منوعات

10 نصائح للانطلاق مجدداً نحو تحقيق الحياة التي تحلم بها

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن “فيشنو” (Vishnu)، ويقدِّم فيه 10 نصائح للانطلاق في الحياة مجدداً بعد الإخفاق وتحقيق الأهداف.

كنت في منتصف الثلاثينيات من عمري، ولكنَّني شعرت بأنِّي عجوز ولم يعد هناك ما أتطلَّع إليه، وبدا لي أنَّه ما من أمل لي في المستقبل ولم أعُد أشعر بأي معنى للحياة؛ إذ إنَّني فقدت الهدف وشعرت بأنَّني تائه علاوةً عن الشعور بالخجل بسبب فشل زواجي.

راحت الأسئلة الوجودية تؤرقني، من أنا؟ ولماذا أنا هنا؟ وما هو الهدف من كل ما جرى؟ لقد تأملتُ في هذه الأسئلة لأشهر وسنوات عدَّة بعد طلاقي، وما تعلمته بعد ما يقرب من خمس سنوات من حادثة طلاقي هو أنَّ هذه التجربة لم تكن النهاية بل البداية، فلقد أنهيت حياةً لم تكن لي وبدأت حياة جديدة صادقة كلها لي، وتخليت عن مهن لا تشبع رغباتي واخترت عملاً يناسب شغفي ورغباتي.

الآن أنا أشعر بالشغف في أثناء أدائي لعملي اليومي ولدي علاقات مع أشخاص ممتعين، وأصبحت أولوياتي أكثر وضوحاً وأصبحت أعرف ما يهم.

وأنت أيضاً إذا شعرت بأنَّ حياتك وصلت إلى الحضيض، فيمكنك البدء من جديد أيضاً، ويمكنك التعافي بصرف النظر عمَّا حصل معك سواء أخفقت في حياتك العاطفية أم العمل أم أي جانب آخر من جوانب الحياة.

فيما يأتي 10 نصائح لتحقِّق ذلك:

1. تواصَل مع الآخرين بحب وتعلَّم المسامحة:

تحدَّث عما حدث مع الأشخاص الذين تحبهم أو مع مستشارين مدرَّبين، وشارك مشاعرك مع الآخرين فهذا يساعد على تخفيف الشعور بالضيق الناتج عن هذه المشاعر، وتواصل مع أحبائك الذين يمكنهم دعمك وتقديم العون لك، وتعلَّم التسامح، وسامح نفسك والآخرين حتى يتحول التسامح لديك إلى عادة، واغفر لنفسك أيَّة أخطاء قد تكون ارتكبتها في السابق.

2. أعِد سرد أحداث الماضي لنفسك بإيجابية:

لتتجاوز الماضي عليك أن تعيش في تفكيرك وشعورك في الوقت الحاضر؛ إذ يتعيَّن عليك ممارسة اليقظة الذهنية أو أحد تمارين التأمل؛ فهذا يساعدك على التركيز في الحاضر بدلاً من التركيز في الماضي، وانتبه إلى نفسك عندما تجتر الذكريات الماضية، وحوِّل تركيزك من جديد إلى اللحظة الحالية.

فما يحدث عند اجترار الذكريات هو أنَّنا نشعر بأنَّ الماضي أفضل مما كان عليه في الواقع أو النقيض؛ أي إنَّنا نشعر بأنَّ الماضي أسوأ مما كان عليه في الواقع، لكن في كلتا الحالتين فإنَّ التفكير في الماضي هو مضيعة للوقت طالما أنَّه لم يَعُد موجوداً في حاضرك، والتفكير فيه لا يؤدي إلَّا إلى حرمانك من عيش يومك كما ينبغي.

عندما تفكِّر في الماضي حاول أن تتخيل قصة مختلفة عنه لا تتضمن المآسي والخيبات؛ بل تتضمن فقط التجارب التي أدَّت إلى التعلُّم وتطوير شخصيتك، وبدلاً من التركيز في الألم ركِّز في الفائدة التي حصلت عليها نتيجة هذه الأحداث.

3. امتلِك تصوراً واضحاً عن هدفك وغاية وجودك في الحياة:

في أثناء إعادة بناء حياتك الجديدة؛ يجب أن تمتلك رؤية واضحة لسبب وجودك في هذه الحياة، ويجب أن يكون لديك سبب وجيه لذلك، والخبر الجيد هو أنَّ ظروفك السابقة على الأرجح تتضمن الإجابات عن هذه الأسئلة؛ أي إنَّ سبب وجودك في هذه الحياة يكمن في الألم واللحظات التي شعرت فيها بأنَّ كل شيء انتهى، فماضيك المؤلم هو ما يحمل في طياته نواة هدفك، وما عليك سوى اكتشاف طبيعة هذا الهدف.

