منوعات

نصائح لتعزيز العناية الذاتية – مكساوي –

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة روز ماري سوروكين (Rose-Marie Sorokin)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها في زيادة عنايتها بذاتها.

كنت أعمل منذ سنوات عديدة في مجال الترجمة، وكنت أقضي طيلة ساعات النهار وأحياناً الليل في عملي؛ وقد استمتعت به، ولكن لم يكن لدي حياة ولا وقت أخصصه لنفسي؛ إذ كانت حياتي مليئة بالعمل والمواعيد النهائية الدقيقة؛ لذا مع مرور الوقت شعرت بالتعب الشديد وعانيت طويلاً آلاماً في ظهري وكتفي ورقبتي وبدأت أتساءل هل هذه هي الحياة فقط؟

قد نحتاج بالطبع في بعض الأحيان إلى قضاء مزيد من الساعات في تسيير أعمالنا، أو قد تكون لدينا أوقات نحتاج فيها إلى الوجود إلى جانب شخص عزيز قد لا يكون على ما يرام، ولكن حتى في مثل هذه الأوقات الصعبة نحتاج أيضاً إلى الاعتناء بأنفسنا.

لكن هل الرعاية الذاتية تعني الأنانية؟ أتذكر منذ سنوات عديدة عندما كنت ألقي حديثاً عن الرعاية الذاتية في وحدة دعم القلب في مستشفى ميدستون (Cardiac Support Unit at Maidstone Hospital)؛ إذ تحدثت عن مدى أهمية قضاء بعض الوقت مع نفسك والقيام بنشاطات لتعزيز عافيتك تحديداً عندها قالت سيدة: “لكن بالتأكيد هذا فعل أناني وعليك أن تضع الآخرين في المرتبة الأولى قبل التفكير في نفسك”.

لكن لا تعني الرعاية الذاتية أن تكون أنانياً؛ بل يتعلق الأمر باحترام وحب الذات ولا علاقة له بتقليل الاهتمام بالآخرين؛ فلنتخيل أنَّك كوب وأنَّ كلَّ شخص آخر كوب أيضاً، يجب ملء كوبك بالرعاية الذاتية وحب الذات، ولا يمكنك مشاركة هذا الحب إلا إذا كان كوبك ممتلئاً وانسكب في أكواب الآخرين رعايةً واهتماماً أمَّا إذا كان كوبك نصف فارغ فلن يكون لديك فائض تعطيه للآخرين ويصبح من الصعب جداً مشاركته.

إذا وجدت صعوبة في تخصيص وقت للرعاية الذاتية فقد يكون لديك نقص أساسي في حب الذات؛ وقد تتخذ قراراتك لنيل استحسان الآخرين بدلاً من فعل ما يخبرك به قلبك؛ إذ يتحدث المؤلف والمعلم والموسيقي جيمي كاتو (Jamie Catto) عن هذا على أنَّه “إدمان لنيل القبول”؛ أو بعبارةٍ أخرى “إرضاء الناس”.

شاهد بالفيديو: 5خطوات لممارسة الرعاية الذاتية

YouTube video
 

إليك فيما يأتي بعض الإشارات التي تدل على أنَّك تعاني “إدمان نيل القبول” وتسعى إلى إرضاء الآخرين:

1. القيام بأشياء لا تحبُّها:

أي إنَّك غالباً ما تقوم بأشياء لا تحبُّها كي تنتمي إلى مجموعة وتجعل الآخرين فيها سعداء.

2. العناية بالآخرين:

أي إنَّك تقضي قدراً كبيراً من وقتك في رعاية الآخرين على حساب سعادتك وسلامتك.

2. البحث عن الرضى والاستحسان:

أي إنَّك تسعى دائماً إلى الحصول على استحسان الآخرين لتشعر بالنجاح والإنجاز.

3. الشعور بالذنب:

أي إنَّك غالباً ما تشعر بالذنب تجاه كثير من الأمور وتلوم نفسك وتوجه غضبك إلى داخلك.

4. تحجيم مواهبك:

أي غالباً ما تقلل مواهبك الخاصة حتى ينجح الآخرون في حياتهم.

5. غياب الحزم:

أي إنَّك لست حازماً أبداً وتجد صعوبة في اتخاذ قرارات بسيطة لأنَّك تقلق بشأن كيفية تأثير القرار في الآخرين.

6. عدم قول الحقيقة:

غالباً ما تكذب وتخبئ الحقائق؛ لأنَّك تقلق من شعور الآخرين تجاهها.

7. التقليل من شأن نفسك:

أي إنَّك تسمح للناس بمعاملتك بطريقة مسيئة واستغلالية وأنت تعرف ذلك.

8. عدم التحدث والتعبير عن رأيك:

أي إنَّك تجد صعوبة بالغة في التحدث، بصرف النظر عن شعورك أو ما يحدث فأنت لا تعطي رأيك أبداً أو لا تخبر أيَّ شخص بما تشعر به حقاً.

إليك فيما يأتي بعض النصائح لتزيد من العناية والاهتمام بذاتك:

  1. خطط للاستمتاع بوقتك الخاص كلَّ أسبوع كأن تفعل شيئاً تستمتع به حقاً: مثل لقاء مع صديق أو الحصول على جلسة تدليك أو قراءة كتاب أو حتى مجرد الاسترخاء.
  2. خطط لأسبوع عملك لكي تتجنب التعب والإرهاق وحدد الوقت الذي يمكنك فيه العمل دون انقطاع والأوقات التي تكون فيها “متاحاً” لتلقي الرسائل وما إلى ذلك؛ وأعد هذه الخطة في استراحة غداء مناسبة.
  3. انضم إلى مجموعة من الأشخاص الذين يشاركونك اهتماماتك مثل الانضمام إلى مجموعة قراءة أو مجموعة من الأصدقاء أو مجموعة لممارسة المشي.
  4. ثق بنفسك ودافع عنها.
  5. خطط لممارسة بعض تمرينات اليوجا أو خصص وقتاً للحركة خلال الأسبوع.
  6. مارِس التأمل يومياً من 10 إلى 30 دقيقة.
  7. حدد الوقت المناسب للتوقف والراحة، وتعرَّف إلى الإشارات التي يرسلها جسدك إليك.
  8. حدد يوماً مخصصاً لك مرة في الشهر والتزم به؛ إذ يمكنك قضاء هذا اليوم في المنزل أو الذهاب إلى المنتجع الصحي أو الذهاب في جولة إلى مكان جديد.
  9. اضحك كأن تشاهد فيلماً مضحكاً أو اقضِ وقتاً مع شخصٍ مرح يجعلك تضحك.