منوعات

3 مراحل لتحليل الأفكار الإبداعية

يوجد لحسن الحظ نموذج مثالي لتقييم الأفكار الإبداعية؛ إذ قال أحد أكبر المبدعين في العالم أنَّه ساعده على تحقيق نجاح تلو الآخر؛ إذ يدعونا نموذج “دي أر سي” (DRC) إلى تحليل الفكرة على 3 مراحل: الحالم (Dreamer) والواقعي (Realist) والناقد (Critic)، لقد أنشأ هذا النموذج رجل الأعمال والمخرج “والت ديزني” (Walt Disney)، وطبَّقه لبناء أنجح إمبراطورية إبداعية على الإطلاق.

كيفية تحليل الأفكار الإبداعية:

يحلل نموذج “دي أر سي” (DRC) الأفكار الإبداعية على 3 مراحل مختلفة:

1. الحالم (Dreamer):

في هذه المرحلة أطلق لخيالك العنان دون قيود، ولا ترفض أيَّ شيء، فهذه هي مرحلة العصف الذهني؛ ففي الشركات الناشئة يؤدي دور الحالم عادةً المؤسس صاحب الرؤية أو المدير التنفيذي، وعلى سبيل المثال، كان في شركة “ديزني” (Disney) فريق من تسع مبدعين مسؤولين عن أفلام الرسوم المتحركة، ولكن أيَّاً كان أسلوبك؛ فالهدف هنا الوصول إلى أكثر الأفكار إبداعاً دون القلق بشأن التفاصيل ودون تقييد نفسك بأيِّ شيء.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح تُحفّزك على الإبداع

 

2. الواقعي (Realist):

المرحلة التالية هي تقييم مدى واقعية رؤيتك، وفي هذه المرحلة انتقل فريق ديزني من تخيل الأفكار إلى وضع الخطوط العريضة لها؛ إذ كان والت يبدأ برسم مخطط القصة، وهي أداة إبداعية أخرى ابتكرها، ويركز الواقعي على العملية وكيفية التنفيذ؛ لذا تتضمن هذه المرحلة وضع خطط لتطبيق أفكارك معتمداً على التفكير التحليلي والمنطقي.

3. الناقد (Critic):

يكشف الناقد عن الأفكار الضعيفة أو غير الملهمة، ويسلط الضوء على العيوب في الخطة، والسؤال الرئيس الذي يجب طرحه في وضع الناقد هو: “لماذا؟”، لماذا تفعل ذلك؟ لماذا قد يهتم أيُّ أحد؟ هذا هو الوقت المناسب للبحث في الشكوك وفحص نقاط ضعف أيَّة فكرة، ويجب أن توجه فريقك لمناقشة كلِّ جوانب المشروع التي قد تفشل بمنهجية ودقة، ويجب ألا تتخطى هذه المرحلة سوى أفضل الأفكار.

القواعد الأساسية:

لتحقيق أقصى استفادة من نموذج “دي أر سي” (DRC) إليك بعض الإرشادات الأساسية التي يجب اتباعها:

  • يجب أن تكون كلَّ مرحلة منفصلة عن غيرها تماماً، ولا يمكن التفكير في إحدى المراحل عندما نكون في مرحلة مختلفة.
  • اختيار موقعك بحكمة على سبيل المثال، كان فريق ديزني يعمل في مكان مختلف في كلِّ مرحلة، فإذا كانوا في غرفة الحالم للعصف الذهني يعلمون أنَّهم لا يمكنهم التفكير بأسلوب الواقعي، فهذه طريقة جيدة لمنح كلِّ وجهة نظر المساحة التي تحتاجها.

في نهاية العملية ستبقى فقط الأفكار الأكثر إبداعاً وممكنة التحقيق والتي لا تشوبها شائبة، وهذا هو الهدف أن تحلم أحلاماً خلاقة، ثم تحققها وتحقق النجاح الإبداعي والتجاري، ويجب أن يتعلم كلُّ مؤسس ومبدع أن يؤدي دور الحالم والواقعي والناقد وأن يعرف الوقت المناسب لتولي كلِّ دور.

في الختام:

عندما تبدأ مشروعاً جديداً وتجد نفسك تفكر بأسلوب الواقعي أو الناقد، توقف مؤقتاً وعُد إلى وضعية الحالم للتركيز على الرؤية أولاً، واجمع أكبر قدر ممكن من الأفكار، وعندها يمكنك الانتقال فقط إلى التفكير في العملية والخطوات العملية لتقييم جدوى الأفكار، وأخيراً انقد كلاً منها لتقييم ما إذا كانت الفكرة تستحق المتابعة.