بعد أن تكتشف هدفك وتتعرَّف إليه؛ يكون في مقدورك عيش هذا الهدف في حياتك الواقعية، وإذا كان هدفك هو تقديم الدعم للناس، فيمكنك فعل ذلك بوعي أكبر، وإذا كان هدفك هو إيصال رسالة معينة للناس، فستتمكن من فعل ذلك بوعي أكبر؛ لذا ابحث عن الغرض من وجودك في آلامك وخيباتك؛ فتوجد رسالة يحاول الكون إيصالها لك من خلال ما حدث معك.

شاهد بالفديو: 7 أمور يجب أن تتوقف عنها لتبدأ حياة جديدة

 

4. تعرَّف إلى مواهبك ومهاراتك:

إذا كنتَ تسعى إلى بناء حياة جديدة، فستحتاج إلى تذكُّر اللحظات التي حظيت فيها بالثناء والتشجيع، وتحتاج إلى الاعتراف بمواهبك ومهاراتك، وعلى الرغم من أنَّك قد تشعر بأنَّ موهبتك عادية ومألوفة، فقد لا تعلم أنَّك ترى موهبتك عادية لأنَّك لا تُقدِّرها كما يجب.

قد تكون موهبتك هي القدرة على إسعاد الآخرين أو كتابة الشعر أو تعليم وإلهام الآخرين، ويساعدك التعرُّف إلى مواهبك ومهاراتك على الانطلاق من جديد ووضع المزيد من الأهداف في الحياة؛ إذ إنَّ الموهبة أمر ضروري لتحقيق هدفك في الحياة، وكلما صقلت موهبتك واستخدمتها، كان تحقيقك للنجاح أسرع.

5. امتلِك رؤية للحياة الصادقة التي تتمناها:

الشيء الوحيد الجيِّد في إعادة بناء حياتك من جديد هو أنَّه يمكنك إنشاء حياتك بالطريقة التي تريدها، ويمكنك التخلُّص من الظروف السيئة والضغوطات والبدء من جديد ببساطة.

في هذه المرحلة من حياتك، تخيَّل الحياة التي تطمح إلى تحقيقها، وتخيَّل كيف ستبدو حياتك وكيف سيكون شعورك عندما تحصل على هذه الحياة؛ بل سيكون من الأفضل أن ترسم ما تتخيله أو أن تعبِّر عنه بالكتابة.

فكِّر في الأمر وتخيَّله وحاول أن تتعرَّف إلى شعورك تجاه هذه الحياة، وبمجرد أن تتخيَّل الحياة التي تطمح إلى الحصول عليها، ستعرف وجهتك وستشعر بالإلهام من خلال الأفكار التي تراودك.

6. تبنَّ عادات جديدة:

في الواقع يكمن سر تحقيق النجاح في العادات، ولكنَّنا ننسى هذه الحقيقة لأنَّ الالتزام بالعادات أمر ممل، ولكنَّ هذا أمر أساسي إذا كنتَ تريد تحقيق النجاح، وكل إنجاز عظيم هو نتيجة الالتزام بعادات معينة تؤدي إلى التقدُّم ببطء لكن بثبات.

الرياضيون العظماء لا يصبحون كذلك بين عشية وضحاها؛ بل لقد أمضوا حياتهم كلها في تكريس عادات والالتزام بها، ومهما كان ما تريد القيام به، فجزِّئه إلى مهام أبسط والتزم بإنجاز هذه المهام بانتظام.

قم بمهمة تعرف أنَّك تستطيع إكمالها في كل يوم، واستمر بفعل ذلك يومياً حتى تصبح عادة لا يمكنك الاستغناء عنها؛ إذ كلما كرست عادات أفضل والتزمت بها، اقتربت من تحقيق الحياة التي تريدها.

