وأي مجتمع مدني هو الذي يعيّر الأحزاب السياسية بأنها تستغل وجع الناس لتصرف أموالاً انتخابية من مازوت ومولدات ومساعدات غذائية وأدوية، فيما هو يتقاضى مئات آلاف الدولارات من الخارج ولا تعرف وجهة صرف هذه الأموال سوى ما ظهر حتى الآن من حملات إعلانية وتسويق منصات إعلامية جوفاء، لا تغني محتاجاً ولا تؤمّن له دواء. وأي مجتمع مدني يخوض الانتخابات النيابية ولم يكلف نفسه عناء شن حملة موازية لفرض الانتخابات البلدية التي من المفترض أن تكون قاعدة العمل الإنمائي والحياتي، وهو الذي يستنسخ عمل هذه الجمعيات خارج لبنان ويتمثل بتجارب غربية. وأي مجتمع مدني ينطلق البعض منه بالتعاون مع مؤسسات أممية عبر وزارات وبرامج دولية ويتقاضى أموالاً طائلة، في حين يتهم كل الآخرين بخوض الانتخابات بأجندات ومشاريع خارجية. وأي مجتمع مدني يستغل انفجار مرفأ بيروت سياسياً ويستغل المساعدات من أجل تقديم نفسه كمرشح بديل عن كل القوى السياسية، فيما الجمعيات الإنسانية الحقيقية لا تزال تعمل بصمت بعد انفجار المرفأ لإعادة الإعمار ومساعدة المنكوبين من دون أن تقدم نفسها بديلاً سياسياً. وأي مجتمع مدني انطلقت شخصيات منه من الأحزاب نفسها فعملت لديها ونسّقت معها وسوّقت لها قبل أن تتحول إلى مجتمع مدني وجمعيات تراهن السفارات مخطئة عليها في قلب موازين السلطة. إنه مجتمع مدني سيظل مديناً للأموال الخارجية، ويشكّل نكسة جديدة للذين يعتقدون أن لديهم بارقة أمل في لبنان.
عزيزي الزائر لقد قرأت خبر اخبار لبنان : ‘المجتمع المدني’نكسة جديدة لمن لديهم بارقة أمل في موقع مكساوي | عربي ودولي ولقد تم نشر الخبر من موقع لبنان 24 وتقع مَسْؤُوليَّة صحة الخبر من عدمه على عاتقهم . لبنان 24