منوعات

استخدم الأسئلة المناسبة لتغيير عقليتك (الجزء 1)

تتمتع الأسئلة بقدرة كبيرة على تغيير تركيزنا في أيَّة لحظة، وطرح الأسئلة الصحيحة يمكن أن يغير تفكيرنا من التقييد إلى التمكين؛ إذ تعتمد نظرتنا الشخصية للواقع على ما نركز فيه، والأسئلة هي واحدة من أسرع الطرائق التي تمكننا من اكتساب عقلية أكثر تمكيناً ودهاءً.

الحوافز والتوجيه والتركيز:

جميعنا لدينا عادة طرح الأسئلة على أنفسنا دوماً وفي معظم الأحيان لا ندرك تأثيرها؛ إذ توفر الأسئلة للعقل الحافز والتوجيه والتركيز، فبمجرد أن نسأل سؤالاً، يبدأ عقلنا على الفور بالبحث عن إجابة له، وإذا لم تعجبنا الإجابات التي نحصل عليها، فمن المحتمل أن يكون ذلك مرتبطاً إلى حد كبير بالأسئلة التي نطرحها.

للأسئلة تأثير كبير في كل ما نقوم به في الحياة، فهي تحدد قدراتنا ونوعية علاقاتنا؛ ومن خلال طرح الأسئلة الصحيحة يمكننا تغيير عقليتنا إلى عقلية أكثر تمكيناً، وإيجاد الإجابات اللازمة لتغيير أي جانب من جوانب حياتنا.

ما هي الأسئلة الصحيحة لتغيير العقلية؟

الأسئلة التي تدفعنا إلى التركيز في الإمكانات والحلول هي التي تمكننا من تغيير تفكيرنا، لكن تكمن المشكلة في سهولة توجهنا إلى عادة طرح الأسئلة التي تحدُّ أو حتى تعوق تقدمنا عقلياً وعاطفياً.

الشيء الذي نركز فيه بشكل كبير سيصبح في نهاية المطاف واقعنا؛ ومن خلال تدريب أنفسنا على طرح الأسئلة التمكينية بصرف النظر عن ظروفنا، سنوجه تفكيرنا للتركيز باستمرار في الإمكانات والحلول الجديدة، وهذا هو بالضبط نوع التركيز الذي يعزز نمونا وتطورنا الشخصي.

شاهد بالفديو: 16 أمراً يؤكد أهمية التفكير الإيجابي في حياتنا

 

اختيار أسئلة تمكينية:

دعونا الآن ننظر في اثنتين من الحالات التي يمكن أن نواجهها؛ لنلاحظ كيف أنَّ طرح أنواع مختلفة من الأسئلة يمكن أن يغير عقليتنا بشكل جذري.

لنقل إنَّ الصباح قد حل ورن المنبه، فإذا سألتَ نفسك عند استيقاظك: “لماذا علي الذهاب إلى العمل اليوم؟” كيف سيؤثر ذلك في سلوكك؟ وإذا قلت: “لماذا أشعر بالتعب؟” كيف سيؤثر ذلك في طاقتك؟ مع هذين السؤالين البسيطين فأنت تبدأ يوماً مخيباً للآمال؛ وذلك لأنَّ عقلك سيركز في إيجاد الأسباب الكامنة وراء شعورك بالتعب وأنَّك مجبر على فعل شيء لا تريد القيام به مثل الذهاب إلى العمل.

لكن ماذا لو كان أول سؤالين تطرحهما على نفسك هما: “ما الذي أتطلَّع إليه اليوم، و”ما هو أكثر شيء أشعر بالامتنان لوجوده الآن؟” حتى لو لم تكن لديك إجابات فورية عن هذه الأسئلة، فإنَّ هذه العقلية الإيجابية ستجعلك تركز في العثور على الإجابات، فاسأل نفسك هذه الأسئلة عدة مرات ولاحظ كيف ستجعلك الإجابات تشعر فجأة أنَّ لديك شيئاً لتتطلع إليه وشيئاً لتكون ممتناً لوجوده.

إليك مثال آخر: إذا أدلى شخص ما بتعليق سلبي عنك، فما هو السؤال الأول الذي تطرحه على نفسك؟ فإذا سألت: “لماذا لا يحبونني؟” كيف سيشعرك ذلك؟ غالباً ستشعر بالحزن؛ وذلك لأنَّ تفكيرك سيبحث عن أسباب عدم حب الناس لك والأجوبة غالباً لن تكون مشجعة للغاية.

لكن ماذا لو سألتَ نفسك: “أتساءل عما يمكنني القيام به لمساعدته على الشعور بتحسُّن؟”؛ فعندما يبحث عقلك عن إجابات لهذا السؤال، ستركز في الأشياء الإيجابية؛ وذلك لأنَّك تبحث عن طريقة لمساعدة الآخرين.

كما ترى بوضوح، فإنَّ طرح الأسئلة الصحيحة يمكن أن يغير عقليتك بشكل إيجابي جداً، والتحدي هنا هو أنَّ معظمنا نتصرف دون أن نفكر، وفي معظم الأحيان نفشل في أن نسيطر على الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا؛ ونتيجة لذلك سنتبنى عن غير قصد عقلية لا تساعد على تمكيننا.

في الختام:

لقد تحدثنا في الجزء الأول من هذا المقال عن أهمية طرح الأسئلة المناسبة لتغيير عقليتنا، وأما في الجزء الثاني، فسنتطرَّق إلى بعض التمرينات التي يمكنك القيام بها لتدريب نفسك على طرح الأسئلة التي من شأنها مساعدتك على تعزيز ذاتك.

المصدر