7. حقِّق نجاحك وسعادتك الداخليين:

تحقيق النجاح والسعادة يبدآن من الداخل وليس من الخارج، ومع ذلك فإنَّنا نقضي معظم حياتنا في السعي إلى السعادة الخارجية والنجاح الخارجي، ولأنَّك تنطلق في حياتك من جديد، فيجب أن تركِّز في السعادة والنجاح الداخليين؛ لذا خصِّص وقتاً لتطوير نفسك، وابحث عن الشعور بالرضى والحب في أعماقك؛ فالحرية والرضى يُشبعان من الداخل ومن ثم ينعكس هذا الإشباع على الخارج

حاول أن تجد وسائل تساعدك على البقاء متوازناً ومُركِّزاً في هدفك؛ مثل اليوجا والتمارين الرياضية وكتابة اليوميات أو تلقِّي الكوتشينغ وغيرها من الوسائل التي تساعدك على الشعور بأنَّك تفهم نفسك، ثم انطلق في بناء حياة أفضل في الجوانب التي تهمك وتخلَّ عن الأشياء التي تضيِّع وقتك دون جدوى.

8. استبدِل معتقداتك:

أنت بحاجة أيضاً إلى التخلص من معتقداتك القديمة التي لم تَعُد تخدمك؛ وذلك لأنَّ الإبقاء على المعتقدات القديمة التي تشكل عبئاً سيؤدي إلى جعلك تراوح في مكانك دون أي تقدُّم، فالمعتقدات القديمة تشبه الحاجز الصلب الذي يمنعك عن تحقيق الحياة الجديدة التي تريدها لنفسك.

لإعادة بناء معتقداتك يجب أن تعرف ما هي معتقداتك في كل مجال من مجالات حياتك؛ ويتم ذلك من خلال تفحُّص آرائك ومشاعرك ومواقفك المتعلقة بكل مجال من مجالات الحياة، فلا يمكنك تغيير معتقداتك ما لم تدرك كيف تعيد هذه المعتقدات فرض نفسها بشكل تلقائي.

بعد أن تتعرَّف إلى معتقد من معتقداتك القديمة، تفحَّصه بإمعان وحدِّد ما إذا كان المعتقد صحيحاً أم لا، وننصحك بكتابة اليوميات فهي وسيلة رائعة لتغيير المعتقدات، والعبارات التوكيدية هي أيضاً طريقة فعالة لبناء معتقدات جديدة في حياتك.

9. كن صادقاً مع نفسك:

حان الوقت للتوقُّف عن محاولة إرضاء الآخرين والعيش من أجل الآخرين؛ وإذا أردت الحصول على الحياة التي تريدها، فلا يجب أن تكترث إلى ما يعتقده وما يريده الآخرون وما الشيء الذي يحقق لهم الرضى.

إذا كنت تريد ألَّا تشعر بالندم لاحقاً لأنَّك عشت وفق أهواء الآخرين، فعليك أن تبقى صادقاً مع نفسك، ولكي تبقى صادقاً مع نفسك يجب أن تجرِّب كثيراً حتى تدرك ما الذي يجعلك سعيداً.

هذا هو تحديد القيَم؛ إنَّه خطوة أساسية لعيش حياة حقيقية وأصيلة، وإضافةً إلى ما سبق فإنَّ الطريقة الأخرى التي تساعدك لتبقى صادقاً مع نفسك هي الإصغاء إلى حدسك؛ لذا أنصِت لنفسك ودع حدسك يقودك، ففي داخلك توجد كل الإجابات التي تريدها بالرغم من كل المخاوف والشكوك.

10. تقدَّم نحو حياتك الجديدة:

تحدَّثنا في نصيحة سابقة عن المواهب والاعتراف بها، وهذه النصيحة أيضاً عن المواهب ولكنَّها تطلب منك أن تبذل جهدك في تنمية مواهبك وصقلها، وتسخير مهاراتك ومواهبك بشكل عملي.

اسعَ إلى تحقيق أحلامك واعمل على شغفك بشكل يومي؛ وبذلك تقترب كل يوم أكثر من الحياة التي تطمح إلى تحقيقها؛ وذلك لأنَّك تستمر في اتِّخاذ الإجراءات التي تساهم في تحقيق هذه الحياة.

ضع أهدافاً إذا كان ذلك يساعدك على الحصول على الحياة التي تتمناها، أو ببساطة أعمل على شيء أو شيئين يومياً يجلبان لك السعادة والشعور بالمغزى من الحياة؛ إذ بالرغم من أنَّك بدأت رحلتك لتحقيق الحياة الجديدة التي تريدها من خلال تصور هذه الحياة، إلَّا أنَّك تستطيع أن تعيش هذه الحياة منذ هذه اللحظة وبشكل يومي؛ فمن خلال عيش الحياة التي تريدها فإنَّك تحصل عليها، وكلَّما سعيت إلى جعل الحلم حقيقة، تحوَّل فعلاً إلى حقيقة وواقع مُعاش.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *