الكرسي الأول سيقطون جميعًا، حتى نأتي بكرسي كامل يحمل كل الكراسي ويجعلها تعتدل، وكلنا نواقص نحتاج إلى إله كامل يساعدنا.

واستشهد في الختام بأعظم آية في القرآن الكريم وهي آية الكرسي إذ يقول الله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) القيوم الذي يقوم على الكون، وفي ذات الآية يقول الله تعالى: (لا تأخذه سنة ولا نوم) لا يصح أن ينام فالكون كله ناقص وبدون الله الكون يخرب، فالله واحد خالق قائم على الكون يصلح أمره”.

ويتناول برنامج “الفخ”، الرد على الأسئلة الأساسية التي يقوم عليها الفكر الإلحادي، وتفنيدها بالمنطق والعقل، كما يهدف البرنامج إلى تحصين عقول الشباب من الوقوع في براثن هذا الفكر الذي يبعث على التطرف وإنكار الدين.

ويستضيف خالد ثلاثة من الشباب في البرنامج، للاستماع إلى تساؤلاتهم المختلفة، والاقتراب من منطقة الأفكار الملغمة، والحديث إليهم بأسلوب عصري، وتسليط الضوء على الكثير من النقاط الغامضة التي لم يسبق تناولها في أي برنامج سابق.

ويهدف خالد من ذلك إلى التصدي بكل جرأة لتلك الأسئلة التي يعتبرها الكثير من الناس من “المحرمات”، آملاً أن يجد فيه الشباب الحائر ما يروي ظمأ عطشه ويشبع نهمه الفكري، وحتى لايسقطوا في فخ الإلحاد، إذا ما مضوا في طرح أسئلة دون أن يجيبهم أحد بالأدلة المقنعة والمنطق السديد.